يُروى أن سيدنا نوحا عليه السلام مر يوما على امرأة عجوز تبكي عند قبر،
فقال: ما يبكيك؟
قالت: أبكي ولدي الذي قد مات.
قال: كم كان عمره؟
قالت: ثلاثمائة عام.
فابتسم عليه السلام،
فقالت: ما يضحكك؟ -كأنها أنكرت عليه قلة تعاطفه مع مأساتها-
فقال: يا امرأة، كيف بك إذا جائت أمة أعمارهم بين الستين والسبعين؟
فقالت: وما يفعلون فيها؟!
لو أني من هذه الأمة لقضيت عمري كله في سجدة واحدة لله تعالى.
هذه القصة السابقة مكذوبة ولا تصح نسبتها إلى سيدنا نوح عليه السلام، ولكن معناها صحيح تماما، ويشهد له ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الحاكم في المستدرك وقال إنه صحيح على شرط مسلم، ومفاده أن عمر آدم عليه السلام كان ألف عام، فالبشر في بداية الخلق كانت أعمارهم طويلة حتى إن نوحا عليه السلام قد لبث في دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الإيمان، ثم كان له عمر آخر بعد الطوفان.
واستمر الزمان وتطاولت السنون ونُزعت البركة من الأرض شيئا فشيئا،
وأصبحت أعمار الناس قصيرة ورحيلهم عن الدنيا قريب من دخولهم فيها،
ولعل ذلك من رحمة الله تعالى بنا -أهل آخر الزمان- إذ جعل الامتحان قصيرا والجزاء كبيرا
ولذلك أهدانا الله تعالى ليلة العمل فيها خير من ألف شهر،
فمن أدرك منها في عمرة ليلتين أو ثلاث أتى يوم القيامة بخير كثير وأعمار طويلة
نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإيادكم إدراك هذه الليلة الشريفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق