يُحكى أنّ جماعة ً من العرب خرجت للصيد
فعرضت لهم “ ضبعٌ ” .. وكانت العرب تُسمِّي الضبع “ أم عامر” ..
فطاردوها ، وكان الجو شديد الحر .. فدخلت الضبع خباء ( بيت ) أعرابي ..
فخرج الأعرابي فرآها مجهدة ً في ذلك الحر الشديد ..
ورأى أنها قد التجأت إلى خبائه مستجيرة ً به ..
* * *
فصاح بالقوم : ما شأنكم ؟؟
قالوا : صيدنا وطريدتنا
قال : إنها قد أصبحت في جواري
ولن تصلوا إليها ما ثبت قائم سيفـي في يدي .. فانصرف القوم ..
* * *
ونظر الأعرابي فرأى الضبع جائعة ً .. فقام إلى شاتهِ فحلبها .. وقدم للضبع الماء واللبن فشربت حتى ارتدت لها عافيتها ..
* * *
فلما أقبل الليـــل نام الأعرابي مرتاح البال بما صنع للضبع من الإحسان ..
* * *
لكن أم عامر “ الضبع ” .. نظرت إليه فوجدته نائما ً ، فوثبت عليه ِ ، وبقرت بطنه وشربت من دمه ِ .. وتركته جثة هامدة ..
* * *
وفي الصباح أقبل ابن عم الأعرابي يزوره ويتفقده فوجده قتيلا ً.. فاقتفى أثر الضبع حتى وجدها فرماها بسهم فقتلها .. ثم أنشد : ــ
* * *
ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله ِ
يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ أم ِّ عامر ِ
أدام لها حين استجارت بقـربهِ
طعاماً وألبان اللقاح ِ الدرائر ِ
وسمـَّـنها حتى إذا ما تكاملتْ
فـَـرَتـْه ُ بأنياب ٍ لها وأظافـر ِ
فقلْ لذوي المعروف ِ هذا جزا منْ
بدا يصنعُ المعروفَ في غير شاكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق