بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 3 يوليو 2017

أم الطفلين


قصة أسرة ضعيفة تتكون من خمسه افراد اب وزوجته وام الزوجه وطفلين لا يتجاوز عمر الواحد منهما سن العاشرة هذه الأسرة تسكن خارج العاصمة في الريف بمسافة سبعين كيلو متر. وذات يوم اصيبت الأم بمرض خطير اسعفت الى احدى المستشفيات واجري لها الكشف والفحوصات وتبين انها تعاني من مرض خطير قال الطبيب للاب: يجب ان تخضع لعملية في اسرع وقت. اب الأسرة رجع المنزل هو وزوجته كان الاب في وضع مؤلم لايملك المال ليجري العملية ظل خائفا على زوجته من الموت كان يتذكر كلام الطبيب عندما قال له ذلك. فتذكر ان لديه أصدقاء في العاصمة فقرر الذهاب اليهم ليقترض منهم المال ويجري العملية لزوجته. تجهز للسفر الى العاصمة واوصى طفليه على الاعتناء بوالدتهما الى حين عودته امرهم ان يقوموا بجمع الحطب واحضار اللبن الى والدتهم. من شدة المرض كانت الام طريحة الفراش، نساء الجيران اتين لزيارتها وعند خروجهن كانت كل واحدة منهن تدعو لها بالشفاء كانت النساء يقلن اسال الله ان يشفيك اسال الله ان يرزقك العافية الخ..... كان الطفلان يستمعان لدعاء النساء لوالدتهما ويسمعان اسم الله ظلا يتساءلان من هو الله؟؟ خرجن الزائرات وبقيت الجدة والام طريحة الفراش لم يتحمل الطفلان إلا أن يسألا جدتهما من هو الله؟؟ واين يكون؟؟وهل هو يشفي؟؟وهل اذا دعيناه يسمعنا؟؟ الجدة بتعجب من سؤال الطفلين :نعم الله يسمع من دعاه. واكملت قائلة لماذا هذا السؤال!!! رد الطفلان: إننا نسمع النساء يدعين لوالدتنا بالشفاء ان الله يشفيها وان الله يرزقها ويعطيها العافيه؟! الجدة: نعم الله في كل مكان يستجيب لمن دعاه من المؤمنين اما الكافرين فلا. الطفلين جعلا حديث الجدة في اذنيهما. اتى الليل والوالد لم يعد بعد من العاصمة كان الطفلان ممددين ظهريهما على الصرح ينظرون الى القمر قال الأخ لأخته: ياترى اين هو الله؟؟ هل هو في القمر؟؟ أم في السماء؟؟ ظلا يتساءلان فيما بينهما بعد ذلك نام الطفلان. اتى الصباح وذهبا الى المدرسة وعند خروجهما منها ذهب الاخ مع اخته الى البائع ليشتريا الظرف ويبعثا برسالة. قال البائع: ياولدي مابك مستعجل لتبعث رسالة الى ابيك ؟؟ سياتي ولن يتاخر. الطفل: لا لن ابعث برسالة إلى والدي، بل اريد الظرف فقط. بعد ذلك عادا الطفلان الى منزلهما، وقاما بالاختباء بحاوية الغنم و بدأءا بكتابة رسالتهما: بسم الله الرحمن الرحيم تعال يا الله و اسعف والدتنا انها مريضه و والدنا قد تاخر و لم يعد بعد من العاصمة والمرض قد اشتد بوالدتنا. تعال اسعف والدتنا لقد قالت جدتنا أنك رحيم وانك رؤوف وانك تستجيب لمن دعاك يالله لا تخيب أملنا فيك فقد قالت جدتنا ايضا بأنك تحب الصغار لان الصغار بريؤون ولم يذنبوا. تعال يالله لكي تسعف والدتنا إذا اسعفتها سنحبك ونشكرك ونكون فرحين لانك قد ساعدتها. وان لم تأت فإننا سنبكي طول حياتنا ونحزن منك لأنك لم تسعف والدتنا يالله نحن سوف ننتظر السيارة التي ستسعف بها والدتنا في راس الشارع. و كتبا في آخر الرساله هذه رسالة من ....و...... الى الله. ثم وضعوها في الظرف ولم يكتبا خارجها العنوان. وذهب الأخ د ووضع الرساله في البريد في نهايه الشارع وبعدها غادر الطفل اتى ساعي البريد وأخذ الرسائل من صناديق الشوارع الى مكتب البريد لفرز الرسائل كل رسالة الى المنطقة التي كتب عليها العنوان. واثناء فرز الرسائل تعجب احد العاملين من هذه الرسالة التي لم يكن عليها عنوان. قال أحد العاملين لصديقه: يوجد هنا رسالة بلا عنوان ؟؟ قال العامل الثاني: يبدو ان أحدا يلعب بنا، افتح وانظر ما بداخلها. فتح الرسالة و وجد فيها قليلا من الورد و رسالة. فقرا الرسالة و فجأه أصبح يبكي بكاءا شديدا، سأله العامل الثاني: ما بك ؟؟وماذا جرى لك ؟ماذا قرات؟؟ اعطني الرسالة . فقرأها الثاني فاغرورقت عيناه قليلا فلم يتحمل حتى بكى هو الاخر. حصلت ضجة بكاء في المكتب اتى بقية العاملين ومعهم المدير يسأل: ما هذا البكاء؟؟ما هذه الفوضى ؟؟ ماذا يجري هنا ماذا حصل لكم ؟؟اخبروني؟؟ قالو له اقرا هذه الرسالة فقرأها وبدأ بالبكاء. بعد ذلك قرر المدير ان يقرأها على الجميع فلما قرأها عليهم بدا جميع العاملين بالبكاء ترى اعينهم تسيل من الدموع الغزيرة وبعد ان انتهى المدير من قرائة الرسالة ظل متعجبا من براءة هذين الطفلين وفطرتهما السليمة واستلطافهم وكيف نظرتهم الى الله وتقربهم اليه . فقال المدير :والله منذ طفولتي لم أشعر بهذا الشعور أبدا . كان المدير يحكي وعينه تسيل من الدموع بعد ذلك قام المدير بجمع العاملين جميعا للتبرع بمرتباتهم كاملة لأم الطفلين ثم بحثوا عن عنوانهم في الرسالة وتحرك الإسعاف نحو المنزل التي تسكن فيه تلك الأسرة البريئة كان الطفلان منتظرين لسيارة الله ان تاتي وكان انتظارهم في راس الشارع حسب الرسالة تحت المطر الغزير. فلما اتت سياره الإسعاف شاهدها الطفلان فصاحا بصوت مرتفع الله جاء و هم يركضون نحو السيارة بكل حب و فرح كان السائق و الراكب يبكون بكاءا شديدا وهم ينظرون الى الطفلين الذين يسعون نحوهم ويرددون كلمه الله جاء الله جاء شكرا لك يالله ثم توجهت السيارة الى المنزل واخذت الوالدة الى المشفى واجريت لها العمليه بنجاح.. انظروا لرحمة الله ورعايته تاملوا القرب تاملوا الطفلين اللذان ذهبا الى الله تاملوا قليلا في قرب الله منكم دعوا أنفسكم تتأمل قليلا في قوله تعالى: ( أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء )، وقوله تعالى: ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان ). صدق الله العلي العظيم. .. أين نحن الان من الله ،، وهل نتذكره ولو للحظة واحدة في اليوم . اللهم اعف عنا وارحمنا برحمتك يا كريم

يوم مشؤوم و أغبر ليس به نور


بعد نقاش حاد بين الزوجين تعصب الزوج على زوجته و رمى عليها يمين الطلاق و قال لها لن ترجعي إلى عصمتي إلا في يوم مشؤوم و أغبر ليس به نور ..!!؟ فخرجت الزوجة لبيت أهلها و هي تبكي و بعد أن هدأ الزوج و أحس بالندم على ما فعل خرج ليبحث عن فتوى من أحد العلماء في القرية و ألتقى بشيخ القرية و سرد له القصة فقال الشيخ : ومن أين سنأتي لك بيوم مشؤوم أغبر ليس به نور .. سامحك الله لا أجد لك مخرج من هذا ولكن اذهب إلى المدينة لعلك تجد شيخ أعلم مني قد يجد لك فتوى رجع الزوج للبيت و أستعد للرحيل باكرا و استيقظ متأخرا لأنه كان ساهرا لشدة حزنه و أسرع للسفر إلى المدينة وذهب للجامع الكبير ليصلي الظهر ويسأل الشيخ عن يمين الطلاق ولكن الشيخ كان رده مثل شيخ القرية من أين سنأتي لك بهذا اليوم المشؤوم الأغبر الذي ليس به نور خرج الزوج مهموما من الحزن الذي وضع نفسه به جارا قدميه من التعب إلى أن وصل سوق المدينة جلس شاردا لأكثر من ساعة أمام أحد المحلات خرج اليه صاحب المحل بعد ان رآه مهموما وقال له : ما بالك أيها الرجل جلست لأكثر من ساعة في حالة شرود تام فحكى الزوج قصته وأنه لم يجد شيخ يفتي له تبسم التاجر وقال للزوج وكأنه يعرف طريق من يحل له مشكلته : أترى ذلك الشخص على ناصية الرصيف فقال الزوج الذي يفترش الأرض و ثيابه رثه و شعره كثيف و غير ممشط قال التاجر نعم هو ذاك لايغرنك مظهره اطلب منه حكمته فلعلك تسمع منه مايفرج عنك مشكلتك اذهب و قص عليه و أسأله عن مسألتك استغرب الزوج و كيف لهذا الرجل الذي يبدو مجنونا أن يجد لي مخرج وأنا سألت المشايخ و لم يجدوا لي حلا !! وقال في نفسه سأذهب فأنا لم يعد لدي سبيل غيره ذهب إليه و جلس على الأرض أمامه و قال له يا حاج أريد أن أحكي لك قصتي فقال له : احكي يا غافل فاستغرب الزوج منه وهو يحمل قلما ويكتب فطمئن له وبدأ في سرد حكايته حتى نهايتها فقال المجنون : هل صليت الفجر !! فقال الزوج : لا والله لقد استيقظت بعد الفجر ! فقال المجنون : كيف حال أمك اليوم !! فقال الزوج لم أرها اليوم فقد خرجت مسرعا ! فقال المجنون : كم قرأت من القرآن اليوم فقال الزوج غاضبا أقول لك أنني كنت في عجلة من أمري ولم أقرأ شيء و لم أزر أحد !! فقال المجنون اذهب و خذ زوجتك ...!!!؟؟ فهل هناك يوم مشؤوم و أغبر وليس به نور كيومك هذا !!! لم تصلي الفجر و لم تقرأ القرآن و لم ترى أمك و تستاذنها !! ففرح الزوج وأصبح يقبل رأس المجنون ويقول له لقد أنقذتني يا شيخ اطلب ما شئت يا شيخ فرد المجنون عليه : أنا لا أطلب إلا من ربي و إلهي ياغافل إنك قد تجد ضالتك في المكان الذي لم تعتد و أن العلم في صدور الرجال وليست في الملابس و المظهر إياك أن تستحقر أحدا فقد يكون أعلم مما تعلم وعند الله اقرب مماتظن

السبت، 1 يوليو 2017

http://www.earnparttimejobs.com/index.php?id=5819275


http://www.earnparttimejobs.com/index.php?id=5819275

قصة الظالم والصياد


=-=-=-=-==-=-= رأيت رجلا مقطوع اليد من الكتف ،وهو ينادي : من رآني فلا يظلمن أحدا ،، فقدمت إليه وقلت : يا أخي ما قصتك؟؟ . فقال : يا أخي قصة عجيبة، وذلك أني كنت من أعوان الظلمة، فرأيت يوما صيادا قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني> فجئت إليه فقلت: أعطني هذه السمكة ، فقال: لا أعطيكها ، أنا آخذ بثمنها قوتا لعيالي.. فضربته وأخذتها من قهرا، ومضيت بها . قال : فبينما أنا أمشي بها حاملها إذ عضت على إبهامي عضة قوية ، فلما جئت بها إلى بيتي وألقيتها من يدي ضربت علي إبهامي وآلمتني ألما شديدا ، حتى لم أنم من شدة الوجع والألم، وورمت يدي. فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم، فقال : هذه بدء الأكلة، اقطعها وإلا تقطع يدك،، فقطعت إبهامي ، ثم ضربت علي يدي فلم أطق النوم ولا القرار من شدة الألم.. فقيل لي : اقطع كفك فقطعته، وانتشر الألم على الساعد، وآلمني ألما شديدا ، ولم أطق القرار وجعلت أستغيث من شدة الألم فقيل لي :اقطعها إلى المرفق، فقطعتها ، فانتشر الألم إلى العضد، وضربت علي عضدي أشد من الألم الأول ، فقيل : اقطع يدك من كتفك، وغلا سرى إلى جسدك كله ،، فقطعتها .. فقال لي بعض الناس: ما سبب ألمك ؟ ،، فذكرت قصة السمكة، فقال لي : لو كنت رجعت في أول ما أصابك إلى صاحب السمكة واستحللت منه وأرضيته لما قطعت من أعضائك عضوا،، فاذهب الآن إليه،، واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى باقي جسدك .. قال:فلم أزل أطلبه في البلاد حتى وجدته،، فوقعت على رجليه أقبلها وأبكي قلت له: يا سيدي سألتك بالله ألا عفوت عني،، فقال : ومن أنت ؟؟ قلت: أنا الذي أخذت منك السمكة غصبا، وذكرت له ما جرى ، وأريته يدي، فبكى حين رآها،، ثم قال: يا أخي قد أحللتك منها لما قد رأيته بك من هذا البلاء،، قلت : يا سيدي بالله هل كنت قد دعوت علي لما أخذتها؟؟ قال: نعم،، قلت :اللهم إن هذا تقوى علي بقوته على ضعفي على ما رزقتني ظلما فأرني قدرتك فيه .. فقلت : يا سيدي قد أراك الله قدرته في وأنا قد تبت إلى الله عز وجل عما كنت عليه من خدمة الظلمة، ولن أعود إليه أبدا .. نعم إخواني ها هي دعوة المظلوم مفتوح لها باب السماء ،، ل ا ترد،، فإياكم والظلم فإياكم والظلم

الخميس، 29 يونيو 2017

بيت لا يعرف الحزن !!


بيت لا يعرف الحزن !! هناك أسطورة صينية تحكي أن سـيدة عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضا حتى جاء الموت واختطف روح الابن, فحزنت السيدة حزناً عظيماً لموت ولدها ولكنها لم تيأس بل ذهبت إلى حكيم القرية وطلبت منه أن يخبرها بالوصفة الضرورية لاستعادة ابنها إلي الحياة مهما كلفتها تلك الوصفة من ثمن . أخذ الشيخ الحكيم نفساً عميقاً وشرد بذهنه ثم قال : أنتِ تطلبين وصفة لإعادة ابنك إلى الحياة ؟ حسناً لا بأس فقط احضري لي حبة خردل واحدة بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً . وبكل همة أخذت السيـدة تدور على بيوت القرية كلها و تبحث عن هدفـها (حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً) فطرقت باب أحد البيوت وفتحت لها امرأة شابة فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزناً من قبل؟ ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت وهل عرف بيتي هذا إلا كل حزن؟ و أخذت تحكي لها أن زوجها توفى منذ سنة وترك لها أربعة من البنات والبنين ولا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبقى منه إلا القليل . تأثرت السيدة جدا و حاولت أن تخفف عنها أحزانها و بنهاية الزيارة صارتا صديقتين ولم ترد أن تدعها تذهب إلا بعد أن وعدتها بزيارة أخرى، فقد فاتت مدة طويلة منذ أن فتحت قلبها أحد تشتكي له همومها . و قبل الغروب دخلت السيدة بيت آخر لنفس المطلب ولكن الإحباط سرعان ما أصابها عندما علمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جداً و ليس عندها طعام كافٍ لأطفالها منذ فترة وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة فذهبت إلي السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعام و بقول ودقيق وزيت ورجعت إلي سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد واشتركت معها في إطعامهم ثم ودعتها على أمل زيارتها في مساء اليوم التالي . و في الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلي آخر باحثة عن حبة الخردل وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقا لكي تأخذ من أهله حبة الخردل . و لأنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله في مشاكله وأفراحه وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية، نسيت تماما أنها كانت تبحث في الأصل على حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن فقد ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط إن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن حتى ولو لم تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها فالوصفة السحرية قد أخذتها بالفعل منذ أن دخلت أول بيت من بيوت القرية . ( فرحاً مع الفرحين وباكياً مع الباكين) ليست مجرد وصفة اجتماعية لخلق جو من الألفة والاندماج بين الناس إنما هي دعوة لكي يخرج كل واحد من أنانيته وعالمه الخاص ليحاول أن يهب من حوله بعض المشاركة التي تزيد من بهجته في وقت الفرح وتعزيه وتخفف عنه في وقت الحزن إلي جانب أن هذه المشاركة لها فائدة مباشرة عليك ليس لأنها ستخرجك خارج أنانيتك وستجعل منك شخصية محبوبة فقط إنما لأنها ستجعلك أيضاً إنسانا سعيدا أكثر مما أنت عليه

الاثنين، 19 يونيو 2017

البركة


يُروى أن سيدنا نوحا عليه السلام مر يوما على امرأة عجوز تبكي عند قبر، فقال: ما يبكيك؟ قالت: أبكي ولدي الذي قد مات. قال: كم كان عمره؟ قالت: ثلاثمائة عام. فابتسم عليه السلام، فقالت: ما يضحكك؟ -كأنها أنكرت عليه قلة تعاطفه مع مأساتها- فقال: يا امرأة، كيف بك إذا جائت أمة أعمارهم بين الستين والسبعين؟ فقالت: وما يفعلون فيها؟! لو أني من هذه الأمة لقضيت عمري كله في سجدة واحدة لله تعالى. هذه القصة السابقة مكذوبة ولا تصح نسبتها إلى سيدنا نوح عليه السلام، ولكن معناها صحيح تماما، ويشهد له ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الحاكم في المستدرك وقال إنه صحيح على شرط مسلم، ومفاده أن عمر آدم عليه السلام كان ألف عام، فالبشر في بداية الخلق كانت أعمارهم طويلة حتى إن نوحا عليه السلام قد لبث في دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الإيمان، ثم كان له عمر آخر بعد الطوفان. واستمر الزمان وتطاولت السنون ونُزعت البركة من الأرض شيئا فشيئا، وأصبحت أعمار الناس قصيرة ورحيلهم عن الدنيا قريب من دخولهم فيها، ولعل ذلك من رحمة الله تعالى بنا -أهل آخر الزمان- إذ جعل الامتحان قصيرا والجزاء كبيرا ولذلك أهدانا الله تعالى ليلة العمل فيها خير من ألف شهر، فمن أدرك منها في عمرة ليلتين أو ثلاث أتى يوم القيامة بخير كثير وأعمار طويلة نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإيادكم إدراك هذه الليلة الشريفة

دعاء المظلوم علـى الظالـــم


يروى أن صـيادا لديه زوجة وعيال، لم يرزقه الله بالصيد عدة أيام حتى بدأ الزاد ينفد من البيت وكان صابرا محتسبا وبدأ الجوع يسري في الأبناء، والصياد كل يوم يخرج للبحر إلا أنه لا يرجع بشيء. وظل على هذا الحال عدة أيام. وذات يوم، يأس من كثرة المحاولات، فقرر أن يرمي الشبكة لآخر مرة وإن لم يظهر بها شيء سيعود للمنزل ويكرر المحاولة في اليوم التالي فدعى الله ورمى الشبكة، وعندما بدأ بسحبها، أحس بثقلها فاستبشر وفرح وعندما أخرجها وجد بها سمكة كبيرة جدا لم ير مثلها في حياته. ضاقت ولما استحكمت حلقاتها * * * فرجت وكنت أضنها لا تفرج فأمسكها بيده، وظل يسبح في الخيال .... ماذا سيفعل بهذه السمكة الكبيرة ؟ فأخذ يحدث نفسه سأطعم أبنائي من هذه السمكة ... سأحتفظ بجزء منها للوجبات الأخر .... سأتصدق بجزء منها على الجيران سأبيع الجزء الباقي منها ... سأأأأأأأ ... وقطع عليه أحلامه صوت جنود الملك .... يطلبون منه إعطائهم السمكة لأن الملك أعجب بها. فلقد قدر الله أن يمر الملك مع موكبه في هذه اللحظة بجانب الصياد ويرى السمكة ويعجب بها .. فأمر جنوده بإحضارها. رفض الصياد إعطائهم السمكة، فهي رزقه وطعام أبنائه وطلب منهم دفع ثمنها أولا، إلا أنهم أخذوها منه بالقوة. وفي القصر … طلب الحاكم من الطباخ أن يجهز السمكة الكبيرة ليتناولها على العشاء. وبعد أيام … أصاب الملك (داء ) في إصبع قدمه فاستدعى الأطباء فكشفوا عليه وأخبروه بأن عليهم قطع إصبع رجله حتى لا ينتقل المرض لساقه فرفض الملك بشدة وأمر بالبحث عن دواء له. وبعد مدة، أمر بإحضار الأطباء من خارج مدينته وعندما كشف الأطباء عليه .. أخبروه بوجوب بتر قدمه .. لأن المرض انتقل إليها، ولكنه أيضا عارض بشدة بعد وقت ليس بالطويل، كشف الأطباء عليه مرة ثالثة فرأوا أن المرض قد وصل لركبته فألحوا على الملك ليوافق على قطع ساقه لكي لا ينتشر المرض أكثر… فوافق الملك …. وفعلا قطعت ساقه. في هذه الإثناء، حدثت اضطرابات في البلاد، وبدأ الناس يتذمرون. فاستغرب الملك من هذه الأحداث.. أولها المرض وثانيها الاضطرابات.. فاستدعى أحد حكماء المدينة، وسأله عن رأيه فيما يحدث معه فأجابه الحكيم: لابد أنك قد ظلمت أحدا؟ فأجاب الملك باستغراب: لكني لا أذكر أنني ظلمت أحدا من رعيتي. فقال الحكيم: تذكر جيدا، فلابد أن هذا نتيجة ظلمك لأحد. فتذكر الملك السمكة الكبيرة والصياد.. وأمر الجنود بالبحث عن هذا الصياد وإحضاره على الفور فتوجه الجنود للشاطئ، فوجدوا الصياد هناك، فأحضروه للملك فخاطب الملك الصياد قائلا: أصدقني القول، ماذا فعلت عندما أخذت منك السمكة الكبيرة؟ فتكلم الصيادة بخوف: لم أفعل شيئا. فقال الملك: تكلم ولك الأمان. فاطمأن قلب الصياد قليلا وقال: توجهت إلى الله بالدعاء قائلا: (( اللهم لقد أراني قوته علي، فأرني قوتك عليه )). لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا * * * فالظلم ترجع عقباه إلى الندم تنام عينك والمظلوم منتبه * * * يدعو عليك وعين الله لم تنم-