بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 30 أبريل 2017

العجوز الحكيم


يُروى أن عجوزاً حكيماً كانَ يسكُنُ في إحدى القُرى الريفيةِ البسيطة، وكان أهلُ هذه القرية يثقونَ بهِ وبعلمهِ، ويثقونَ في جميعِ إجاباتِهِ على أسئلتهم ومخاوفهم. وفي أحدِ الأيام ذهبَ فلاحٌ مِن القرية إلى هذا العجوز الحكيم وقال له بصوتٍ محموم: أيها الحكيم.. ساعدني.. لقد حدثَ لي شيءٌ فظيع.. لقد هلكَ ثوري وليس لدي حيوانٌ يساعدني على حرثِ أرضي!!.. أليسَ هذا أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي؟؟ فأجاب الحكيم : ربما كان ذلك صحيحاً وربما كان غير ذلك فأسرعَ الفلاّح عائداً لقريته، وأخبر الجميع أن الحكيمَ قد جنّ، بالطبع.. كان ذلك أسوأ شيءٍ يُمكن أن يَحدُثَ للفلاّح، فكيف لم يتسنَّ للحكيم أن يرى ذلك!!. إلا أنه في اليومِ ذاته، شاهدَ الناس حصاناً صغيراً وقوياً بالقُربِ مِن مزرعةِ الرجل، ولأن الرجلَ لم يعُدْ عِنده ثورٌ لِيُعينهُ في عملِهِ، راقتْ له فكرةُ إصطياد الحصان ليَحلَّ محل الثور.. وهذا ما قام به فعلاً. وقد كانت سعادة الفلاحِ بالغةً.. فلم يحرث الأرضَ بمِثلِ هذا اليُسر مِن قبل، وما كان مِن الفلاّح إلا أن عاد للحكيم وقدّم إليه أسفهُ قائلاً: لقد كنتَ مُحقاً أيها الحكيم.. إن فقداني للثور لم يكُن أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي، لقد كان نعمةً لم أستطعْ فهمها، فلو لم يحدث ذلك لما تسنّى لي أبداً أن أصيد حِصاناً جديداً... لابد أنك توافقني على أن ذلك هو أفضل شيءٍ يُمكنُ أن يحدث لي!!! فأجاب الحكيم : ربما نعم وربما لا فقال الفلاح لنفسه: لا.. ثانيةً!!!!! لابد أن الحكيم قد فقد صوابه هذه المرة وتارةً أخرى لم يُدرك الفلاّح ما يحدث، فبعد مرورِ بضعة أيامٍ سقط إبن الفلاح مِن فوق صهوة الحصان فكُسرت ساقه، ولم يعُدْ بمقدوره المساعدة في أعمال الحصاد. ومرةً أخرى ذهب الفلاّح إلى الحكيم وقال له: كيف عرفتَ أن إصطيادي للحصان لم يكنْ أمراً جيداً؟؟.. لقد كنتَ أنتَ على صواب ثانيةً، فلقد كُسرت ساقُ إبني ولن يتمكن مِن مُساعدتي في الحصاد... هذه المرة أنا على يقين بأن هذا أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي، لابد أنك توافقني هذه المرة... ولكن.. وكما حدثَ مِن قبل، نظرَ الحكيم إلى الفلاّح وأجابه بصوتٍ تعلوه الشفقة:ربما نعم.. وربما لا إستشاط الفلاّح غضباً مِن جهل الحكيم وعاد مِن فوره إلى القرية، وهو غيرُ مُدركٍ لما يقصده الحكيم من عبارته تلك. في اليوم التالي..قدم الجيش واقتاد جميع الشباب والرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي اندلعت للتو، وكان إبن الفلاح الشاب الوحيد الذي لم يصطحبوه معهم لأن ساقه مكسورة. ومِن هنا كُتبت له الحياة في حين أصبح مصير الغالبية من الذين ذهبوا للحرب أن يلقوا حتفهم. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: بْسم آلُلُہ آلُرحٍـمنْ آلُرحٍـيَم وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمون صٍدِقَ آلُلُہ آلُعلُيَ آلُعظّيَم

السبت، 29 أبريل 2017

اكرام الضيف


ذهبت إمرأة تشتكي عند رسول الله صل الله عليه وآله وسلم من زوجها . .. كان زوجها يدعوا الناس في بيتها ويكرمهم وكثرة الضيوف سبب لها المشقة والتعب . فخرجت من عند رسول الله ولم تجد الجواب منه ، وبعد فترة ذهب رسول الله إلى زوجها وقال له إني ضيف في بيتك اليوم ، سعد الزوج بالخبر وذهب إلى زوجته وأخبرها إن ضيفا عندنا اليوم وهو رسول الله . سعدت الزوجة بالخبر وطبخت كل ما لذ وطاب وهي راضية ومن طيب خاطرها . وعندما ذهب رسول الله إليهم ونال كرمهم وطيبة ورضى الزوجة قال للزوج عندما أخرج من بيتك دع زوجتك تنظر إلى الباب الذي أخرج منه . فنظرت الزوجة إلى رسول الله وهو يخرج من بيتها والدواب والعقارب وكل ضرر يخرج وراء رسول الله . فصعقت الزوجة من شدة الموقف وتعجبت مما رآت فقال لها رسول الله هكذا دائما عندما يخرج الضيوف من بيتكِ يخرج كل البلاء والضرر والدواب من منزلكِ فهنا الحكمة من إكرام الضيف وعدم الضجر. البيت الذي يكثر فيه الضيوف .. بيت يحبه الله. . . ما أجمل البيت المفتوح للصغير والكبير. بيت تتنزل فيه رحمات وبركات السماء .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله بقوم خيراً أهدى لهم هدية. قالوا: وما تلك الهدية؟ قال: الضيف ينزل برزقه، ويرتحل بذنوب أهل البيت ". وقال صلى الله عليه وسلم: كل بيت لا يدخل فيه الضيف لا تدخله الملائكة ". وقال صلى الله عليه وسلم: " الضيف دليل الجنة ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه

تفائلوا بالخير تجدوه


ـ في ليلة باردة عاصفة، وبينما كان طبيب يناوب في طوارىء المستشفى الصغير، دخلت سيّدة كبيرة مجهدة ومريضة، يظهر من ملابسها وضعها الماديّ البسيط، ودخل معها شاب في العشرينات من عمره، أخذ الزمن منه أيضًا إبتسامته وجزء من صحته، وتبدو عليه قلّة النّوم. سأل الطبيب المرأة: - ما بك يا سيّدتي ما الّذي يؤلمك؟ - أعتقد أن السكر والضغط مرتفعان - حسنًا، فلنكشف عليك في هذه الأثناء، رنّ هاتف الشاب فخرج من غرفة الكشف معتذرًا بأدب ليردّ على المكالمة لأنّها مهمة. بعد قليل عاد وعينيه مغرورقةبالدموع من دون أن يقول أي شيء، وسأل الطبيب عن حالة المريضة فقال الطبيب عن حاجتها الملحّة للأنسولين غير المتوفّر في المستشفى، فأجاب الشاب "سأذهب فورًا وأجلبه من الصيدليّة". قالت له المرأة "لكن يا ابني البرد قارس في الخارج، لا أريدك أن تتعذب يكفي ما قمت به"، فأجابها "المهم سلامتك" وخرج. سألها الطبيب "لماذا قلت له ذلك؟ هذا واجبه، أنت أمّه !"، أجابت المرأة "أنا لست أمّه، كنت آتية إلى هنا سيرًا على الأقدام في البرد لأوفر ثمن المواصلات، فتوقف بجانبي في سيّارته وقال لي البرد شديد عليك، سأوصلك إلى المكان الذي تريدين، ... وها هو أيضًا ذهب ليجلب لي الدواء ويدفع ثمنه من جيبه!". ما هي إلا دقائق حتى دخل الشاب ومعه الأنسولين وفي نفس الوقت، رنّ جرس الهاتف خاصته فخرج ليردّ عليه وهذه المرة عاد وعلى وجهه ابتسامة وهو يقول "الحمدلله، أشكرك يا رب.."، سأله عن الموضوع فقال "أنا أعمل هنا وحدي في هذه البلاد، وزوجتي في بلد آخر، وهي حامل بعد ٧ سنين زواج واليوم موعد ولادتها، نزفت كثيرًا؛ في الاتّصال الأول، قالوا لي إنّ حالتها خطرة وتحتاج إلى دم ولا يوجد من فئة دمّها في ذاك المستشفى . وأنا في طريقي إلى الصيدليّة لأجلب الأنسولين كنت أدعوا الله لينجيها وينجي ابني. وفي الاتّصال الثاني الآن، قالوا لي إنّه فجأة دخل ٣ أشخاص من جمعية التبرّع بالدّم غرباء ومعهم أكياس دم تبرّع للمستشفى بكل الفصائل، كانوا قد وزّعوا دم على كل المستشفيات الكبيرة في المنطقة وفاض معهم أكياس فقرّروا أن يقدّموها لهذا المستشفى الصغير وبهذا أنقذوا زوجتي ووُلِد ابني بصحة تامّة والحمدلله". في ذهول قال له الطبيب "الخير الّذي فعلته مع هذه السّيّدة عاد إليك بالخير على عائلتك". #اعظم ما قيل لو خيال يبقابيديناامل في الحياة ولو حقيقة يبقاالدنيالسة فيهاخير تفائلوا بالخير تجدوه...ولاتيئسوا من رحمة الله

جزاء الاحسان الإحسان


تقول : لى ثلاثة ابناء وقد تزوجوا كلهم ..فزرت الكبير يوما وطلبت أن أبيت معهم وفى الصباح طلبت من زوجته أن تأتيني بماء للشرب... شربت سكبت باقى الماء على الفراش الذى كنت أنام عليه...فلما جاءتني بشاي الصباح قلت لها يا بنتى هذا حال كبار السن لقد تبولت على الفراش فهاجت وماجت واسمعتني سيل من قبيح الألفاظ ثم طلبت منى أن اغسله واجففه وأن لا أفعل ذلك مرة اخرى وإلا... تقول الست : تظاهرت بأنى اكتم غيظي وغسلت الفراش وجففته ...ثم ذهبت لأبيت مع ابنى الأوسط وفعلت نفس الشئ فاغتاظت زوجته وارعدت وازبدت واخبرت زوجها الذى هو ابنى فلم يزجرها....فخرجت من عندهم لأبيت مع ابنى الصغير ...ففعلت نفس الشئ فلما جاءتنى زوجته بشاي الصباح واخبرتها بتبولى على الفراش ...قالت لا عليك يا أمى...هذا حال كبار السن...كم تبولنا على ثيابكم ونحن صغار ..ثم أخذت الفراش وغسلته ثم طيبته...فقلت لها ..يا بنتى إن لى صاحبة اعطتني مالا وطلبت منى أن اشترى لها حليا وأنا لا أعرف مقاسها وهى فى حجمك هذا ..فأعطيني مقاس يدك ..ذهبت الست إلى السوق واشترت ذهبا بكل مالها..وكان لها مال كثير .. ثم دعت أبناءها وزوجاتهم فى بيتها وأخرجت الذهب والحلى ..وحكت لهم أنها صبت الماء على الفراش ولم يكن تبولا ...ووضعت الذهب فى يد زوجة ابنها الأصغر وقالت هذه بنتي التى سوف ألجأ إليها فى كبري ، واقضى باقى عمري معها. ...فصعقت الزوجتان وندمتا أشد ندم .. العبرة... تَعَلَّمُوا فَعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ (سفر إشعياء 1: 17) " جزاء الاحسان الإحسان "

لا يدخل الجنه نمام


روي ان رجلا رأى غلاما يباع وليس به عيب (الا انه نمام فقط) فاستخف بالعيب واشتراه فمكث عنده أياما ثم قال لزوجة سيده : إن سيدي يريد أن يتزوج_عليك وقال : انه لا يحبك فان أردت أن يعطف عليك ويترك ما عزم عليه فان نام خذي الموس واحلقي شعرات من تحت لحيته واتركي الشعرات معك فقالت في نفسها : نعم. وعزمت على ذلك اذا نام زوجها. ثم جاء زوجها وقال له : ان سيدتي زوجتك قد اتخذت_لها_صديقا ومحبا غيرك وتريد ان تخلص منك وقد عزمت على ذبحك الليلة وان لم تصدقني فتظاهر بالنوم الليلة وانظر كيف تجيء اليك وفي يدها شيء تريد أن تذبحك به وصدقه سيده وقال: لنرى. فلما جاء الليل جاءت المراة بالموس لتحلق الشعرات من تحت لحيته والرجل يتظاهر بالنوم فقال في نفسه: والله لقد صدق الغلام فلما وضعت الموس وأهوت الى حلقه قام وأخذ الموس منها وذبحها به فجاء أهلها فوجدوها مقتولة فقتلوه فوقع القتال بين الفريقين نتيجة ذلك العبد النمام فأحترص من هؤلاء✋ العبرة👀 يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. قال رسول الله : لا يدخل الجنه نمام"

الجمعة، 28 أبريل 2017

ياسر وأخيه


ثلاثة أعوام هي تجربتي مع التدريس في مدرسة ابتدائية.. قد أنسى الكثير من أحداثها وقصصها .. إلا قصة (ياسر) !! كان ياسر طفل التاسعة في الصف الرابع الابتدائي .. وكنت أعطيهم حصتين في الأسبوع ... كان نحيل الجسم .. أراه دوماً شارد الذهن .. يغالبه النعاس كثيراً .. كان شديد الإهمال في دراسته .. بل في لباسه وشعره .. دفاتره كانت هي الأخرى تشتكي الإهمال والتمزق !! حاولت مراراً أن يعتني بنفسه ودراسته .. فلم أفلح كثيراً !! لم يجد معه ترغيب أو ترهيب !! ولا لوم أو تأنيب !! ذات يوم حضرت إلى المدرسة في الساعة السادسة قبل طابور الصباح بساعة كاملة تقريباً .. كان يوماً شديد البرودة .. فوجئت بمنظر لن أنســـــاه !! دخلت المدرسة فرأيت في زاوية من ساحتها طفلين صغيرين .. قد انزويا على بعضهما .. نظرت من بعيد فإذ بهما يلبسان ملابس بيضاء .. لا تقي جسديهما النحيلة شدة البرد .. أسرعت إليهما دون تردد .. وإذ بي ألمح ( ياسر ) يحتضن أخاه الأصغر ( أيمن ) الطالب في الصف الأول الابتدائي .. ويجمع كفيه الصغيرين المتجمدين وينفخ فيهما بفمه !! ويفركهما بيديه !! منظر لا يمكن أن أصفه .. وشعور لا يمكن أن أترجمه !! دمعت عيناي من هذا المنظر المؤثر !! ناديته : ياسر .. ما الذي جاء بكما في هذا الوقت !؟ ولماذا لم تلبسا لباساً يقيكما من البرد !! فازداد ياسر التصاقاً بأخيه ... ووارى عني عينيه البريئتين وهما تخفيان عني الكثير من المعاناة والألم التي فضحتها دمعة لم أكن أتصورها !!!! ضممت الصغير إليّ .. فأبكاني برودة وجنتيه وتيبس يديه !! أمسكت بالصغيرين فأخذتهما معي إلى غرفة المكتبة .. أدخلتهما .. وخلعت الجاكيت الذي ألبسه وألبسته الصغير !! أعدت على ياسر السؤال : ياسر .. ما الذي جاء بك إلى المدرسة في هذا الوقت المبكر !! ومن الذي أحضركما !؟ قال ببراءته : لا أدري !! السائق هو الذي أحضرنا !! قلت:و والدك !! قال : والدي مسافر إلى المنطقة الشرقية والسائق هو الذي اعتاد على إحضارنا حتى بوجود أبي !! قلت : وأمــــك !! أمك يا ياسر .. كيف أخرجتكما بهذه الملابس الصيفية في هذا الوقت !؟ لم يجب ( ياسر ) وكأنني طعنته بسكين !! قال أيمن ( الصغير ) : ماما عند أخوالي !!!!!! قلت : ولماذا تركتكم .. ومنذ متى !؟ قال أيمن : من زمان .. من زمان !! قلت : ياسر .. هل صحيح ما يقول أيمن !؟ قال : نعم يا أستاذ من زمان أمي عند أخوالي .. أبوي طلقها ... وضربها .. وراحت وتركتنا .. وبدأ يبكي ويبكي !! هدأتهما .. وأنا أشعر بمرارة المعاناة وخشيت أن يفقدا الثقة في أمهما .. أو أبيهما !! قلت له : ولكن والدتك تحبكما .. أليس كذلك !؟ قال ياسر : إيه .. إيه .. إيه .. وأنا أحبها وأحبها وأحبها .. بس أبوي !! وزوجته !! ثم استرسل في البكاء !! قلت له : ما بهما ألا ترى أمك يا ياسر !؟ قال : لا .. لا .. أنا من زمان ما شفتها .. أنا يا أستاذ ولهان عليها مرة مرة !! قلت : ألا يسمح لك والدك بذهابك لها !؟ قال : كان يسمح بس من يوم تزوج ما عاد سمح لي !!! قلت له : يا ياسر .. زوجت أبوك مثل أمك .. وهي تحبكم !! قاطعني ياسر : لا .. لا . يا أستاذ أمي أحلى .. هذي تضربنا ... ودايم تسب أمي عندنا !! قلت له : ومن يتابعكما في الدراسة !؟ قال : ما فيه أحد يتابعنا .. وزوجة أبوي تقول له إنها تدرسنا !! قلت : ومن يجهز ملابسكما وطعامكما ؟ قال : الخادمة .. وبعض الأيام أنا !! لأن زوجة أبوي تمنعها وتخليها تغسل البيت !! أو تروحها لأهلها !! وأنا اللي أجهز ملابسي وملابس أيمن مثل اليوم !! اغرورقت عيناي بالدموع .. فلم أعد أحتمل !! حاولت رفع معنوياته .. فقلت : لكنك رجل ويعتمد عليك !! قال : أنا ما أبي منها شيء !! قلت : ولماذا لم تلبسا لبس شتوي في هذا اليوم ؟ قال : هي منعتني !! قالت : خذ هذي الملابس وروحوا الآن للمدرسة .. وأخرجتني من الغرفة وأقفلتها !!! قدم المعلمون والطلاب للمدرسة .. قلت لياسر بعد أن أدركت عمق المعاناة والمأساة التي يعيشها مع أخيه : لا تخرجا للطابور .. وسأعود إليكما بعد قليل !! خرجت من عندهما .. وأنا أشعر بألم يعتصر قلبي .. ويقطع فؤادي !! ما ذنب الصغيرين !؟ ما الذي اقترفاه !؟ حتى يكونا ضحية خلاف أسري .. وطلاق .. وفراق !! أين الرحمة !؟ أين الضمير !؟ أين الدين !؟ بل أين الإنسانية !؟ أسئلة وأسئلة ظلت حائرة في ذهني !! سمعت عن قصص كثيرة مشابهة .. قرأت في بعض الكتب مثيلاً لها .. لكن كنت أتصور أن في ذلك نوع مبالغة حتى عايشت أحداثها !! قررت أن تكون قضية ياسر وأيمن .. هي قضيتي !! جمعت المعلومات عنهما . وعن أسرة أمهما .. وعرفت أنها تسكن في الرياض !! سألت المرشد الطلابي بالمدرسة عن والد ياسر وهل يراجعه!؟ أفادني أنه طالما كتب له واستدعاه .. فلم يجب !! وأضاف : الغريب أن والدهما يحمل درجة الماجستير .. قال عن ياسر : كان ياسر قمة في النظافة والاهتمام .. وفجأة تغيرت حالته من منتصف الصف الثالث !! عرفت فيما بعد أنه منذ وقع الطلاق !! حاولت الاتصال بوالده .. فلم أفلح .. فهو كثير الأسفار والترحال .. بعد جهد .. حصلت على هاتف أمه !! استدعيت ياسر يوما إلى غرفتي وقلت له : ياسر لتعتبرني عمك أو والدك .. ولنحاول أن نصلح الأمور مع والدك .. ولتبدأ في الاهتمام بنفسك !! نظر إليَّ ولم يجب وكأنه يستفسر عن المطلوب !! قلت له : حتماً والدك يحبك .. ويريد لك الخير ... ولا بد أن يشعر بأنك تحبه .. ويلمس اهتمامك بنفسك وبأخيك وتحسنك في الدراسة أحد الأسباب !! هزَّ رأسه موافقاً !! قلت له : لنبدأ باهتمامك بواجباتك .. اجتهد في ذلك !! قال : أنا ودي أحل واجباتي .. بس زوجة أبوي تخليني ما أحل !! قلت : أبداً هذا غير معقول .. أنت تبالغ !! قال : أنا ما أكذب هي دايم تخليني اشتغل في البيت وأنظف الحوش , , , !! صدقوني .. كأني أقرأ قصة في كتاب !! أو أتابع مسلسلة كتبت أحداثها من نسج الخيال !! قلت : حاول أن لا تذهب للبيت إلا وقد قمت بحل ما تستطيع من واجباتك !! رأيته .. خائفاً متردداً .. وإن كان لديه استعداد !! قلت له ( محفزاً ) : ياسر لو تحسنت قليلاً سأعطيك مكافأة !! هي أغلى مكافأة تتمناها !! نظر إليَّ .. وكأنه يسأل عن ماهيتها !! قلت : سأجعلك تكلم أمك بالهاتف من المدرسة !! ما كنت أتصور أن يُحْدِثَ هذا الوعد ردة فعل كبيرة !! لكنني فوجئت به يقوم ويقبل عليَّ مسرعاً .. ويقبض على يدي اليمنى ويقبلها وهو يقول : تكف .. تكف .. يا أستاذ أنا ولهان على أمي !! بس لا يدري أبوي !! قلت له : ستكلمها بإذن الله شريطة أن تعدني أن تجتهد .. قال : أعدك !! بدأ ياسر .. يهتم بنفسه وواجباته .. وساعدني في ذلك بقية المعلمين فكانوا يجعلونه يحل واجباته في حصص الفراغ ...أو في حصة التربية الفنية ويساعدونه على ذلك !! كان ذكياً سريع الحفظ .. فتحسن مستواه في أسبوع واحد !!! ( صدقوني نعم تغير في أسبوع واحد ) !! استأذنت المدير يوماً أن نهاتف أم ياسر .. فوافق .. اتصلت في الساعة العاشرة صباحاً .. فردت امرأة كبيرة السن .. قلت لها : أم ياسر موجودة !! قالت : ومن يريدها ؟ قلت : معلم ياسر !! قالت : أنا جدته .. يا ولدي وش أخباره .. حسبي الله على اللي كان السبب .. حسبي الله على اللي حرمها منه !! هدأتها قليلاً .. فعرفت منها بعض قصة معاناة ابنتها ( أم ياسر ) !! قالت : لحظة أناديها (تبي تطير من الفرح ) !! جاءت أم ياسر المكلومة .. مسرعة .. حدثتني وهي تبكي !! قالت : أستاذ ... وش أخبار ياسر طمني الله يطمنك بالجنة !! قلت : ياسر بخير .. وعافية .. وهو مشتاق لك !! قالت : وأنا .. فلم أعد أسمع إلا بكاءها .. ونشيجها !! قالت وهي تحاول كتم العبرات : أستاذ ( طلبتك ) ودي أسمع صوته وصوت أيمن .. أنا من خمسة أشهر ما سمعت أصواتهم !! لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي !! يا لله .. أين الرحمة ؟ أين حق الأم !؟ قلت : أبشري ستكلمينه وباستمرار .. لكن بودي أن تساعدينني في محاولة الرفع من مستواه .. شجعيه على الاجتهاد .. لنحاول تغييره .. لنبعث بذلك رسالة إلى والده !!! قالت : والده !! ( الله يسامحه ) .. كنت له نعم الزوجة .. ولكن ما أقول إلا : الله يسامحه !! ثم قالت : المهم ... ودي أكلمهم واسمع أصواتهم !! قلت : حالاً .. لكن كما وعدتني .. لا تتحدثين في مشاكله مع زوجة أبيه أو أبيه !! قالت : أبشر ! دعوت ياسر وأيمن إلى غرفة المدير وأغلقت الباب .. قلت : ياسر .. هذي أمك تريد أن تكلمك !! لم ينبت ببنت شفه .. أسرع إليَّ وأخذ السماعة من يدي وقال : أمي .. أمي .. أمي .. تحول الحديث إلى بكاء !! إذا اختلطت دموع في خدود ***** تبين من بكى ممن تباكا !! تركته .. يفرغ ألماً ملأ فؤاده .. وشوقاً سكن قلبه !! حدثها .. خمسة عشر دقيقة !! أما أيمن .. فكان حديثها معه قصة أخرى .. كان بكاء وصراخ من الطرفين !! ثم أخذتُ السماعة منهما .. وكأنني أقطع طرفاً من جسمي .. فقالت لي : سأدعو لك ليلاً ونهاراً ... لكن لا تحرمني من ياسر وأخيه !! ولا يعلم بذلك والدهما !! قلت : لن تحرمي من محادثتهم بعد اليوم !! وودعتها ! قلت لياسر بعد أن وضعت سماعة الهاتف : انصرف وهذه المكالمة مكافأة لك على اهتمامك الفترة الماضية .. وسأكررها لك إن اجتهدت أكثر !! عاد الصغير .. فقبَّل يدي .. وخرج وقد افترَّ عن ثغره الصغير ابتسامة فرح ورضى !! قال : أوعدك يا أستاذ أن اجتهد وأجتهد !! مضت الأيام وياسر من حسن إلى أحسن .. يتغلب على مشاكله شيئاً فشيئا .. رأيت فيه رجلاً يعتمد عليه !! في نهاية الفصل لأول ظهرت النتائج فإذا بياسر الذي اعتاد أن يكون ترتيبه بعد العشرين في فصل عدد طلابه ( 26 ) طالباً يحصل على الترتيب ( السابع ) !! دعوته .. إليَّ وقد أحضرت له ولأخيه هدية قيمة .. وقلت له : نتيجتك هذه هي رسالة إلى والدك .. ثم سلمته الهدية وشهادة تقدير على تحسنه .. وأرفقت بها رسالة مغلقة بعثتها لأبيه كتبتها كما لم أكتب رسالة من قبل .. كانت من عدة صفحات !! بعثتها .. ولم أعلم ما سيكون أثرها .. وقبولها !! خالفني البعض ممن استشرتهم وأيد البعض !! خشينا أن يشعر بالتدخل في خصوصياته !! ولكن الأمانة والمعاناة التي شعرت بها دعت إلى كل ما سبق !! ذهب ياسر .. يوم الأثنين بالشهادة والرسالة والهدية بعد أن أكدت عليه أن يضعها بيد والدة !! في صبيحة يوم الثلاثاء .. قدمت للمدرسة الساعة السابعة صباحاً ... وإذ بياسر قد لبس أجمل الملابس يمسك بيده رجلاً حسن الهيئة والهندام !! أسرع إليَّ ياسر .. وسلمت عليه .. وجذبني حتى يقبل رأسي !! وقال : أستاذ .. هذا أبوي .. هذا أبوي !! ليتكم رأيتم الفرحة في عيون الصغير .. ليتكم رأيتم الاعتزاز بوالده .. ليتكم معي لشعرتم بسعادة لا تدانيها سعادة !! أقبل الرجل فسلم عليّ .. وفاجأني برغبته تقبيل رأسي فأبيت فأقسم أن يفعل !! أردت الحديث معه فقال : أخي .. لا تزد جراحي جراح .. يكفيني ما سمعته من ياسر وأيمن عن معاناتهما مع ابنة عمي ( زوجتي ) !! نعم أنا الجاني والمجني عليه !! أنا الظالم والمظلوم !! فقط أعدك أن تتغير أحوال ياسر وأيمن وأن أعوضهما عما مضى !! بالفعل تغيرت أحوال ياسر وأيمن .. فأصبحا من المتفوقين .. وأصبحت زيارتهما لأمهما بشكل مستمر !! قال الأب وهو يودعني : ليتك تعتبر ياسر ابناً لك !! قلت له : كم يشرفني أن يكون

عمر بن عبيد الله


خرج (( عمر بن عبيد الله )) يوما وكان من المشهورين بالكرم والسخاء وبينما هو في طريقه مر بحديقة ( بستان ) ورأى غلاما مملوك يجلس بجوار حائطها يتناول طعامه فاقترب كلب من الغلام , فأخذ الغلام يلقي الى الكلب بلقمة , ويأكل لقمة (( وعمر )) ينظر إليه ويتعجب مما يفعل , فسأله (( عمر )) أهذا الكلب كلبك ؟؟ قال الغلام : لا قال ((عمر )) : فلما تطعمه مثل ما تأكل ؟؟ فرد الغلام : إني أستحي أن يراني أحد وأنا آكل دون أن يشاركني طعامي . أُعجب (( عمر )) بالغلام , فسأله : هل أنت حر أم عبد ؟؟ فأجاب الغلام : بل أنا عبد عند أصحاب هذه الحديقة , فانصرف (( عمر )) ثم عاد بعد قليل , فقال للغلام : أبشر يافتى فقد أعتقك الله ! وهذه الحديقة أصبحت ملكاَ لك قال الغلام بسعادة ورضا : أُشهدك أنني جعلت ثمارها لفقراء المدينة . تعجب (( عمر )) وقال للغلام : عجبا لك ! أتفعل هذا مع فقرك وحاجتك إليها ؟؟ رد الغلام بثقة وإيمان : إني لأستحي من الله ان يجود عليّ بشيئ فابخل به !.

الأربعاء، 26 أبريل 2017

من أكل الرغيف الثالث


يروى أن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام كان بصحبته رجل من اليهود وكان معهما ثلاثة أرغفة من الخبز، ولما أرادا أن يتناولا طعامهما وجد عيسى عليه السلام أنهما رغيفان فقط ،... فسأل اليهودي: أين الرغيف الثالث ؟ فأجاب : والله ما كانا إلا اثنين فقط. لم يعلق نبي الله وسارا معاً حتى أتيا رجلاً أعمى فوضع عيسى عليه السلام يده على عينيه ودعا الله له فشفاه الله عز وجل ورد عليه بصرَه , فقال اليهودي متعجباً: سبحان الله ! وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة أخرى: بحق من شافا هذا الأعمى ورد عليه بصره أين الرغيف الثالث؟ فرد: والله ما كانا إلا اثنين. سارا ولم يعلق سيدنا عيسى على الموضوع حتى أتيا نهرا كبيرا، فقال اليهودي : كيف سنعبره؟ فقال له النبي: قل باسم الله واتبعني ، فسارا على الماء ، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله! وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة ثالثة : بحق من سيرنا على الماء أين الرغيف الثالث؟ فأجاب : والله ما كانا إلا اثنين. لم يعلق سيدنا عيسى وعندما وصلا الضفة الأخرى جمع عليه السلام ثلاثة أكوام من التراب ثم دعا الله أن يحولها ذهباً ، فتحولت الى ذهب، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله لمن هذه الأكوام من الذهب؟؟! فقال عليه السلام: الأول لك، والثاني لي ، وسكت قليلا ، فقال اليهودي: والثالث؟ فقال عليه السلام: الثالث لمن أكل الرغيف الثالث! ، فرد بسرعة: أنا الذي أكلته!!!! فقال سيدنا عيسى : هي كلها لك ، ومضى تاركاً اليهودي غارقاً في لذة حب المال والدنيا. بعد أن جلس اليهودي منهمكا بالذهب لم يلبث إلا قليلا حتى جاءه ثلاثةُ فرسان ، فلما رأوا الذهب ترجلوا ، وقاموا بقتله شر قتلة مسكين! مات ولم يستمتع به إلا قليلا! بل دقائق معدودة!!! سبحانك يا رب!! ما أحكمك وما أعدلك!! بعد أن حصل كل واحد منهم على كومة من الذهب بدأ الشيطان يلعب برؤوسهم جميعا ، فدنا أحدهم من أحد صاحبيه قائلا له: لم لا نأخذ أنا وأنت الأكوام الثلاثة ونزيد نصف كومة إضافية بدلا من توزيعها على ثلاثة، فقال له صاحبه: فكرة رائعة!!! فنادوا الثالث وقالوا له : ممكن تشتري لنا طعاما لنتغدى قبل أن ننطلق؟؟ فوافق هذا الثالث ومضى لشراء الطعام؟ وفي الطريق حدثته نفسه فقالت له: لم لا تتخلص منهما وتظفر بالمال كله وحدك؟؟؟ إنها حقا فكرة ممتازة!!! فقام صاحبُنا بوضع السم في الطعام ليحصل على المال كله !!! وهو لا يعلم كيد صاحبيه له!!! ، وعندما رجع استقبلاه بطعنات في جسده حتى مات، ثم أكلا الطعام المسموم فما لبثا أن لحقا بصاحبيهما وماتا وماتوا جميعاً. وعندما رجع نبي الله عيسى عليه السلام وجد أربعة جثث ملقاة على الأرض ووجد الذهب وحده فقال: هكذا تفعل الدنيا بأهلها فاعبروها ولا تعمروها.. 👐 ربنا عشقنا الحياة وأنت فانيها، ونشتهي الجنان وأنت بانيها ، 👐 فأرزقنا الرشاد كي نكون من ساكنيها ، وأهدي أنفسنا، فقد عجزنا أن نداويها، 👐 ربنا إن كان لنا مكان في جنتك فثبتنا حتى نلقاك ، وإن كان غير ذلك فأهدنا وطهر قلوبنا وردنا إليك رداً جميلاً بحقِ مُحَمَّدٍ وآلهِ الطاهرين.

الثلاثاء، 25 أبريل 2017

حياتنا قد تكون بسيطة بالتفكير البسيط


أحد السجناء في عصر لويس الرابع عشر محكوم عليه بالإعدام و كان مسجونا في جناح القلعة و لم يتبق على موعد إعدامه سوى ليله واحده ! و في تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يُفتح و لويس يدخل عليه مع حرسه ليقول له :أعطيك فرصة إن نجحت في استغلالها فبإمكانك أن تنجو .! هناك مخرج موجود في زنزانتك بدون حراسة ، إن تمكّنت من العثور عليه يمكنك الخروج ..... و إن لم تتمكّن فإن الحرّاس سيأتون غدًا مع شروق الشمس لأخذك لتنفيذ حكم الإعدام .. غادر الحرّاس الزنزانة مع الإمبراطور بعد أن فكّوا سلاسله و بدأت المحاولات و بدأ يفتّش في الجناح الذي سُجن فيه و لاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحة مغطّاة بسجادة بالية على الأرض و ما أن فتحها حتّى وجدها تؤدّي إلى سلّمً ينزل إلى سرداب سفلي و يليه درج آخر يصعد مرة أخرى و ظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بثّ في نفسه الأمل إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق و الأرض لا يكاد يراها ، ضرب بقدمه الحائط وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح ، فقفز و بدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه و ما إن أزاحه و إذا به يجد سردابًا ضيّقا لا يكاد يتّسع للزحف ، فبدأ يزحف الأ بدأ يسمع صوت خرير مياه و أحس بالأمل لعلمه إن القلعة تطل على نهر لكنّه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالها .. و هكذا ظلّ طوال اللّيل يلهث في محاولات و بوادر أمل تلوح له مرة من هنا و مرة من هناك و كلّها توحي له بالأمل في أول الأمر لكنها في النهاية تبوء بالفشل ....... و أخيرًا انقضت ليلة السجين كلها و لاحت له الشمس من خلال النافذة ، و وجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب و يقول له : أراك لا زلت هنا !! قال السجين : كنت أتوقع انك صادق معي أيها الإمبراطور ! قال له الإمبراطور : لقد كنت صادقًا ! سأله السجين : لم اترك بقعة في الزنزانه لم أحاول فيها ، فأين المخرج الذي قلت لي ؟ قال له الإمبراطور : لقد كان باب الزنزانة مفتوحًا و غير مغلق ! ﺂلإنسان دائمًا يضع لنفسه صعوبات و لا يلتفت إلى ما هو بسيط في حياته .. حياتنا قد تكون بسيطة بالتفكير البسيط ، و تكون صعبة عندما يستصعب الإنسان شيئا في حياته .

امي


"كانت.....امي.......هي الشمس......😊...اسمي احمد......نشأت بين ابي الذي يعمل مهندسا..وامي ليسانس اداب ولا تعمل... ...ابي. لم يحب امي ....ليست هذه هي المشكلة ....المشكلة تكمن في انه كان حريصا علي نقل ذاك الشعور لها.. .😑 اتذكر في طفولتي انه كان يقارن بينها وبين نجمات الاعلانات ويسخر من قوامها....او من شعرها.... امي كانت تبكي..... لكنها ما ابكتني.... كان ابي يحزنها.... وكانت تضمني الي صدرها ... عندما يخرج.... طالما طبطبت عليّ.... حكت لي ان امها ماتت وهي صغيرة... وانها تربت مع زوجة أبيها امي كانت تحكي القصص .. .استمتع كثيرا بحكاياتها.... لكن ابي كان عصبيا للغاية ودوما يعايرها بوحدتها وان لا مكان لها تلجأ اليه لان اباها وزوجته لن يفتحا بابهما لها.. كانت تبكي ولا ترد . ابي كان مدخنا شرها امي قالت لي ان السجاير حرام....وان علي ان ادعو لابي. ابي لم يكن يصلي ...امي كانت تصلي وتقول لي ان ادعو لابي. امي. .قالت لي ان الله غفور رحيم....ويسامح المخطئ فأحببته..... امي كانت تحتضني دوما....وتقول لي اني كاتم اسرارها وصديق عمرها.... كنت اري وجهها في المرأة وهي تضمني الي صدرها كانت عيناها مغمضتان..في راحة ....وكأنها تحمد الله.... قالت لي اني سندها كانت تيتة ام بابا كثيرا ما تصرخ اضربيه الواد ده عشان يتعلم.. فكانت امي تسكت...ثم تعتذر لي فيما بيننا عن كلمات تيتة في يوم سألتها (ليه مش بتضربيني) اغرورقت عيناها بالدمع (اضرب.. عملي ....اضرب الانسان الوحيد اللي لو دعا لي اما اموت ربنا يرفع درجاتي ؟ ؟ ؟) لم افهم لكني فرحت.....شعرت ان العلاقة بيني وبين امي قوية قوة سحرية.... كانت تربيني للاخرة.... طالما حدثتني عن الاخرة... كنت اقول لها بس صاحبي فلان .مش بيصلي وناجح ف حياته فكانت تقول (من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها) الدنيا للكل يا احمد لكن الآخرة لمن يتقي الله يوم الجمعة كانت تذكرني بقراءة الكهف والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ابي لم يكن يصلي الجمعة فكانت امي تنتظرني عند باب المسجد منذكان عمري 7 اعوام صيفا وشتاء.... وتقول لي ونحن عائدان من صلاة الجمعة (اوعي تنساني اما اموت....وانت راجع من الصلاة تدعي لي...عشان الملايكة تقولي احمد دعالك...) سألتها مين هما الملايكة قالت لي دول خلق من خلق الله من نور قلت هما مش موجودين وانا مش هاصدق الا اللي هاشوفه قالت يعني انت مش هتصدق ان فيه اكسجين عشان مش شايفه....؟ ؟ ؟ المؤمن يؤمن بالغيب يا احمد .. ايمانها بالله ...كان عظيما...لكن ابي كان متعدد العلاقات. .. اشعر ان امي كانت تتمني يوما ترحل فيه وانا معها عن ابي...لكنها لم تتكلم سمعته يصيح هاتجوز قالت في اسي اللي يريحك وفعلا تزوج انسانة !!!!!!!عجيبة !!! اصبحنا لا نراه ولا ينفق علينا... وطرد امي من عمله لما طلبت مالا بدأت امي تصنع التورتات للمعارف والمحاشي.. بكيت وقلت لها....لا متعمليش كده قالت في اصرار؛الحلال مفيهوش عيب لم تقل يوما انا باتعب عشانك كانت تسهر وتطبخ..لهولاء دون شكوي وبدأ مشروعها يزدهر واساعدها احيانا لم تمن علي يوما....بكلمات شايف تعبي.... ابي طلق زوجته...وعاد ليفضحنا ويتشاجر مع زباين التورتات امي بكت واعتذرت لهم..مكث شهرا ثم تزوج بأخرى. ..انسان مؤسفة حياته... طلبت من امي وانا في الاعدادية ان تطلق من ابي طبطبت علي قائلة اسفة اني حطيتك في الموقف ده...كان نفسي تنشأ بين ابوين مستقرين قلت بحرارة مش ذنبك...انا عارف قال لي نصبركمان سنة يمكن ربنا يهديه كنت مجتهدا واصلي وامي تمدحني وتدعو لي قالت (اوعي تخسر ولادك....الابن عملك المستمر) كيف اخذلها وهي تراني عملا مستمرا؟ ؟ ؟ اتذكر اني دخنت مع الشباب في ثانوي لاحظت....تغيير في وجهها قبلتها....سامحيني.... لم اترك الصلاة يوما لانها قالت لي انها روح المؤمن امي تحسن دخلها وكانت دوما تخبرني به... ابي....سامحه الله تهجم علينا مرات يطلب نقودا حاله يتدهور وفي يوم وانا بالثانوبة العامة.....قالت لي اوعي تقاطع ابوك...الاب اب ......وادعي له ..واوعي تقع....مهما كترت الهموم......الحبل اللي بينك وبين ربك صلاتك..... لا انسي كلماتها... كانت تضاعف مجهودها بالثانوية العامة من اجل الدروس لم اخذلها 97 ف المية.... اول مرة اشوف الفرحة تقفز في ملامحها ترتمي لله ساجدة.... تصدقت... عملت تورتة 3 ادوار لي ولها ...مالناش حد يفرح معانا... استشرتها...دخلت كلية طب الاسنان.... اصطحبتني اول يوم.... وتركتني عند باب الكلية.... لم تلاحظ انني تأملتها عبر السور..... كانت مبتسمة فرحة وقد تعلق بصرها باسم الكلية (كلية طب الفم والأسنان ) اقسمت الا اخذلها.... لكن.... الحمد لله رب العالمين عدت من الكلية لاجد امي ليست بالمنزل شعرت بالقلق ثم عادت مرهقة بعد قليل علمت انها تقيأت دما وذهبت لتكشف 😑😑😑😑😣 ثم كانت الاحداث تجري سريعا... حال الكبد متدهور احتضنتني كما عودتني وقالت (اوعي تنسي ان الرسول قال المبطون شهيد ارجو ان اكون كذلك. ....انت عملي.....) حضنتها... وحضنتني قالت..اوعي تزعل.... الرسول مات ... ده مصير ابن ادم... انفجرت باكيا...... انا ماليش غيرك قالت باصرار ليك ربنا ...اوعي تخسر ايمانك... قل عملها بسبب مرضها ونفقاته... وانا حزين واساعدها ثم بدأت انا اطبق ما تعلمته منها واصنع التورتات وهي تدعولي ولكن تحذرني من اهمال الدراسة لكن جمعت بين عملي ودراستي واكملت شهرتها... لم احرج وانا بكليتي من العمل....اتذكر كلماتها عن الحلال وادعو لها الاتموت..... احتضنها كثيرا واجلس لاكل معها طعامها الخالي من الملح...والدسم تربت كتفي... ثم ....وانا في عامي الثاني بالكلية وفي رمضان.... ماتت ماما.. 😣😣😣 دخلت لاوقظها ساعة المغرب.... ماتت ماما.... احتضنتها وسالت دموعي ماذا افعل وليس لي احد وعمري 19 عاما لكني تذكرت الله.... وتمتمت......انجدني يارب طرقات علي الباب وجارتنا تقدم لي طبق محشي ساخن وعبر بخار المحشي المتصاعد رأت حالي مالك با احمد اشرت الي الداخل وانا ابكي واتت جارتي وزوجها وابناؤها ساعدني الجميع وصلي علي امي...كثيرون ....في المسجد الذي كانت ترافقني فيه للجمعة...زمان.... بكيت.... لكن... لم يتركني جيراني ...رغم اننا لم نكن علي علاقة شديدة القوة يوميا يرسلون الافطار ويطرقون بابي.... ومكثت شهرا لا انام .. ثم تذكرت كلماتها لي.... انا عملها الممتد اقسم بالله يا امي ان اصدق ظنك في ما عاد احد يحتضنني لكني ساحتضن الايتام والغلابة واستمررت في صناعة التورتات ونجحت دراسيا واصبح لي مشروعا وصفحة علي الفيس ومشروعي يزدهر وسميته بأسم اختارته امي. .. الان. اكتب بعد تخرجي من كلية الاسنان ومن عيادتي بعد رحيل اخر مريض لقد...تحسنت احوالي واجمع بين مشروع الحلويات والعيادة اتصدق عن امي وادعو لها...واقول اللهم انر قبرها واغفر لها واجزها بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا اقابل الغلابة احسن مقابلة ... واذكر لجيراني وقفتهم الي جواري... تزوجت من انسانة طيبة متدينة.. وانجبت حمزة الذي اول ما اجاد الكلام علمته الدعاء... وعلمته ان يدعو لامي...واصطحبه للصلاة .....واحكي له عن انتظارها لي.... ابي ازوره علي فترات ... اعامل حمزة كما عاملتني باحترام واقول انه عملي الممتد الابن عملك.. لا تقهره ... ولا تخسره... قد اديت فريضة الحج عني ثم عن امي.... حلمت بها فرحة....متهللة الابن مال وعمل ودعاء وصدقة وحج وعمرة متخسروش ولادكم ..."

الاثنين، 24 أبريل 2017

بنت سيدنا عُمر بن الخطاب


بنت سيدنا عُمر بن الخطاب راحتله وقالتله انها مبتحبش جوزها وعاوزه تطلق منه 💔🛇 .. سيدنا عُمر ابتسم وكلمها بكُل هدوء وقالها هسألك ٣ أسئله مالهمش رابع .. وجاوبيني بكل صدق .. اول سؤال قالهولها : جوزك بخيل ؟! قالتله ابدًا والله مافيش اكرم منه عليا وعلي بيته .. قالها طيب : جوزك بيضربك او يشتمك ويهينك ؟! قالته ابدًا والله عُمره ما غلط فيا ولا داسلي علي طرف ولا جرحني .. وديمًا بيتكلم بالحُسني ! .. قالها طيب .. مبيقربش ليكي ؟! " العلاقه الحميمه بين الزوج ومراته مقصر فيها " ؟! قالته ابدًا والله مافيش ارحم ولا اهدي منه ولا عمره قصر معايا ! قالها ارجعي بيتك وعيشي لجوزك مش هتلاقي احسن منه ! 😋😍 الحُب مهواش كُل حاجه .. الحُب ساعات بيهينك ويقل منك لو مع شخص مبيحترمكش .. ياما بنات بتنام معيطه بعد ما بتسمع كلام زي السم وشتايم من اللي حبوه كل ليل .. الحُب من غير احترام ميسواش مليم احمر .. لو مع شخص مبيحترمكش قبل ما يكون بيحبك يبقي انت مع الشخص الغلط .. انسحب فورًا ! .. ربنا لما قال عن الحُب في القران الكريم : قال علي زوجة عزيز مصر .. " قد شغفها حُبا " حبت سيدنا يوسف بشغف وطلبت تزني معاه ! لكن لما ذكر العلاقه الصحيحه قال " وجعلنا بينكم مودة ورحمه " العيش والملح والعيال والعِشره والمواقف الصعبه اللي بتعرفك معدن اللي قدامك هي اللي بتوصل للموده والرحمه وبيخرج من رحم الموده والرحمه العشق والجنون ببعض لان في احترام بينكم .. ياما بنات معدتش ال ٣٠ وتحسهم عواجيز من خيبة امل قلوبهم وقلة بختهم في الحُب .. علشان كدا المثل قال " خُد اللي بيحبك متاخدش اللي بتحبه " لان اللي بيحبك وبيحترمك بجد عُمره ما هيجي عليك بالعكس هيبقي ف صفك وجيشك اللي تتحدي بيه العالم بحاله ! " في ناس الحُب بيحليها وناس الحًُب بيطفيها ! ربنا يرزقنا باللي يصغرنا ميعجزناش ويحقق لكل قلب ما يتمنى :)) ❤️! 🙌👏🙌🙌🙌🙌🙌🙌🙌🙌🙌🌺

الأحد، 23 أبريل 2017

أبو قلابة


قال أبو إبراهيم ..كنت أمشي في صحراء .. فضللت الطريق .. فوقفت على خيمة قديمة ..فنظرت فيها فإذا رجل جالس على الأرض .. بكل هدوء .. وإذا هو قد قطعت يداه .. وإذا هو أعمى .. وليس عنده أحد من أهل بيته .. رأيته يتمتم بكلمات .. اقتربت منه وإذا هو يردد قائلاً : الحمد لله الذي فضلني على كثير من خلق تفضيلاً .. الحمد لله الذي فضلني على كثير من خلق تفضيلاً .. فعجبت من كلامه وجعلت أنظر إلى حاله .. فإذا هو قد ذهبت أكثر حواسه .. وإذا هو مقطوع اليدين .. أعمى العينين .. وإذا هو لا يملك لنفسه شيئاً .. نظرت حوله .. أبحث عن ولد يخدمه .. أو زوجة تؤانسه .. لم أر أحداً .. أقبلت إليه أمضي .. شعر بحركتي .. فسأل : من ؟ من ؟ قلت : السلام عليكم .. أنا رجل ضلت الطريق .. وقفت على خيمتك .. وأنت الذي من أنت ؟ ولماذا تسكن وحدك في هذا المكان ؟ أين أهلك ؟ ولدك ؟ أقاربك ؟ فقال : أنا رجل مريض .. وقد تركني الناس .. وتوفي أكثر أهلي .. قلت : لكني سمعتك تردد : الحمد لله الذي فضلني على كثير من خلق تفضيلاً ..!! فبالله عليك ! فضلك بماذا ؟!! وأنت أعمى .. فقير .. مقطوع اليدين .. وحيد .. فقال : سأحدثك عن ذلك .. ولكن سأطلب منك حاجة .. أتقضيها لي ؟ قلت : أجبني .. وأقضي حاجتك .. فقال : أنت تراني قد ابتلاني الله بأنواع من البلاء .. ولكن : الحمد لله الذي فضلني على كثير من خلق تفضيلاً .. أليس الله قد أعطاني عقلاً ؟ أفهم به .. وأتصرف وأفكر .. قلت : بلى .. قال : فكم يوجد من الناس مجانين ؟ قلت : كثير .. قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً .. أليس الله قد أعطاني سمعاً ؟ أسمع به أذان الصلاة .. وأعقل به الكلام .. وأعلم ما يدور حولي ؟ قلت : بلى .. قال : فكم يوجد من الناس .. صمٌ لا يسمعون ؟ قلت : كثير .. قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً .. أليس الله قد أعطاني لساناً ؟ أذكر به ربي .. وأبين به حاجتي .. قلت : بلى .. قال : فكم يوجد من الناس بكمٌ .. لا يتكلمون ؟ قلت : كثير .. قال : فالحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً .. أليس الله قد جعلني مسلماً .. أعبد ربي .. وأحتسب عنده أجري .. وأصبر على مصيبتي ؟؟ قلت : بلى .. قال : فكم يوجد من الناس من عباد الأصنام والصلبان .. وهم مرضى .. قد خسروا الدنيا والآخرة ..؟!! قلت : كثير .. قال : فالحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً .. ومضى الشيخ يعدد نعم الله عليه .. وأنا أزداد عجباً من قوة إيمانه .. وشدة يقينه .. ورضاه بما أعطاه الله .. كم من المرضى غيره .. من لم يبتلوا ولا بربع بلائه ..من شلهم المرض .. أو فقدوا أسماعهم أو أبصارهم ..أو فقدوا بعض أعضائهم ..ويعتبرون أصحاء لو قارناهم به .. ومع ذلك .. عندهم من الجزع والتشكي .. والعويل والبكاء .. بل وضعف الصبر وقلة اليقين بالأجر .. ما لو قسم على أمة لوسعهم .. سبحت بتفكيري بعيداً .. ولم يقطعه علي إلا قول الشيخ .. هاه ..!! أأذكر حاجتي ..؟ هل تقضيها .. ؟ قلت : نعم .. ما حاجتك ؟! فخفض رأسه قليلاً .. ثم رفعه وهو يغص بعبرته وقال : لم يبق معي من أهلي إلا غلام لي .. عمره أربع عشرة سنة .. هو الذي يطعمني ويسقيني .. ويوضئني .. ويقوم على كل شأني .. وقد خرج البارحة يلتمس لي طعاماً .. ولم يرجع إلى الآن .. ولا أدري .. أهو حي يُرجى .. أم ميت ينسى .. وأنا كما ترى .. شيخ كبير أعمى .. لا أستطيع البحث عنه .. فسألته عن وصف الغلام .. فأخبرني ..فوعدته خيراً .. ثم خرجت من عنده .. وأنا لا أدري كيف أبحث عن الغلام .. وإلى أي جهة أتوجه ؟! فبينما أنا أسير .. ألتمس أحداً من الناس أسأله عنه .. إذ لفت نظري قريباً من خيمة الشيخ جبل صغير .. عليه سرب غربان قد اجتمعت على شيء .. فوقع في نفسي أنها لم تجتمع إلا على جيفة أو طعام منثور .. فصعدت الجبل .. وأقبلت إلى تلك الطيور فتفرقت .. فلما نظرت إلى مكان تجمعها .. فإذا الغلام الصغير ميت مقطع الجسد .. وكأن ذئباً قد عدا عليه .. وأكله ثم ترك باقيه للطيور .. لم أحزن على الغلام بقدر حزني على الشيخ .. نزلت من الجبل .. أجر خطاي .. وأنا بين حزن وحيرة .. هل أذهب وأترك الشيخ يواجه مصيره وحده .. أم أرجع إليه وأحدثه بخبر ولده ..؟! توجهت نحو خيمة الشيخ .. بدأت أسمع تبيحه وتهليله .. كنت متحيراً .. ماذا أقول .. وبماذا أبدأ .. مرّ في ذاكرتي قصة نبي الله أيوب عليه السلام ..فدخلت على الشيخ .. وجدته كسيراً كما تركته ..سلمت عليه .. كان المسكين متلهفاً لرؤية ولده .. بادرني قائلاً : أين الغلام .. قلت : أجبني أولاً .. أيهما أحب إلى الله تعالى أنت أم أيوب عليه السلام ؟ قال : بل أيوب عليه السلام أحب إلى الله .. قلت : فأيكما أعظم بلاءً .. أنت أم أيوب عليه السلام ؟ قال : بل أيوب .. قلت إذن فاحتسب ولدك عند الله .. قد وجدته ميتاً في سفح الجبل .. وقد عدت الذئاب على جثته فأكلته ..فشهق الشيخ .. ثم شهق .. وجعل يردد .. لا إله إلا الله .. وأنا أخف عنه وأصبره ..ثم اشتد شهيقه .. حتى انكبت عليه ألقنه الشهادة .. ثم مات بين يدي ..غطيته بلحاف كان تحته .. ثم خرجت أبحث عن أحد يساعدني في القيام بشأنه .. فرأيت ثلاثة رجال على دوابهم .. كأنهم مسافرين .. فدعوتهم .. فأقبلوا إليّ .. فقلت : هل لكم في أجر ساقه الله إليكم .. هنا رجل من المسلمين مات .. وليس عنده من يقوم به .. هل لكم أن نتعاون على تغسيله وتكفينه ودفنه .. قالوا : نعم .. فدخلوا إلى الخيمة وأقبلوا عليه ليحملوه .. فلما كشفوا عن وجهه .. تصايحوا : أبو قلابة .. أبو قلابة .. وإذا أبو قلابة .. شيخ من علمائهم .. دار عليه الزمان دورته .. وتكالبت عليه البلايا .. حتى انفرد عن الناس في خيمة بالية .. قمنا بواجبه علينا .. ودفناه .. وارتحلت معهم إلى المدينة .. فلما نمت تلك الليلة .. رأيت أبا قلابة في هيئة حسنة .. عليه ثياب بيض .. وقد اكتملت صورته .. وهو يتمشى في أرض خضراء .. سألته : يا أبا قلابة .. ما مصيرك إلى ما أرى ؟! فقال :قد أدخلني ربي الجنة .. وقيل لي فيها ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )

الخميس، 20 أبريل 2017

ثق بأن الله له حكمة في كل شيء


تعطلت إحدى السفن التجارية وهي في عرض البحر من كثرة الحمل والمتاع الذي فيها فأصبحت مهددة بالغرق ، فإقترح ربانها أن يتم رمي بعض المتاع و البضاعة في البحر ليخفف الحمل على السفينة و تنجو .. فأجمعوا أن يتم رمي كامل بضاعة أحد التجار لأنها كثيرة ، فإعترض التاجر على ان ترمى بضاعته هو لوحده و اقترح أن يرمى قسم من بضاعة كل التجار بالتساوي حتى تتوزع الخسارة على الكل ولا تصيب شخص واحد فقط فثار عليه باقي التجار ولأنه كان تاجر جديد ومستضعف تأمروا عليه و رموه في البحر هو وبضاعته و أكملوا طريق سفرهم .. أخذت الأمواج تتلاعب بالتاجر وهو موقن بالغرق وخائف حتى أغمي عليه وعندما أفاق وجد أن الأمواج ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة .. ما كاد التاجر يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم .. مرت عدة أيام كان التاجر يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب ويشرب من جدول مياه قريب .. وينام في كوخ ٍصغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار .. وفي ذات يوم وبينما كان التاجر يطهو طعامه هبت ريح قوية وحملت معها بعض أعواد الخشب المشتعلة وفي غفلة منه إشتعل كوخه فحاول إطفاء النار ولكن لم يستطيع فقد إلتهمت النار الكوخ كله بما فيه هنا أخذ التاجر يصرخ لماذا يارب .. ؟ لقد رميت في البحر ظلماً وخسرت بضاعتي .. والآن حتى هذا الكوخ الذي يؤويني احترق و لم يتبقى لي شيء في هذه الدنيا وأنا غريب في هذا المكان .. لماذا يارب كل هذه المصائب تأتي عليّ .. و نام التاجر ليلته وهو جائع من شدة الحزن .. لكن في الصباح كانت هناك مفاجأة بانتظاره .. إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتُنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه … وعندما صعد التاجر على سطح السفينة لم يصدق عقله من شدة الفرح و سألهم كيف وجدوه وكيف عرفوا مكانه فأجابوه : لقد رأينا دخاناً فعرفنا أن شخصاً ما يطلب النجدة لإنقاذه فجئنا لنرى وعندما أخبرهم بقصته وكيف أنه رمي من سفينة التجار ظلما أخبروه بأن سفينة التجار لم تصل وغرقت في البحر ! فقد اغار عليها القراصنة و قتلوا وسلبوا كل من فيها فسجد التاجر يبكي ويقول الحمد لله يارب أمرك كله خير .. سبحان الحكيم الذي أنجاه من القتل و اختار له الخير .. سبحان مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ومن حيث لا نعلم … إذا ساءت ظروفك فلا تخف .. فقط ثق بأن الله له حكمة في كل شيء يحدث لك ..وأحسن الظن به … اعلم أن الله يدبر شؤونك و يسعى لإنقاذك ......

السحر


تقدم لخطبتها عشرات الرجال .. وكلما رآها خاطب يرحل ولايعود فتطرق باب صديقتها منهارة تبثها حزنها .. وفي كل حكاية حب كانت تصل لحد الزواج .. ثم يحترق قلبها بالنهاية المؤسفة ذاتها .. فكانت صديقتها معها دائماً .. تواسيها وتبثها الأمل .. وبعد أحزان وانكسارات سنوات طويلة قررت أن تغلق قلبها وتكتفي .. ومر أجمل عمرها .. تزوجت رفيقاتها وأنجبن .. وحين تجاوزت 55 سنة من العمر .. جاءتها صديقتها المقربة تودعها لأداء فريضة الحج وتطلب منها أن تسامحها لأنها لجأت إلى السحر حقداً وحسداً وتسببت في ضياع عمرها .. بعد أن دمرتها بالسحر الذي صاحبها من شبابها إلى كهولتها .. وعانت منه ما عانت .. جاءت تطلب منها الغفران لأداء فريضة الحج عفواً !!!!! وماذا عن عمرها؟ ( ماسبق سردُه كان قصة واقعية .. الأولى ضاع عمرها .. والثانية عاشت حياتها وتزوجت وأنجبت .. وبعد عذاب 30 سنة من السحر, جاءتها تطلب العفو ..) وكان ردّها لها [[ لي في السماء رب أسأله أن يُريَني فيكِ عجائبَ قُدرتِه ]

مجيرُ أم ِّ عامر


يُحكى أنّ جماعة ً من العرب خرجت للصيد فعرضت لهم “ ضبعٌ ” .. وكانت العرب تُسمِّي الضبع “ أم عامر” .. فطاردوها ، وكان الجو شديد الحر .. فدخلت الضبع خباء ( بيت ) أعرابي .. فخرج الأعرابي فرآها مجهدة ً في ذلك الحر الشديد .. ورأى أنها قد التجأت إلى خبائه مستجيرة ً به .. * * * فصاح بالقوم : ما شأنكم ؟؟ قالوا : صيدنا وطريدتنا قال : إنها قد أصبحت في جواري ولن تصلوا إليها ما ثبت قائم سيفـي في يدي .. فانصرف القوم .. * * * ونظر الأعرابي فرأى الضبع جائعة ً .. فقام إلى شاتهِ فحلبها .. وقدم للضبع الماء واللبن فشربت حتى ارتدت لها عافيتها .. * * * فلما أقبل الليـــل نام الأعرابي مرتاح البال بما صنع للضبع من الإحسان .. * * * لكن أم عامر “ الضبع ” .. نظرت إليه فوجدته نائما ً ، فوثبت عليه ِ ، وبقرت بطنه وشربت من دمه ِ .. وتركته جثة هامدة .. * * * وفي الصباح أقبل ابن عم الأعرابي يزوره ويتفقده فوجده قتيلا ً.. فاقتفى أثر الضبع حتى وجدها فرماها بسهم فقتلها .. ثم أنشد : ــ * * * ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله ِ يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ أم ِّ عامر ِ أدام لها حين استجارت بقـربهِ طعاماً وألبان اللقاح ِ الدرائر ِ وسمـَّـنها حتى إذا ما تكاملتْ فـَـرَتـْه ُ بأنياب ٍ لها وأظافـر ِ فقلْ لذوي المعروف ِ هذا جزا منْ بدا يصنعُ المعروفَ في غير شاكر

الأخ لا يعوض


dأمر الحجاج بالقبض على ثلاثة أشخاص في تهمة وأمر بوضعهم في السجن ثم أُمر عليهم أن تُضرب أعناقهم وحين قدموا أمام السيَّاف ا لمح الحجاج إمرأة ذات جمال تبكي بحرقة فقال : أحضروها فلما حضرت بين يديه سألها: ما الذي يبكيك؟ فأجابت: هؤلاء الذين أمرت بضرب أعناقهم هم زوجي وشقيقي وابني فلذة كبدي فكيف لا أبكيهم؟ فقرر الحجاج أن يعفو عن أحدهم أكراماً لها وقال لها: تخيري أحدهم كي أعفو عنه وكان ظنه أن تختار ولدها. خيم الصمت على المكان وتعلقت الأبصار بالمرأة في انتظار من تختاره ليعفى عنه. فصمتت ثم قالت: أختار « أخي ». ففوجئ الحجاج من جوابها وسألها عن سرِّ اختيارها لأخيها ؟ فأجابت : أما الزوج فهو موجود " أي يمكن أن تتزوج برجل غيره " وأما الولد فهو مولود " أي تستطيع بعد الزواج إنجاب الولد " وأما الأخ فهو مفقود " لتعذر وجود الأب والأم ". فذهب قولها مثالاً وحكمة وأُعجب الحجاج بحكمتها وفطنتها فقرر العفو عنهم جميعاً. ..سبحان الله.. 🍬💥الخلاصة💥🍬 الأخ لا يعوض ولا يشعر بقيمة الأخ والأخت إلاّ من فقد أحدهم.. فحافظ على العلاقة بينك وبين أخوتك لأنها الشئ الذي لا يعوضiv dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">

الاثنين، 17 أبريل 2017

"قصة الدجاجة" ... " والصقر "


ذات مرة وقف صقر بجوار دجاجة ؟ فقالت له : لماذا تطير عاليا وتسكن بالأعالي الا تري ان عددكم قليل . تعالي معنا وادخل القن هناك من يطعمنا ولانتعب انفسنا بالطيران ولا ذئب يهددنا . فضحك الصقر كثيرا وقال لها : عندما تحلقين عاليا تشعرين بنشوة العزة ، والكرامة ، والشموخ ، والحرية . وعندما تسكنين الاعالي يحسدوك الناس جميعا . وعندما تأكلين ماتتعبين بالحصول عليه تجدين معني الحياة الا ترين أن من يطعمك من بقايا طعامه يذبح اولادك ويأخذ بيضك . ويحبسك طوال الوقت بحجة الذئب . فضحكت الدجاجة .!! وقالت للصقر انك تتكلم بكلام غير مفهوم . مثل الكرامة والعزة والشموخ والحرية الحياة . لابد انك جننت . فقال لها الصقر : انا اعرف اني اذا دخلت القفص أصبحت دجاجة . ولكن انت لاتعرفين معني الصقر لانكي لم تحاولي الطيران ..هيهات لدجاجات كثيرات تعددت بهم الأسماء .

السبت، 15 أبريل 2017

ثواب العمل الصالح


- - انتصف النهار ، واشتدّت حرارة الشمس ، كان الهواء ساكناً سكوناً عجيباً غابت فيه النسمة ، فازدادت مشقة الطريق ، كان وحده يمشي ، يتقاطر جبينه عرقاً ، وينبثق من مسام جلده ، فتمتصه ثيابه حتى بدت مبللة تكاد تُعصر... شعر بالعطش الشديد ، ولكن أين الماء ؟ لم يبق معه منه شيء... حرّك قِربته ، فلم يسمع ارتطام الماء فيها ، وضع فوّهتها على فيه فلم تبِضّ بقطرة ... بدا لعابه يقِل ، وفمه يجف ، وشفتاه تتشققان ... بحث حوله فهُيّئ له أن رأى ماءً ... فلما قصده لقيه سراباً .. بدأت عيناه تريه كل شيء أمامه أنهاراً سَرعان ما تتبخر حين يُسرع إليها ... سأل الله حُسْن الختام ... وحين كاد يسقط على الأرض رأى على مدىً قصير منه حافة بئر ... يا ألله ؛ أحقاً ما يراه أم هو يتخيّل ؟ شد عزمه ، وبادر بخطاً ثقيلة نحوه ... وصله وأطلّ عليه فرأى صورته . ورمى فيه حجراً فأسمعه صوت ارتطامه بالماء ... نزل وشعر بالبرودة تدغدغ جسمه ... لقد وصل إلى الماء ... ووضع فمه على صفحته ، وعبّ منه كثيراً حتى ارتوى ... لم يشعر بعد ذلك بشيء ... أمَرّ عليه وقتٌ طويل وهو نائم ؟ إنه لا يدري ... لكنه أحسّ بالعافية تسري في بدنه ، لقد عادت إليه الحياة " وجعلنا من الماء كل شيء حيّ " .. وقبل أن يخرج من البئر شرب كثيراً حتى كاد الماء يخرج من عينيه وأذنيه وأصابع يديه !! لكنه كان قد رمى قربته في الطريق فأضاع فائدة كبيرة . لم يبتعد عن البئر كثيراً حين رأى كلباً يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، إنه قرب الماء ، لكنْ لا يستطيع النزول إلى البئر . .. لقد بلغ العطشُ بالكلب مثل الذي كان بلغ منه ، فأخذته الرأفة ، وهمّ أن يسقيه ، فماذا يفعل ؟! إن الكلب لا يستطيع النزول إلى الماء ، وليس معه قربته أو إداوته ، ليس معه شيء يحمل فيه الماء ليسقي الكلب العطشان . يجب أن يسقيه ، فماذا يفعل ؟ هداه تفكيره بل هداه الله تعالى حين رأى رحمته بالحيوان إلى أن ينزل البئر ، فيخلع حذاءه ويملأه ماءً ويحمله بفمه ، ويصعد، فيسقي الكلب . ... أعاد ذلك مرات ، حتى رأى ذلك الحيوانَ الأعجم ينصرف عنه مبتعداً وينظر إليه نظرات ملؤها الاعتراف بالجميل والفضل والشكر الجزيل ... فقد أنقذه من الموت . حمد الرجل ربه لنفسه ، وحمِده لهذا الحيوان ، ... ولم يكن الله سبحانه غافلاً عما فعله الرجل ، فأكرمه غاية الإكرام ، ورحمه واسع الرحمة .. أتدرون كيف رحمه وكافأه؟ لقد أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن الله غفر له كل ذنوبه ، وأدخله الجنة دون حساب . يا ألله ، يا ألله ، يا ألله ؛ أنت الرحمن الرحيم .. اغفر لنا ذنوبنا ، وعافنا واعف عنا . يـــارب . متفق عليه رياض الصالحين / باب في بيان كثرة طرق الخير

الاثنين، 10 أبريل 2017

الحمد لله رب العالمين


جلس الزوج أمام مكتبه وأمسك بقلمه ، وكتب : "في السنة الماضية ، أجريت عملية إزالة المرارة ، ولازمت الفراش عدة شهور ، وبلغت الستين من العمر ؛ فتركت وظيفتي المهمة في دار النشر التي ظللت أعمل بها ثلاثين عاماً ، وتوفي والدي ، ورسب ابني في بكالوريوس كلية الطب ؛ لتعطله عن الدراسة عدة شهور بسبب إصابته في حادث سيارة ، وفي نهاية الصفحة كتب : يالها من "سنة سيئة للغاية !!" ، ودخلت زوجته غرفة مكتبه ، ولاحظت شروده ، فاقتربت منه ، ومن فوق كتفه قرأت ما كتب.. فتركت الغرفة بهدوء ، من دون أن تقول شيئاً.. لكنها وبعد عدة دقائق عادت وقد أمسكت بيدها ورقة أخرى ، وضعتها بهدوء بجوار الورقة التي سبق أن كتبها زوجها.. فتناول الزوج ورقة زوجته ، وقرأ فيها : "في السنة الماضية.. شفيت من آلآم المرارة التي عذبتك سنوات طويلة ، وبلغت الستين وأنت في تمام الصحة.. وستتفرغ للكتابة والتأليف بعد أن تم التعاقد معك على نشر أكثر من كتاب مهم.. وعاش والدك حتى بلغ الخامسة والتسعين من غير أن يسبب لأحد أي متاعب ، وتوفي في هدوء من غير أن يتألم.. ونجا ابنك من الموت في حادث السيارة وشفي بغير أية عاهات أو مضاعفات.. ، وختمت الزوجة عبارتها قائلة : "يالها من سنة أكرمنا الله بها وانتهت بكل خير " . لاحظوا.. الأحداث نفسها لكن بنظرة مختلفة.. دائمًا ننظر إلى ما ينقصنا ؛ لذلك لا نحمد الله على نعمه.. دائماُ ننظر إلى ما سُلِبَ منا ؛ لذلك نقصر في حمده على ما أعطانا.. قال تعالى : "۞ وإنّ ربَّكَ لذو فضلٍ على الناسِ ولكنَّ أكثرَهم لا يشكرون" اللهم اجعلنا من الشاكرين الذاكرين اشكروا الله لتدوم النعم الحمد لله رب العالمين

الأربعاء، 5 أبريل 2017

" أحْسنَ القَصَص "


{نحن نقص عليك احسن القصص } صدق الله العظيم سورة يوسف نزلت في عام الحزن .. هي السورة الوحيدة في القرآن ، التي تقص قصة كاملة بكل لقطاتها .. لذلك قال الله تعالى عنها : أنه سيقص على النبي ( صلِ الله عليه و سلم ) " أحْسنَ القَصَص " . وهي أحسن القصص بالفعل كما يقول علماء الأدب ، وخاصة المتخصصين في علم القصة .. فهي تبدأ بحلم ، وتنتهي بتفسير هذا الحلم .. من الطريف أن قميص يوسف : - استُخدم كأداة براءة لإخوته فدل على خيانتهم .. - ثم استُخدم كأداة براءة بعد ذلك ليوسف نفسه مع إمرأة العزيز فبرَّأه .. - ثم استخدم للبشاره فأعاد الله تعالى به بصر والده .. ☆نلاحظ أن معاني القصة متجسِّدة وكأنك تراها بالصوت والصورة وهي من أجمل القصص التي يمكن أن تقرأها ومن أبدع ما تتأثر به .. لكنها لم تجيء في القرآن لمجرد رواية القصص وهدفها جاء في آخر سطر من القصة وهو : {إنَّهُ مَن يتَّقِ و يَصبر، فإنَّ اللهَ لا يُضيعُ أجرَ المُحسِنين } فالمحور الأساسي للقصة هو : - ثق في تدبير الله .- اصبر .- لا تيأَس . ☆الملاحظ أن السورة تمشي بوتيرة عجيبة مفادها أن الشيء الجميل ، قد تكون نهايته سيئة والعكس ! - فيوسف أبوه يحبه ، وهو شيء جميل ، فتكون نتيجة هذا الحب أن يُلقى في البئر ! - ثم الإلقاء في البئرشيء فظيع .. فتكون نتيجته أن يُكرَم في بيت العزيز ..! - ثم الإكرام في بيت العزيز شيء رائع .. فتكون نهايته أن يدخل يوسف السجن ! - ثم أن دخول السجن شيءٌ بَشِع .. فتكون نتيجته أن يصبح يوسف عزيز مصر ! الهدف من ذلك : - أن تنتبه أيها المؤمن إلى أن تسيير الكون شيءٌ فوق مستوى إدراكك .. فلا تشغل نفسك به ودعه لخالقه يسيِّره كما يشاء ووفق عِلمه وحِكمته . - فإذا رأيت أحداثاً تُصيبُ بالإحباط ولم تفهم الحكمة منها فلا تيأس ولا تتذمَّر بل ثِق في تدبير الله فهو مالك هذا المُلك وهو خير مُدبِّر للأمور .. كما يفيد ذلك : - أن الإنسان لا يجب أن يفرح بشىء قد يكون ظاهره رحمة لكنه يحمل في طياته العذاب أو العكس. العجيب أنك في هذه السورة ، لا تجد ملامح يوسف النبي ، بل تجدها في سورة " غافر " . - أما هنا فقد جاءت ملامح يوسف الإنسان الذي واجه حياة شديدة الصعوبة منذ طفولته ولكنه نجح . - ليقول لنا إن يوسف لم يأتِ بمعجزات .. بل كان إنساناً عاديَّاً ولكنه اتَّقى الله فنجح 👍 - وهي عِظة لكل شاب مُسلم مُبتَلى أو عاطل ويبحث عن عمل 👍 - وهي أمل لكل مَن يريد أن ينجح رغم واقعه المرير 👍 هي أكثر السور التي تحدَّثت عن اليأس . - قال تعالى : { فلمَّا استَيأسوا منهُ خَلَصوا نَجِيَّا } ٨٠ . { ولا تيأسوا مِن رَوحِ الله إنَّهُ لا ييأسُ مِن رَوحِ الله إلا القومُ الكافِرون } ٨٧ . { حتى إذا استيأس الرسلُ وظَنُّوا أنَّهُم قد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا } ١١٠ . - وكأنها تقول لك أيُّها المؤمن :• إن اللهَ قادر • فلِمَ اليأس ؟ ☆إن يوسف رغم كل ظروفه الصعبة لم ييأس ولم يفقد الأمل فهي قصة نجاح في الدنيا والآخرة : ☆في الدنيا : حين استطاع بفضل الله ثم بحكمته في التعامل مع الملِك أن يُصبح عزيز مصر .. ☆ وفي الآخرة : حين تصدَّى لامرأة العزيز ورفض الفاحشة ونجح .. ☆لقد نزلت هذه السورة في عام الحزن على رسول الله صلى الله عليه و سلم في أشد أوقات الضيق وهو على وشك الهجرة وفراق مكة .. ☆هذه السورة كما قال العلماء : 《 ما قرأها محزون ٌإلا سُرِّي عنه 》

الثلاثاء، 4 أبريل 2017

*معلومات* *عن* *آية* *الكرسي*


*معلومات* *عن* *آية* *الكرسي* . ⭐ بسم الله الرحمن الرحيم اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لماذا هي سيدة آيات القرآن ؟ · هي القاعدة الأساسية للدين لما فيها من توحيد خالص. · هي آية جمعت 17 أسم من أسماء الله الحسنى. هل تعلم أنها نزلت ليلاً. · ولما نزلت خر كل صنم في الدنيا. · وكذلك خر كل ملك في الدنيا، وسقطت التيجان عن رءوسهم. · وهربت الشياطين. لماذا سميت أية الكرسي ؟ 👉 · الكرسي هو أساس الحكم وهو رمز الملك وهى الدالة على الألوهية المطلقة . 👉 · رفعها الله في بدايتها باسمه ( الله ) وفى نهايتها باسمه ( العلى العظيم) . وهى ترفع معها كل من تعلق بها واستمسك بها .. · ومن حفظها حفظته ورفعته معها إلى أعلى مقام وأسمى منزلة . قال عنها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ ) . لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ هل تعلم فضل أية الكرسي ؟ هذه آية أنزلها الله جل ذكره وجعل ثوابها لقارئها عاجلاً واجلاً 👉 فأما في العاجل 👉 · لمن قرأها فى زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسا وتخرج منه الشيطان. 👹 · لمن قرأها ليلا خرج الشيطان من البيت ولا يدخله حتى يصبح وآمنه الله على نفسه. و هي لمن قرأها... 👉 في الفراش قبل النوم لنفسه أو لأولاده يحفظهم الله لا يقربهم شيطان حتى يصبحوا ويبعد عنهم الكوابيس والأحلام المزعجة. أما فى الآجل : لمن قرأها دبر كل صلاة يتولى قبض روحه الله ذو الجلال والإكرام . والله ولي المتقين هل تعلِم : عند قرآءة آية الكرسي بعد كل صلآة يصبح بينك وبين الجنه الموت فقط

سؤال !!؟؟


سؤال !!؟؟ لماذا في التشّهد دائمًا نذكر النبي إبراهيم -عليه السّلام- من بين الأنبياء ؟ إذا كان جوابك : لأنه أحد أولي العزم الخمسه سأُعيد السُؤال .. أُولو العزم ٥ .. فلِمَ اختصّ الله إبراهيم ؟ لماذا لانذكر عيسى ونوح وموسى أيضًا ؟ مع أنّهم من أولي العزم ؟ ٥ صلوات في اليُوم ونذكر اسمه في كلّ صلاة و أيضًا في أذكار الصباح و المساء نُصلّي على النبي عشرًا .. و أفضل صيغة للصلاة على النبي هي : الصلاة الإبراهيميّه أي : التي نذكر فيها اسم نبيّنا إبراهيم عليه السّلام .. هل سألت يومًا نفسك لِماذا ؟ ستجد الإجابة في القُرآن واضِحه .. واضِحه جدًا لمِن "يتدبّر" في سُورة الشُعراء .. ذكر الله الأدعيه التي دعا بِها النبي إبراهيم - عليه السّلام - من ضمن الدُعاء : " واجعل لي لسانَ صدقٍ في الأخرِين " " وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ " .. ما نفعلُه اليُوم من ذكر لإبراهيم - عليه السّلام - هو استِجابة الله لدعوة نبيّه .. يا الله .... .. كان إدريس عليه السلام خياطاً وكان لايدخل الإبرة ويخرجها الا ويقول اربع كلمات : سبحان الله و الحمدلله و لا إله إلا الله و الله أكبر .. حتى قال الله له : يا إدريس أما تدري لماذا رفعتك مكاناً علياً ؟ لقوله تعالى: (ورفعناه مكاناً علياً) .. قال : لا أدري يارب .. قال : يرتفع إلي من عملك كل يوم مثل نصف أعمال أهل الدنيا من كثرة الذكر ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) .. جعلني الله و إياكم من الذاكرين لله كثيراً .. كلما أكثرت من الكلام كثرت أخطاؤك ! إلا " ذكر الله " فكلما أكثرت منه مُسحت أخطاؤك .. ..... " قال تعالى : " وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا " يقول ابن القيم : يأبى الله تعالى أن يدخل الناس الجنة فرادى .. فكل صحبة يدخلون الجنة سويا " .. يارب أجعلنا من الصحبة الصالحة ❗ مر أحد الصالحين برجل يشوي اللحم فبكى ! فقال له : مالك تبكى ؟ أكنت محتاجآ للحم ؟ قال : لا ... ولكن أبكى على أبن آدم ! يدخل الحيوان النار ميتا ، وبن آدم يدخلها حيا .! فيآرب .. أجسادنا لآتقوى على النآر . فحرمها علينا يارب .. ..... تأمل الايتين الكريمتين : " ومن يتق الله " هذا شرط " يجعل له مخرجا " هذا وعد .. فحقق الشرط لتستحق الوعد .. . كن من تكون : فاليوم تمشي وغداً مدفون .. اهتمامنا شديد جداً بمسمياتنا في الدنيا امير بروفيسور ، دكتور ، مهندس ، معلم. لكن ..! ماذا أعددنا لمسمياتنا في الآخرة ؟ الصائمون ، القائمون ، القانتون ، المتصدقون ، الراكعون ، الذاكرون . فعلا سؤال يستحق التأمل .. . اكثروا من التفكير في قوله تعالى : ياليتني قدمت لحياتي . لتعلموا أن الحياة الحقيقية ليست الآن . ثلاث أدعية لا تنسوها في سجودكم : اللهم إني اسألك حسن الخاتمة ، اللهم ارزقني توبة نصوحة قبل الموت ، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك . ..... و تذكر : افعل الخير مهما استصغرته فإنك لا تدري بأي عمل سيدخلك الله الجنه .. تذكر وذكر ليعم النفع...

كيف نفهم القدر؟!..


كيف نفهم القدر؟!.. لعل أحد أكثر الأسئلة التي تدور في أذهان المسلم خاصة.. هو ما يعرف فلسفيا باسم سؤال الشر.. وهو بكل بساطة.......... لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض؟ لماذا يموت الأطفال في سورية؟ لماذا يموت الأطفال جوعا في افريقيا؟ أليس الله هو الرحمن الرحيم؟ فكيف يمتلئ الكون بكل هذه المآسي؟ طبعا سيكون من الرائع لو تمكننا من فهم تلك المتناقضات التي ترهق أرواحنا.. ومع أن هذا يبدو مستحيلا الآن.. إلا أن هذا فعليا قد حدث.. قبل ثلاثة وثلاثين قرنا من الان، كان نبي الله موسى لديه كما لدينا الكثير من الأسئلة الفلسفية.. ليس أقلها رؤية الله (رب أرني أنظر إليك.. ) لكن الأهم على ما يبدو وموضوعنا اليوم هو عندما سأل موسى ربه عن القدر.. وكيف يعمل.. وهي بالذات عين أسئلتنا اليوم.. فطلب منه الله عز وجل أن يلاقي الخضر عليه السلام.. والحقيقة التي يجب أن تذكر هنا.. أن الأدبيات الإسلامية تسطح مفهوم الخضر وتختزله في صفة ولي من أولياء الله........... في حين أنه الحقيقة أن الخضر عليه السلام يمثل القدر نفسه.. يمثل يد الله التي تغير أقدار الناس.. والجميل أن هذا القدر يتكلم.. لذلك نحن الآن سنقرأ حوارا بين نبي(بَشَر) مثلنا تماما.. لديه نفس أسئلتنا.. وبين قدر الله المتكلم.. ولنقرأ هذا الحوار من زاوية جديدة.. أول جزء في الحوار كان وصف هذا القدر المتكلم .. آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما.. أي أنه قدر رحيم وعليم.. وهذا أصل مهم جدا.. ثم يقول سيدنا موسى عليه السلام(بشر)...... "هل أَتَّبِعُكَ على أن تُعَلِّمَنِي مما عُلِّمْتَ رُشْدَا".. يرد القدر...... "إنَّكَ لن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَا وكيف تَصْبرُ على ما لم تُحِطْ به خُبْرَا.. "............. جواب جوهري جدا........ فهم أقدار الله فوق إمكانيات عقلك البشري...... ولن تصبر على التناقضات التي تراها.............. فيرد موسى عليه السلام بكل فضول البشر....... "ستجدني إِنْ شَاءَ اللهُ صَاِبراً ولا أَعْصِي لَكَ أمرا".. ويرد القدر "فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا".. ويمضي الرجلان.. ويركبا في قارب لمساكين يعملون في البحر.. ويقوم الخضر بخرق القارب.. وواضح تماما أن أصحاب المركب عانوا كثيرا من فعلة الخضر.. لأن موسى تساءل بقوة عن هذا الشر كما نتساءل نحن.. "أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا.. لقد جِئْتَ شَيْئَا إمرا".. عتاب للقدر تماما كما نفعل .. أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟ أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟ نفس الأسئلة.. يسكت الخضر ويمضي.. طبعا الشاهد الأساسي هنا أن أصحاب المركب عانوا أشد المعاناة.. وكادوا أن يغرقوا.. وتعطلت مصلحتهم وباب رزقهم.. لكن ما لبثوا أن عرفوا بعد ذهاب الخضر ومجىء الملك الظالم أن خرق القارب كان شرا مفيدا لهم..... لأن الملك لم يأخذ القارب غصبا.. نكمل.. موسى لا زال في حيرته.. لكنه يسير مع الرجل (القدر) الذي يؤكد لموسى.. "ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا؟" ألم أقل لك يا إنسان أنك أقل من أن تفهم الأقدار.. يمضي الرجلان.. ويقوم الخضر الذي وصفناه بالرحمة والعلم بقتل الغلام.. ويمضي.. فيغضب موسى عليه السلام .. ويعاتب بلهجة أشد...... "أَقَتَلْتَ نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا"............ تحول من إمراً إلى نكراً...... والكلام صادر عن نبي أوحي إليه.. لكنه بشر مثلنا.. ويعيش نفس حيرتنا.. يؤكد له الخضر مرة أخرى "ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا".. طبعا هنا أصل مهم.. أننا كمسلمون قرأنا القرآن ننظر إلى الصورة من فوق.. فنحن نعرف أن الخضر فعل ذلك لأن هذا الغلام كان سيكون سيئا مع أمه وأبيه.. "وكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا".. والسؤال..... هل عرفت أم الفتى بذلك؟ هل أخبرها الخضر؟......... الجواب لا.. بالتأكيد قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الفتى الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي.. وبالتأكيد.. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول.. وأن الأول كان سيكون سيئا.. فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم.. ولم تستطع تفسيره أبدا.. ثم يصل موسى والخضر إلى القرية.. فيبني الجدار ليحمي كنز اليتامى.. هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم؟ لا.. هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه؟ لا.. هل شاهدوا لطف الله الخفي.. الجواب قطعا لا.. هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا....... ثم مضى الخضر.. القدر المتكلم.. بعد أن شرح لموسى ولنا جميعا كيف يعمل القدر والذي يمكن تلخيصه ببساطة كالآتي.. الشر شيء نسبي.. ومفهوم الشر عندنا كبشر مفهوم قاصرلأننا لا نرى الصورة كاملة، فما بدا شرا لأصحاب المركب اتضح أنه خير لهم.. وهذا أول نوع من القدر.. شر تراه فتحسبه شرا.. فيكشف الله لك أنه كان خيرا.. وهذا نراه كثيرا............. النوع الثاني مثل قتل الغلام...... شر تراه فتحسبه شرا.. لكنه في الحقيقة خير.. ولا يكشف الله لك ذلك فتعيش عمرك وأنت تعتقد أنه شر.. مثل قتل الغلام.. لم تعرف أمه أبدا لم قتل...... النوع الثالث وهو الأهم.. هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري.. لطف الله الخفي.. الخير الذي يسوقه إليك.. مثل بناء الجدار لأيتام الرجل الصالح.. فالخلاصة إذن.. أننا يجب أن نقتنع بكلمة الخضر الأولى "إنك لن تستطيع معي صبرا" لن تستطيع يا ابن آدم أن تفهم أقدار الله.. الصورة أكبر من عقلك.. قد تعيش وتموت وأنت تعتقد أنك تعرضت لظلم في جزئية معينة.. لكن الحقيقة هي غير ذلك تماما.. الله قد حماك منها.. مثال بسيط.. أنت ذو بنية ضعيفة.. وتقول أن الله حرمني من الجسد القوي.. أليس من الممكن أن شخصيتك متسلطة.. ولو كنت منحت القوة لكنت افتريت على الناس؟ حرمك الله المال.. أليس من الممكن أن تكون من الذين يفتنون بالمال وكان نهايتك ستكون وخيمة؟ حرمك الله الجمال.. أليس من الممكن انك ذات شخصية استعراضية.. ولو كان منحك الله هذا الجمال لكان أكبر فتنة لك؟ لماذا دائما ننظر للجانب الإيجابي للأشياء؟ ونقول حرمنا الله استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما.. وقل في نفسك.. أنا لا أفهم أقدار الله.. لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها.. لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا.. إذا وصلت لهذه المرحلة.. ستصل لأعلى مراحل الإيمان.. الطمأنينة.. وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله.. خيرا بدت أم شرا.. ويحمد الله في كل حال.. حينها فقط.. سينطبق عليك كلام الله "يا أيتها النفس المطمئنة" حتى يقول.. "وأدخلي جنتي" ولاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمنئة لا حسابا ولا عذابا.

السبت، 1 أبريل 2017

من قصص النبي سليمان


ﻭﺭﺩ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ .ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺪﻓﻮﻧﺔ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ ﺑﺎﻗﻴﻬﺎ . ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ ﻗﺪ ﺑﻨﻴﺖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ : ﺧﺬﻧﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ! ﻓﺤﺸﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻪ . ﻭﺳﺎﺭﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﻮﻫﺎ . ﻓﺮﺃﻯ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ ﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕ . ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺃﻥ ﺗﺤﻔﺮ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻟﺘﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻓﺄﻣﺘﻨﻌﺖ ﺛﻼ‌ﺛﺔ ﺭﻳﺎﺡ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮ . ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ . ﻓﻘﺪ ﺣﻔﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﻦ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ . ﻓﺪﺧﻠﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪ ﺟﻤﺠﻤﻪ . ﻓﺄﻣﺴﻜﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﺿﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻨﻄﻘﺖ ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ : ﻣﻦ ﺃﻧﺘﻢ ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺠﻤﺠﻤﻪ : ﻧﺤﻦ ﻗﻮﻡ ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻧﺒﻲ ﻣﻨﺎ . ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻠﻢ ﻧﺴﺘﺠﺐ . ﻓﻐﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻋﺬﺑﻨﺎ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ : ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺖ ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺃﻧﺎ ﻣﻠﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ : ﺃﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﻴﻴﻚ ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻭﻫﻞ ﺃﺫﻭﻕ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﻤﺎ ﺫﻗﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ : ﻧﻌﻢ ! ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺠﻤﺠﻤﺔ : ﺃﺫﻥ ﻻ‌ﺗﺤﻴﻴﻨﻲ ﻭﺃﺗﺮﻛﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺗﻲ ! ﻓﺘﺮﻛﻪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺃﻣﺮ ﺃﺣﺪﻯ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺜﻼ‌ﺙ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﺃﻣﺘﻨﻌﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻓﺪﻓﻨﺘﻬﺎ ! ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؟ ﻭﻣﺎﻫﻦ ﺍﻟﺜﻼ‌ﺙ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﺃﻣﺘﻨﻌﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮ ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻭﻣﺎﻫﻲ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﺤﻔﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻭﻣﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؟ ﻭﻣﻦ ﻫﻮ ﻧﺒﻴﻬﻢ ؟ ﻭﺑﻤﺎﺫﺍ ﻋﺬﺑﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﻓﻨﻮﺍ ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﺎﺃﺳﻤﻪ ؟ ﻭﻣﺎﻫﻲ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﺪﻓﻨﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﻮ : [ ﺍﻟﻐﺮﺍﺏ ] ! ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﺃﻣﺘﻨﻌﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮ : ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ، ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ، ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ! ﻷ‌ﻥ : ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ : ﺗﺴﻮﻕ ﺍﻟﺒﺮﺩ ! ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ : ﺗﺴﻮﻕ ﺍﻟﻤﻄﺮ ! ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ : ﺗﺪﻓﻦ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ! ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﺤﻔﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﻲ : ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ! ﻷ‌ﻧﻬﺎ : ﺗﺤﻔﺮ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ! ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﻢ : ﻗﻮﻡ ﻋﺎﺩ ! ﻧﺒﻴﻬﻢ ﻫﻮ : ﻫﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ! ﻋﺬﺑﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ : ﺑﺎﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺼﺮﺻﺮ .. ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﺒﻊ ﻟﻴﺎﻝ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﺩﻓﻨﺘﻬﻢ ! ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﺨﺮﺟﻬﻢ ﺃﻻ‌ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ! ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ : ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ! ﻭﺃﺳﻤﻪ : ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ! ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﺪﻓﻨﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﻲ : ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ! ﻷ‌ﻧﻬﺎ : ﺗﺪﻓﻦ ﺍﻷ‌ﺭﺽ !