بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 15 أبريل 2017

ثواب العمل الصالح


- - انتصف النهار ، واشتدّت حرارة الشمس ، كان الهواء ساكناً سكوناً عجيباً غابت فيه النسمة ، فازدادت مشقة الطريق ، كان وحده يمشي ، يتقاطر جبينه عرقاً ، وينبثق من مسام جلده ، فتمتصه ثيابه حتى بدت مبللة تكاد تُعصر... شعر بالعطش الشديد ، ولكن أين الماء ؟ لم يبق معه منه شيء... حرّك قِربته ، فلم يسمع ارتطام الماء فيها ، وضع فوّهتها على فيه فلم تبِضّ بقطرة ... بدا لعابه يقِل ، وفمه يجف ، وشفتاه تتشققان ... بحث حوله فهُيّئ له أن رأى ماءً ... فلما قصده لقيه سراباً .. بدأت عيناه تريه كل شيء أمامه أنهاراً سَرعان ما تتبخر حين يُسرع إليها ... سأل الله حُسْن الختام ... وحين كاد يسقط على الأرض رأى على مدىً قصير منه حافة بئر ... يا ألله ؛ أحقاً ما يراه أم هو يتخيّل ؟ شد عزمه ، وبادر بخطاً ثقيلة نحوه ... وصله وأطلّ عليه فرأى صورته . ورمى فيه حجراً فأسمعه صوت ارتطامه بالماء ... نزل وشعر بالبرودة تدغدغ جسمه ... لقد وصل إلى الماء ... ووضع فمه على صفحته ، وعبّ منه كثيراً حتى ارتوى ... لم يشعر بعد ذلك بشيء ... أمَرّ عليه وقتٌ طويل وهو نائم ؟ إنه لا يدري ... لكنه أحسّ بالعافية تسري في بدنه ، لقد عادت إليه الحياة " وجعلنا من الماء كل شيء حيّ " .. وقبل أن يخرج من البئر شرب كثيراً حتى كاد الماء يخرج من عينيه وأذنيه وأصابع يديه !! لكنه كان قد رمى قربته في الطريق فأضاع فائدة كبيرة . لم يبتعد عن البئر كثيراً حين رأى كلباً يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، إنه قرب الماء ، لكنْ لا يستطيع النزول إلى البئر . .. لقد بلغ العطشُ بالكلب مثل الذي كان بلغ منه ، فأخذته الرأفة ، وهمّ أن يسقيه ، فماذا يفعل ؟! إن الكلب لا يستطيع النزول إلى الماء ، وليس معه قربته أو إداوته ، ليس معه شيء يحمل فيه الماء ليسقي الكلب العطشان . يجب أن يسقيه ، فماذا يفعل ؟ هداه تفكيره بل هداه الله تعالى حين رأى رحمته بالحيوان إلى أن ينزل البئر ، فيخلع حذاءه ويملأه ماءً ويحمله بفمه ، ويصعد، فيسقي الكلب . ... أعاد ذلك مرات ، حتى رأى ذلك الحيوانَ الأعجم ينصرف عنه مبتعداً وينظر إليه نظرات ملؤها الاعتراف بالجميل والفضل والشكر الجزيل ... فقد أنقذه من الموت . حمد الرجل ربه لنفسه ، وحمِده لهذا الحيوان ، ... ولم يكن الله سبحانه غافلاً عما فعله الرجل ، فأكرمه غاية الإكرام ، ورحمه واسع الرحمة .. أتدرون كيف رحمه وكافأه؟ لقد أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن الله غفر له كل ذنوبه ، وأدخله الجنة دون حساب . يا ألله ، يا ألله ، يا ألله ؛ أنت الرحمن الرحيم .. اغفر لنا ذنوبنا ، وعافنا واعف عنا . يـــارب . متفق عليه رياض الصالحين / باب في بيان كثرة طرق الخير

الاثنين، 10 أبريل 2017

الحمد لله رب العالمين


جلس الزوج أمام مكتبه وأمسك بقلمه ، وكتب : "في السنة الماضية ، أجريت عملية إزالة المرارة ، ولازمت الفراش عدة شهور ، وبلغت الستين من العمر ؛ فتركت وظيفتي المهمة في دار النشر التي ظللت أعمل بها ثلاثين عاماً ، وتوفي والدي ، ورسب ابني في بكالوريوس كلية الطب ؛ لتعطله عن الدراسة عدة شهور بسبب إصابته في حادث سيارة ، وفي نهاية الصفحة كتب : يالها من "سنة سيئة للغاية !!" ، ودخلت زوجته غرفة مكتبه ، ولاحظت شروده ، فاقتربت منه ، ومن فوق كتفه قرأت ما كتب.. فتركت الغرفة بهدوء ، من دون أن تقول شيئاً.. لكنها وبعد عدة دقائق عادت وقد أمسكت بيدها ورقة أخرى ، وضعتها بهدوء بجوار الورقة التي سبق أن كتبها زوجها.. فتناول الزوج ورقة زوجته ، وقرأ فيها : "في السنة الماضية.. شفيت من آلآم المرارة التي عذبتك سنوات طويلة ، وبلغت الستين وأنت في تمام الصحة.. وستتفرغ للكتابة والتأليف بعد أن تم التعاقد معك على نشر أكثر من كتاب مهم.. وعاش والدك حتى بلغ الخامسة والتسعين من غير أن يسبب لأحد أي متاعب ، وتوفي في هدوء من غير أن يتألم.. ونجا ابنك من الموت في حادث السيارة وشفي بغير أية عاهات أو مضاعفات.. ، وختمت الزوجة عبارتها قائلة : "يالها من سنة أكرمنا الله بها وانتهت بكل خير " . لاحظوا.. الأحداث نفسها لكن بنظرة مختلفة.. دائمًا ننظر إلى ما ينقصنا ؛ لذلك لا نحمد الله على نعمه.. دائماُ ننظر إلى ما سُلِبَ منا ؛ لذلك نقصر في حمده على ما أعطانا.. قال تعالى : "۞ وإنّ ربَّكَ لذو فضلٍ على الناسِ ولكنَّ أكثرَهم لا يشكرون" اللهم اجعلنا من الشاكرين الذاكرين اشكروا الله لتدوم النعم الحمد لله رب العالمين

الأربعاء، 5 أبريل 2017

" أحْسنَ القَصَص "


{نحن نقص عليك احسن القصص } صدق الله العظيم سورة يوسف نزلت في عام الحزن .. هي السورة الوحيدة في القرآن ، التي تقص قصة كاملة بكل لقطاتها .. لذلك قال الله تعالى عنها : أنه سيقص على النبي ( صلِ الله عليه و سلم ) " أحْسنَ القَصَص " . وهي أحسن القصص بالفعل كما يقول علماء الأدب ، وخاصة المتخصصين في علم القصة .. فهي تبدأ بحلم ، وتنتهي بتفسير هذا الحلم .. من الطريف أن قميص يوسف : - استُخدم كأداة براءة لإخوته فدل على خيانتهم .. - ثم استُخدم كأداة براءة بعد ذلك ليوسف نفسه مع إمرأة العزيز فبرَّأه .. - ثم استخدم للبشاره فأعاد الله تعالى به بصر والده .. ☆نلاحظ أن معاني القصة متجسِّدة وكأنك تراها بالصوت والصورة وهي من أجمل القصص التي يمكن أن تقرأها ومن أبدع ما تتأثر به .. لكنها لم تجيء في القرآن لمجرد رواية القصص وهدفها جاء في آخر سطر من القصة وهو : {إنَّهُ مَن يتَّقِ و يَصبر، فإنَّ اللهَ لا يُضيعُ أجرَ المُحسِنين } فالمحور الأساسي للقصة هو : - ثق في تدبير الله .- اصبر .- لا تيأَس . ☆الملاحظ أن السورة تمشي بوتيرة عجيبة مفادها أن الشيء الجميل ، قد تكون نهايته سيئة والعكس ! - فيوسف أبوه يحبه ، وهو شيء جميل ، فتكون نتيجة هذا الحب أن يُلقى في البئر ! - ثم الإلقاء في البئرشيء فظيع .. فتكون نتيجته أن يُكرَم في بيت العزيز ..! - ثم الإكرام في بيت العزيز شيء رائع .. فتكون نهايته أن يدخل يوسف السجن ! - ثم أن دخول السجن شيءٌ بَشِع .. فتكون نتيجته أن يصبح يوسف عزيز مصر ! الهدف من ذلك : - أن تنتبه أيها المؤمن إلى أن تسيير الكون شيءٌ فوق مستوى إدراكك .. فلا تشغل نفسك به ودعه لخالقه يسيِّره كما يشاء ووفق عِلمه وحِكمته . - فإذا رأيت أحداثاً تُصيبُ بالإحباط ولم تفهم الحكمة منها فلا تيأس ولا تتذمَّر بل ثِق في تدبير الله فهو مالك هذا المُلك وهو خير مُدبِّر للأمور .. كما يفيد ذلك : - أن الإنسان لا يجب أن يفرح بشىء قد يكون ظاهره رحمة لكنه يحمل في طياته العذاب أو العكس. العجيب أنك في هذه السورة ، لا تجد ملامح يوسف النبي ، بل تجدها في سورة " غافر " . - أما هنا فقد جاءت ملامح يوسف الإنسان الذي واجه حياة شديدة الصعوبة منذ طفولته ولكنه نجح . - ليقول لنا إن يوسف لم يأتِ بمعجزات .. بل كان إنساناً عاديَّاً ولكنه اتَّقى الله فنجح 👍 - وهي عِظة لكل شاب مُسلم مُبتَلى أو عاطل ويبحث عن عمل 👍 - وهي أمل لكل مَن يريد أن ينجح رغم واقعه المرير 👍 هي أكثر السور التي تحدَّثت عن اليأس . - قال تعالى : { فلمَّا استَيأسوا منهُ خَلَصوا نَجِيَّا } ٨٠ . { ولا تيأسوا مِن رَوحِ الله إنَّهُ لا ييأسُ مِن رَوحِ الله إلا القومُ الكافِرون } ٨٧ . { حتى إذا استيأس الرسلُ وظَنُّوا أنَّهُم قد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا } ١١٠ . - وكأنها تقول لك أيُّها المؤمن :• إن اللهَ قادر • فلِمَ اليأس ؟ ☆إن يوسف رغم كل ظروفه الصعبة لم ييأس ولم يفقد الأمل فهي قصة نجاح في الدنيا والآخرة : ☆في الدنيا : حين استطاع بفضل الله ثم بحكمته في التعامل مع الملِك أن يُصبح عزيز مصر .. ☆ وفي الآخرة : حين تصدَّى لامرأة العزيز ورفض الفاحشة ونجح .. ☆لقد نزلت هذه السورة في عام الحزن على رسول الله صلى الله عليه و سلم في أشد أوقات الضيق وهو على وشك الهجرة وفراق مكة .. ☆هذه السورة كما قال العلماء : 《 ما قرأها محزون ٌإلا سُرِّي عنه 》

الثلاثاء، 4 أبريل 2017

*معلومات* *عن* *آية* *الكرسي*


*معلومات* *عن* *آية* *الكرسي* . ⭐ بسم الله الرحمن الرحيم اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لماذا هي سيدة آيات القرآن ؟ · هي القاعدة الأساسية للدين لما فيها من توحيد خالص. · هي آية جمعت 17 أسم من أسماء الله الحسنى. هل تعلم أنها نزلت ليلاً. · ولما نزلت خر كل صنم في الدنيا. · وكذلك خر كل ملك في الدنيا، وسقطت التيجان عن رءوسهم. · وهربت الشياطين. لماذا سميت أية الكرسي ؟ 👉 · الكرسي هو أساس الحكم وهو رمز الملك وهى الدالة على الألوهية المطلقة . 👉 · رفعها الله في بدايتها باسمه ( الله ) وفى نهايتها باسمه ( العلى العظيم) . وهى ترفع معها كل من تعلق بها واستمسك بها .. · ومن حفظها حفظته ورفعته معها إلى أعلى مقام وأسمى منزلة . قال عنها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ ) . لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ هل تعلم فضل أية الكرسي ؟ هذه آية أنزلها الله جل ذكره وجعل ثوابها لقارئها عاجلاً واجلاً 👉 فأما في العاجل 👉 · لمن قرأها فى زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسا وتخرج منه الشيطان. 👹 · لمن قرأها ليلا خرج الشيطان من البيت ولا يدخله حتى يصبح وآمنه الله على نفسه. و هي لمن قرأها... 👉 في الفراش قبل النوم لنفسه أو لأولاده يحفظهم الله لا يقربهم شيطان حتى يصبحوا ويبعد عنهم الكوابيس والأحلام المزعجة. أما فى الآجل : لمن قرأها دبر كل صلاة يتولى قبض روحه الله ذو الجلال والإكرام . والله ولي المتقين هل تعلِم : عند قرآءة آية الكرسي بعد كل صلآة يصبح بينك وبين الجنه الموت فقط

سؤال !!؟؟


سؤال !!؟؟ لماذا في التشّهد دائمًا نذكر النبي إبراهيم -عليه السّلام- من بين الأنبياء ؟ إذا كان جوابك : لأنه أحد أولي العزم الخمسه سأُعيد السُؤال .. أُولو العزم ٥ .. فلِمَ اختصّ الله إبراهيم ؟ لماذا لانذكر عيسى ونوح وموسى أيضًا ؟ مع أنّهم من أولي العزم ؟ ٥ صلوات في اليُوم ونذكر اسمه في كلّ صلاة و أيضًا في أذكار الصباح و المساء نُصلّي على النبي عشرًا .. و أفضل صيغة للصلاة على النبي هي : الصلاة الإبراهيميّه أي : التي نذكر فيها اسم نبيّنا إبراهيم عليه السّلام .. هل سألت يومًا نفسك لِماذا ؟ ستجد الإجابة في القُرآن واضِحه .. واضِحه جدًا لمِن "يتدبّر" في سُورة الشُعراء .. ذكر الله الأدعيه التي دعا بِها النبي إبراهيم - عليه السّلام - من ضمن الدُعاء : " واجعل لي لسانَ صدقٍ في الأخرِين " " وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ " .. ما نفعلُه اليُوم من ذكر لإبراهيم - عليه السّلام - هو استِجابة الله لدعوة نبيّه .. يا الله .... .. كان إدريس عليه السلام خياطاً وكان لايدخل الإبرة ويخرجها الا ويقول اربع كلمات : سبحان الله و الحمدلله و لا إله إلا الله و الله أكبر .. حتى قال الله له : يا إدريس أما تدري لماذا رفعتك مكاناً علياً ؟ لقوله تعالى: (ورفعناه مكاناً علياً) .. قال : لا أدري يارب .. قال : يرتفع إلي من عملك كل يوم مثل نصف أعمال أهل الدنيا من كثرة الذكر ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) .. جعلني الله و إياكم من الذاكرين لله كثيراً .. كلما أكثرت من الكلام كثرت أخطاؤك ! إلا " ذكر الله " فكلما أكثرت منه مُسحت أخطاؤك .. ..... " قال تعالى : " وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا " يقول ابن القيم : يأبى الله تعالى أن يدخل الناس الجنة فرادى .. فكل صحبة يدخلون الجنة سويا " .. يارب أجعلنا من الصحبة الصالحة ❗ مر أحد الصالحين برجل يشوي اللحم فبكى ! فقال له : مالك تبكى ؟ أكنت محتاجآ للحم ؟ قال : لا ... ولكن أبكى على أبن آدم ! يدخل الحيوان النار ميتا ، وبن آدم يدخلها حيا .! فيآرب .. أجسادنا لآتقوى على النآر . فحرمها علينا يارب .. ..... تأمل الايتين الكريمتين : " ومن يتق الله " هذا شرط " يجعل له مخرجا " هذا وعد .. فحقق الشرط لتستحق الوعد .. . كن من تكون : فاليوم تمشي وغداً مدفون .. اهتمامنا شديد جداً بمسمياتنا في الدنيا امير بروفيسور ، دكتور ، مهندس ، معلم. لكن ..! ماذا أعددنا لمسمياتنا في الآخرة ؟ الصائمون ، القائمون ، القانتون ، المتصدقون ، الراكعون ، الذاكرون . فعلا سؤال يستحق التأمل .. . اكثروا من التفكير في قوله تعالى : ياليتني قدمت لحياتي . لتعلموا أن الحياة الحقيقية ليست الآن . ثلاث أدعية لا تنسوها في سجودكم : اللهم إني اسألك حسن الخاتمة ، اللهم ارزقني توبة نصوحة قبل الموت ، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك . ..... و تذكر : افعل الخير مهما استصغرته فإنك لا تدري بأي عمل سيدخلك الله الجنه .. تذكر وذكر ليعم النفع...

كيف نفهم القدر؟!..


كيف نفهم القدر؟!.. لعل أحد أكثر الأسئلة التي تدور في أذهان المسلم خاصة.. هو ما يعرف فلسفيا باسم سؤال الشر.. وهو بكل بساطة.......... لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض؟ لماذا يموت الأطفال في سورية؟ لماذا يموت الأطفال جوعا في افريقيا؟ أليس الله هو الرحمن الرحيم؟ فكيف يمتلئ الكون بكل هذه المآسي؟ طبعا سيكون من الرائع لو تمكننا من فهم تلك المتناقضات التي ترهق أرواحنا.. ومع أن هذا يبدو مستحيلا الآن.. إلا أن هذا فعليا قد حدث.. قبل ثلاثة وثلاثين قرنا من الان، كان نبي الله موسى لديه كما لدينا الكثير من الأسئلة الفلسفية.. ليس أقلها رؤية الله (رب أرني أنظر إليك.. ) لكن الأهم على ما يبدو وموضوعنا اليوم هو عندما سأل موسى ربه عن القدر.. وكيف يعمل.. وهي بالذات عين أسئلتنا اليوم.. فطلب منه الله عز وجل أن يلاقي الخضر عليه السلام.. والحقيقة التي يجب أن تذكر هنا.. أن الأدبيات الإسلامية تسطح مفهوم الخضر وتختزله في صفة ولي من أولياء الله........... في حين أنه الحقيقة أن الخضر عليه السلام يمثل القدر نفسه.. يمثل يد الله التي تغير أقدار الناس.. والجميل أن هذا القدر يتكلم.. لذلك نحن الآن سنقرأ حوارا بين نبي(بَشَر) مثلنا تماما.. لديه نفس أسئلتنا.. وبين قدر الله المتكلم.. ولنقرأ هذا الحوار من زاوية جديدة.. أول جزء في الحوار كان وصف هذا القدر المتكلم .. آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما.. أي أنه قدر رحيم وعليم.. وهذا أصل مهم جدا.. ثم يقول سيدنا موسى عليه السلام(بشر)...... "هل أَتَّبِعُكَ على أن تُعَلِّمَنِي مما عُلِّمْتَ رُشْدَا".. يرد القدر...... "إنَّكَ لن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَا وكيف تَصْبرُ على ما لم تُحِطْ به خُبْرَا.. "............. جواب جوهري جدا........ فهم أقدار الله فوق إمكانيات عقلك البشري...... ولن تصبر على التناقضات التي تراها.............. فيرد موسى عليه السلام بكل فضول البشر....... "ستجدني إِنْ شَاءَ اللهُ صَاِبراً ولا أَعْصِي لَكَ أمرا".. ويرد القدر "فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا".. ويمضي الرجلان.. ويركبا في قارب لمساكين يعملون في البحر.. ويقوم الخضر بخرق القارب.. وواضح تماما أن أصحاب المركب عانوا كثيرا من فعلة الخضر.. لأن موسى تساءل بقوة عن هذا الشر كما نتساءل نحن.. "أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا.. لقد جِئْتَ شَيْئَا إمرا".. عتاب للقدر تماما كما نفعل .. أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟ أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟ نفس الأسئلة.. يسكت الخضر ويمضي.. طبعا الشاهد الأساسي هنا أن أصحاب المركب عانوا أشد المعاناة.. وكادوا أن يغرقوا.. وتعطلت مصلحتهم وباب رزقهم.. لكن ما لبثوا أن عرفوا بعد ذهاب الخضر ومجىء الملك الظالم أن خرق القارب كان شرا مفيدا لهم..... لأن الملك لم يأخذ القارب غصبا.. نكمل.. موسى لا زال في حيرته.. لكنه يسير مع الرجل (القدر) الذي يؤكد لموسى.. "ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا؟" ألم أقل لك يا إنسان أنك أقل من أن تفهم الأقدار.. يمضي الرجلان.. ويقوم الخضر الذي وصفناه بالرحمة والعلم بقتل الغلام.. ويمضي.. فيغضب موسى عليه السلام .. ويعاتب بلهجة أشد...... "أَقَتَلْتَ نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا"............ تحول من إمراً إلى نكراً...... والكلام صادر عن نبي أوحي إليه.. لكنه بشر مثلنا.. ويعيش نفس حيرتنا.. يؤكد له الخضر مرة أخرى "ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا".. طبعا هنا أصل مهم.. أننا كمسلمون قرأنا القرآن ننظر إلى الصورة من فوق.. فنحن نعرف أن الخضر فعل ذلك لأن هذا الغلام كان سيكون سيئا مع أمه وأبيه.. "وكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا".. والسؤال..... هل عرفت أم الفتى بذلك؟ هل أخبرها الخضر؟......... الجواب لا.. بالتأكيد قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الفتى الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي.. وبالتأكيد.. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول.. وأن الأول كان سيكون سيئا.. فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم.. ولم تستطع تفسيره أبدا.. ثم يصل موسى والخضر إلى القرية.. فيبني الجدار ليحمي كنز اليتامى.. هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم؟ لا.. هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه؟ لا.. هل شاهدوا لطف الله الخفي.. الجواب قطعا لا.. هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا....... ثم مضى الخضر.. القدر المتكلم.. بعد أن شرح لموسى ولنا جميعا كيف يعمل القدر والذي يمكن تلخيصه ببساطة كالآتي.. الشر شيء نسبي.. ومفهوم الشر عندنا كبشر مفهوم قاصرلأننا لا نرى الصورة كاملة، فما بدا شرا لأصحاب المركب اتضح أنه خير لهم.. وهذا أول نوع من القدر.. شر تراه فتحسبه شرا.. فيكشف الله لك أنه كان خيرا.. وهذا نراه كثيرا............. النوع الثاني مثل قتل الغلام...... شر تراه فتحسبه شرا.. لكنه في الحقيقة خير.. ولا يكشف الله لك ذلك فتعيش عمرك وأنت تعتقد أنه شر.. مثل قتل الغلام.. لم تعرف أمه أبدا لم قتل...... النوع الثالث وهو الأهم.. هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري.. لطف الله الخفي.. الخير الذي يسوقه إليك.. مثل بناء الجدار لأيتام الرجل الصالح.. فالخلاصة إذن.. أننا يجب أن نقتنع بكلمة الخضر الأولى "إنك لن تستطيع معي صبرا" لن تستطيع يا ابن آدم أن تفهم أقدار الله.. الصورة أكبر من عقلك.. قد تعيش وتموت وأنت تعتقد أنك تعرضت لظلم في جزئية معينة.. لكن الحقيقة هي غير ذلك تماما.. الله قد حماك منها.. مثال بسيط.. أنت ذو بنية ضعيفة.. وتقول أن الله حرمني من الجسد القوي.. أليس من الممكن أن شخصيتك متسلطة.. ولو كنت منحت القوة لكنت افتريت على الناس؟ حرمك الله المال.. أليس من الممكن أن تكون من الذين يفتنون بالمال وكان نهايتك ستكون وخيمة؟ حرمك الله الجمال.. أليس من الممكن انك ذات شخصية استعراضية.. ولو كان منحك الله هذا الجمال لكان أكبر فتنة لك؟ لماذا دائما ننظر للجانب الإيجابي للأشياء؟ ونقول حرمنا الله استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما.. وقل في نفسك.. أنا لا أفهم أقدار الله.. لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها.. لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا.. إذا وصلت لهذه المرحلة.. ستصل لأعلى مراحل الإيمان.. الطمأنينة.. وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله.. خيرا بدت أم شرا.. ويحمد الله في كل حال.. حينها فقط.. سينطبق عليك كلام الله "يا أيتها النفس المطمئنة" حتى يقول.. "وأدخلي جنتي" ولاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمنئة لا حسابا ولا عذابا.

السبت، 1 أبريل 2017

من قصص النبي سليمان


ﻭﺭﺩ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ .ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺪﻓﻮﻧﺔ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ ﺑﺎﻗﻴﻬﺎ . ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ ﻗﺪ ﺑﻨﻴﺖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ : ﺧﺬﻧﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ! ﻓﺤﺸﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻪ . ﻭﺳﺎﺭﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﻮﻫﺎ . ﻓﺮﺃﻯ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ ﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕ . ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺃﻥ ﺗﺤﻔﺮ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻟﺘﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻓﺄﻣﺘﻨﻌﺖ ﺛﻼ‌ﺛﺔ ﺭﻳﺎﺡ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮ . ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ . ﻓﻘﺪ ﺣﻔﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﻦ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ . ﻓﺪﺧﻠﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪ ﺟﻤﺠﻤﻪ . ﻓﺄﻣﺴﻜﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﺿﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻨﻄﻘﺖ ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ : ﻣﻦ ﺃﻧﺘﻢ ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺠﻤﺠﻤﻪ : ﻧﺤﻦ ﻗﻮﻡ ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻧﺒﻲ ﻣﻨﺎ . ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻠﻢ ﻧﺴﺘﺠﺐ . ﻓﻐﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻋﺬﺑﻨﺎ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ : ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺖ ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺃﻧﺎ ﻣﻠﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ : ﺃﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﻴﻴﻚ ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻭﻫﻞ ﺃﺫﻭﻕ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﻤﺎ ﺫﻗﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ : ﻧﻌﻢ ! ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺠﻤﺠﻤﺔ : ﺃﺫﻥ ﻻ‌ﺗﺤﻴﻴﻨﻲ ﻭﺃﺗﺮﻛﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺗﻲ ! ﻓﺘﺮﻛﻪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺃﻣﺮ ﺃﺣﺪﻯ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺜﻼ‌ﺙ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﺃﻣﺘﻨﻌﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻓﺪﻓﻨﺘﻬﺎ ! ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؟ ﻭﻣﺎﻫﻦ ﺍﻟﺜﻼ‌ﺙ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﺃﻣﺘﻨﻌﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮ ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻭﻣﺎﻫﻲ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﺤﻔﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻭﻣﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؟ ﻭﻣﻦ ﻫﻮ ﻧﺒﻴﻬﻢ ؟ ﻭﺑﻤﺎﺫﺍ ﻋﺬﺑﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﻓﻨﻮﺍ ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﺎﺃﺳﻤﻪ ؟ ﻭﻣﺎﻫﻲ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﺪﻓﻨﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﻮ : [ ﺍﻟﻐﺮﺍﺏ ] ! ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﺃﻣﺘﻨﻌﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮ : ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ، ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ، ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ! ﻷ‌ﻥ : ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ : ﺗﺴﻮﻕ ﺍﻟﺒﺮﺩ ! ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ : ﺗﺴﻮﻕ ﺍﻟﻤﻄﺮ ! ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ : ﺗﺪﻓﻦ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ! ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﺤﻔﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﻲ : ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ! ﻷ‌ﻧﻬﺎ : ﺗﺤﻔﺮ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ! ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﻢ : ﻗﻮﻡ ﻋﺎﺩ ! ﻧﺒﻴﻬﻢ ﻫﻮ : ﻫﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ! ﻋﺬﺑﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ : ﺑﺎﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺼﺮﺻﺮ .. ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﺒﻊ ﻟﻴﺎﻝ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﺩﻓﻨﺘﻬﻢ ! ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﺨﺮﺟﻬﻢ ﺃﻻ‌ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ! ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ : ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ! ﻭﺃﺳﻤﻪ : ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ! ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﺪﻓﻨﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﻲ : ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ! ﻷ‌ﻧﻬﺎ : ﺗﺪﻓﻦ ﺍﻷ‌ﺭﺽ !