بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 31 يناير 2018

قصه وعبره


غرقت السفينة، ونجا أربعة اشخاص فقط، قادتهم الأمواج إلى جزيرة ..... فقام الأول بصنع قارب صغير يستطيع من خلاله تحدي الأمواج بفكرة بسيطة أت. ..ته بعدما أجهد عقله في البحث عن حل ، فأعجب الثاني الإقتراح، فبادر بمساعدته بصنع القارب، والثالث اكتفى بالصمت خائفاً من عواقب دخول هذا القارب بين الأمواج ثانية، ففضل الإنتظار إلى أن تأتي طائرات الإنقاذ لانتشاله من هذه الجزيرة ... أما رابعهم ، فقد سخر من هذا الطموح العالي، وذهب بعيدا عنهم؛ حتى لا تؤثر هذه "التخبطات" على تفكيره... بعد يومين... وصل الأول والثاني إلى الميناء، والذي كان لا يبعد عنهم كثيراً، وبعد يومين إضافيين وصلت طائرات الإنقاذ وانتشلت الثالث، وقبل أن يمر شهر تبنت إحدى الشركات العالمية فكرة الأول، وأصبح من العظماء، ولم ينس رفيقه الثاني الذي ساعده، فأشركه معه وأصبح من الناجحين، والثالث أكمل حياته بشكل عادي كأي إنسان على هذه البسيطة... انتشر الخبر في الصحف، وقرأه شخص كان جالساً في أحد المقاهى وكان تعليقه لم يزد عن أربع جمل على الحدث لصديقه الجالس بجانبه، قائلاً :- العظماء... يصنعون الفرص ... والناجحون... يستغلونها ... والعاديون يخشونها... اما الفاشلون...فيسخرون منهــا !!!!!! مرت الأيام... فدخل الأول التاريخ، والثاني عاش حياته ناجحاً، والثالث مرت أيامه كشروق الشمس وطلوع القمر... أما الرابع... فلا زال البحث جارياً عنه......!!!

الجمعة، 26 يناير 2018

الهدايا الثلاث


======= كان في مدينة أمير عطوف , محبوب ومقدر من جميع رعاياه . غير أنه كان ثمة رجل فقير الحال , معدم جعل دأبه وديدنه ذمّ الأمير , والتشهير به . وتحريك لسانه أبداً ودائماً في التشنيع عليه . وكان الأمير يعرف ذلك , ولكنه ظلّ صابراً لا يحرّك في شأنه ساكناً . وأخيراً خطر بباله أن يضع له حدّاً , وأرسل إليه في ليلة من ليالي الشتاء خادمه , وحمّله كيس طحين وعلبة صابون , وقالب سكر . قرع الخادم باب الرجل وقال : "أرسل إليك الأمير هذه الهدايا , علامة تذكار . ودليل رعاية." وشعر الرجل بالزهو , وأخذه العجب , إذ حسب أن الهدايا تكريم من الأمير له , وذهب في نشوة الكبرياء إلى أحد أصدقائه وأخبره بما فعل الأمير قائلاً : "ألا ترى كيف أن الأمير يطلب رضاي ؟" ولكن صديقه قال : "إيه ! ما أحكم الأمير وما أقلّ فطنتك ! إنه يتكلم بالرموز . الطّحين لمعدتك الفارغة والصابون لقذارة سريرتك والسكر ليحلو لسانك المر وأصبح الرجل خجلاً منذ ذلك اليوم , حتى من نفسه وسكت بعد ذلك , ولم يتعرض للأمير بكلمة . تعقيب على القصة في كثير من الاحيان ننسي فهم الناس فنعتبر الادب والاخلاق والطيبة ضعفا واستكانة يجب ان نحترم الجميع ونعاملهم بما يستحقون

الأربعاء، 24 يناير 2018

من استودع ربه شيئا حتما انه سيحفظه له


عزم قوم من أهل الثراء في بلاد الشام على الحج فأرادوا أن يصحبهم من يقوم على خدمتهم فأشاروا عليهم برجل خدوووم طباخ خفيف الظل لم يحجّ، فعرضوا عليه أن يصحبهم ويخدمهم فيصنع طعامهم ويقضي حوائجهم وتكون أجرته الحجّ معهم، فوافق فرحاً بهذا العرض السخيّ، وكان الحج من أمانيه التي حال بينه وبينها الفقر، وكم في المسلمين من نظرائه !! عندما وصلوا مكة استأجروا بيتاً وخصصوا فيه حجرة تكون مطبخاً وبدأ الخادم بالعمل جاداً فرحاً، وفوجئ ذات يوم وهو يدق بالهاون (وهي آلة تدق بها الحبوب القاسية ) أن الأرض تُطَبْطِبُ وتهتز وتوحي بأنّ شيئاً مدفوناً في قعرها، ودعته نفسه أن يبحث عن المُخبَّأ فلعل رزقاً ينتظره في جوف الأرض، وكانت المفاجأة السعيدة: كيسٌ من الذهب الأحمر في صندوق صغير من الحديد، التفت يمنة ويسرة لئلا يكون أحد قد اطلع على الرزق المستور، وبعد تفكير رأى أن يعيده مكانه حتى يأذن القوم بالرحيل فيأخذه معه، ويخفيه عنهم ، وبدأ مع تلك الساعة سيل الأفكار والأماني، ماذا يصنع بهذا المال وكيف سيودّع أيام الفقر والحاجة،ولكن الإنسان كما وصفه الله (وإنه لحب الخير لشديد)العاديات: ٨ لما آذنوا بالرحيل جعل الصرّة بين متاعه وحملها على جمله وأحكم إخفاءها وخبرها، وسار القوم وصاحبنا لا يشعر بمشقة السفر ولا بالضيق من بعد الطريق ، والأماني تحوم حول رأسه والخوف الشديد يحاصره شفقة على المال من الزوال. عندما وصلوا منطقة قرب تبوك نزلوا ليرتاحوا، ونزل صاحبنا وبدأ عمله المعتاد في الخدمة والطبخ، شرَدَ جمل الخادم بما حمل، فتسارع القوم لردّه وكان أشدّهم في ذلك صاحبه ، ولكنّ الجمل فات على الجميع ولم يدركه أحد فعاد الناس بالخيبة، وتأثر الخادم حتى بلغ الأمر حدّ البكاء الذي لا يليق بثبات الرجال. لما رأى أصحابه منه هذا الجزع طمأنوه ووعدوا أن يضمنوا جمله ويعوضوه خيراً منه وخيراً مما عليه، لكنه أبدى لهم بأنّ عليه أشياء لا يمكنه الاستغناء عنها وهدايا وتحفاً اشتراُها من مكة والمدينة لأهله، وهذا سبب حزنه، لكن القوم لم يلتفتوا لما أصابه وطلبوا الرحيل لمواصلة المسير والتعجّل إلى الأهل، ورَضخ مُكرهاً لطلبهم وسار معهم حتى وصل بلده مغموما من ذهاب الذهب وفقدان الأمل. في العام الذي يليه رغب آخرون من الأثرياء الحجّ وسألوا عمّن يرافقهم ويقوم بخدمتهم فأوصاهم الأوّلون بصاحبنا ومدحوه لهم، وأثنوا على عمله خيراً، وفي طريقهم للحج نزلوا منزلاً قريباً من المنزل الذي فقد فيه صاحبنا جمله. ولما ذهب لقضاء حاجته مرّ ببئر مهجورة فأطلّ فيها فوجد في قاعها أثر جمل ميت فنزل والأمل يحدوه أن يكون الجملُ جملَه، فوجده بالفعل ميتا قد بليت عظامه وأما المتاع وكيس الذهب بحاله لم ينقص منهما شيء، أخذ الذهب وأخفاه وعادت إليه أفراحه وأمانيه، وسكن مع أصحابه في البيت نفسه واتخذ من الحجرة التي خصصت له مطبخاً ورأى أن يعيد المال إلى مكانه ريثما ينتهي الحج فيأخذه مرة أخرى. في تلك الأيام جاء رجل هِنْدي لعله صاحب البيت وطلب أن يأخذ شيئاً من البيت فأذنوا له، فدخل حجرة صاحبنا وقصد إلى موضع الصندوق فحفر ثم أخرج الصندوق، كان الخادم ينظر إليه وهو في غاية الذهول، فلمّا رآه قد عثر عليه وأخذه استوقفه قائلاً له، ما هذا الذي أخذت؟ قال الهندي: ذهب كنت خبّأته في هذا الموضع من سنين وقد احتجته اليوم وجئت لآخذه. لم يتمالك صاحبنا نفسه أن قال للهندي: وهل تعلم أن مَالَكَ هذا قد وصل إلى أطراف بلاد الشام ثم عاد إلى هذه البقعة لم ينقص منه شيء. قال الهندي: والله لو طاف الأرض كلها لعاد إلى مكانه وما ضاع منه شيء لأني أزكيه كل عام لا أترك من زكاته شيئا ، واستودعته ربي فمن استودع ربه شيئا حتما انه سيحفظه له والله يحفظه لي.. قلت : إن كان المال وهو جزء منفصل عن صاحبه قد حفظه الله بتزكيته !! فكيف بتزكية النفس !! وتزكية اللسان !! وتزكية العلم !!(( اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليّها ومولاها )) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( احفظ الله يحفظك )) استودعو الله دينكم واماناتكم وخواتيم اعمالكم استودعوه اول ليلة تكونو فيها بقبوركم استودعوه شهادة ان ﻻاله اﻻ الله بان ينطقكم هي اذا حانت منيتكم

الثلاثاء، 23 يناير 2018

ليلة مولد آدم عليه السلام


ليلة مولد آدم عليه السلام خلق الله السموات والأرض في ستة أيام وبعد أن خلق آلله عز وجل السموات والأرض والجبال والبحار وخلق الشمس والقمر والكواكب والنجوم وزين السماء بها خلق الله خلقا على الأرض ومنهم الحن والبن ثم الجن وكان الجن قوما مُفسدون في الأرض يسفكون الدماء ويُفسدون في الأرض حتى أن الملائكة كانت تأتي وتُبْعدهم وكانت تأتي وتعاقبهم وكانت تحبسهم أحيانا في بعض الجزر في البحار ثم بعد الجن أذن الله عز وجل أن يخلق خلقا جديدا.. هم البشر لَمّا أراد الله عز وجل أن يخلق آدم عليه السلام أمر ملكا من الملائكة أن يذهب إلى تراب الأرض فيأخذ من كل تراب الأرض شيئا فجُمِع هذا التراب وكان التراب منه الأبيض والأسود والأحمر والأصفر فصار منه بنو آدم إختلفت ألوانهم واختلفت طِباعهم فصار منهم الأبيض والأسود والأحمر والأصفر وصار منهم السهل ومنهم الصعب ومنهم الطيب ومنهم الخبيث فخُلِق آدم من تراب في يوم جمعة ثم بُلِّل بالماء فصار طينا وضل على هذه الحال زمنا ثم إزداد تماسكه فصار طينا " لاَزِباً " ثم تغيرت رائحته فصار طينا " مَسْنُوناً " ثم بعد زمن صار كالفخار الأجوف هكذا خُلِقَ آدم عليه السلام ظل زمنا على هذه الحال { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ } هذا التراب الذي ندوس عليه إنه أصل خلقنا خُلِقَ الانسان من تراب ثم صار طينا { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُون } هكذا خلق آدم عليه السلام، قال الرب عز وجل { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } هذا أصل خلق آدم لَمّاَ خُلِقَ على هذا الحال ولم يُنفخ فيه الروح ظل سنوات على هذا الحال فكانت الملائكة تترقبه وَتَتَوَجَّسُ خِيفةً ما هذا المخلوق وكيف سيكون بل إن إبليس بنفسه كان يَحُومُ حوله ويدخل في جوفه ثم يخرج وينظر إليه ويتخوف منه ويحسده ويقول للملائكة لا عليكم إنه أجوف وإن ربكم ليس بأجوف لئِنْ سُلِّطْتُ عليه لأهْلِكَنَّهُ إن إبليس يتحدى والملائكة تترقب والله يأمر إذا نُفِخَ فيه الروح فقعوا له ساجدين كيف سَيُنفخ فيه الروح وماذا سيحصل لآدَمْ عليه السلام إذا نُفِخَ فيه من الروح. بدأت لحظة عظيمة تاريخ جديد للبشر بل هو بداية تاريخ البشر بدأت لحظة النفخ في الروح لآدَمْ عليه السلام كل من في الملأ الأعلى ينتظر إنها لحظات عظيمة إنه إحتفال رهيب وموقف عظيم لحظات مشهودة بدأت الروح تسري في رأس آدم عليه السلام بدأ ينظر فتح عينيه يلتفت يمنة ويسرة ماذا ينظر إنها الجنة إنها ثِمَارُها إنها أشجارها وأنهارها وصلت الروح إلى أنف آدم فَعَطَسْ فقالت الملائكة يا آدم قل الحمد لله فقال الحمد لله فقال الرب عز وجل يرحمك ربك نزلت الروح إلى جوف آدم عليه السلام إشتهى ثِمار الجنة إشتهى الاكل منها فإذا بِآدم عليه السلام يَسِبُ وَثْبَةً والروح ما وصلت إلى قدميه يريد أن يصل إلى ثمار الجنة عجلان { خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } خُلِق الانسان من عجل فلما إكتملت الروح في آدم عليه السلام وبدأ يمشي والملائكة تنظر والكل يترقب قال الرب عز وجل يا آدم أنظر إلى أولئك النفر من الملائكة إذهب إليهم فقل السلام عليكم فمشى آدم ووصل إلى الملائكة فقال السلام عليكم فردت الملائكة قائلة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إستأنست الملائكة بِآدم عليه السلام يَالَهَا من لحظات إنها بداية تاريخ البشر إستأنس آدم واستأنست الملائكة فقال الرب عز وجل يا آدم إنها تَحِيَّتُكَ وتحية ذريتك من بعدك فمسح الرب عز وجل على ظهر آدم فنزلت كل ذريته من آدم إلى أن تقوم الساعة تخيلوا كم هي ذرية آدم منذ خلقه إلى أن تقوم الساعة كم هي المليارات التي نزلت أرواحها أنا وأنت وأنتِ وكل من نسمع نزلنا في ذلك اليوم أهل الجنة وأهل النار نظر إليهم آدم عليه السلام فقررهم الرب عزوجل يخاطب كل ذرية آدم عليه السلام يقول لها ألست بربكم فقال كل البشر بلى نشهد على هذا فقال الرب عز وجل لهم لا تأتوا يوم القيامة لتقولوا إن كنا عن هذا غافلين إنه الفطرة المركوزة في القلوب { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } فِطرة في القلوب لا تُنكرها يوم القيامة لما إستوى خلق آدم الان جاء تنفيذ الامر أي أمر إذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فإذا الملائكة كلها كل من في السماء كل الملاء الأعلى كل الملائكة على رأسهم جبريل كلهم سجدوا لآدم إحتراما له تكريما لهذا المخلوق واستجابة لأمر الله عز وجل { فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } تخيلوا هذا المنظر تخيلوا هذا المشهد { فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } إلا مخلوق واحد مخلوق غريب وحقير لم يكن من الملائكة جعله الله عز وجل معهم ظل قائما ظل مُستويا ينظر إلى من حوله ينظر إلى الملائكة ساجدين إلا هو ضل قائما بكبر وحقد وحسد سأله الرب عز وجل وهو أعلم به يا إبليس { مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ } وربنا أعلم به أنظروا إلى الاجابة الوقحة { قَالَ لَمْ أَكُنْ لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ } أنا أسجد لهذا المخلوق { قَالَ لَمْ أَكُنْ لأسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ } أنا المخلوق من نار أسجد لمن خُلِق من طين إنه الكبر إنه الكبر قبحه الله ماذا يفعل بأصحابه أول معصية عُصِيَ الله بها في السماء ممن من إبليس الذي رفعه الرب وجعله في الملأ الأعلى فرد الرب عز وجل على إبليس { قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وإنَّ عليكَ اللعنةَ إلى يومِ الدِّينِ }.

الاثنين، 22 يناير 2018

نصيحة بجمل


يحكى أن رجلا ضاقت به سبل العيش، فقرر أن يسافر بحثا عن الرزق، فترك بيته وأهله وسار بعيدا، وقادته الخطى إلى بيت أحد التجار الذي رحب به وأكرم وفادته، ولما عرف حاجته عرض عليه أن يعمل عنده، فوافق الرجل على الفور، وعمل عند التاجر يرعى اﻹبل. وبعد عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته ورؤية أهله وأبنائه، فأخبر التاجر عن رغبته في العودة إلى بلده، فعزّ عليه فراقه لصدقه وأمانته، فكافأه وأعطاه بعضا من اﻹبل والماشية. سار الرجل عائدا إلى أهله، وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة، رأي شيخا جالسا على قارعة الطريق، ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق، وعندما وصل إليه حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حر الشمس، فقال له: أنا أعمل في التجارة. فعجب الرجل وقال له: وما هي تجارتك؟ فقال له الشيخ: أنا أبيع نصائح، فقال الرجل: وبكم النصيحة؟! فقال الشيخ: كل نصيحة بجمل. فاطرق الرجل مفكرا في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلا من أجل الحصول عليه، ولكنه في النهاية قرر أن يشتري نصيحة، فقال له: هات لي نصيحة. فقال الشيخ: «إذا طلع سهيل لا تأمن للسيل». قال في نفسه: ما لي ولسهيل في هذه الصحراء اواكبة، وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الحر، وعندما وجد أنها لا تنفعه قال للشيخ: هات لي نصيحة اخرى وسأعطيك جملا آخر. فقال له الشيخ: «لا تأمن لأبو عيون زرق وأسنان فُرْق». تأمل صاحبنا هذه النصيحة أيضا وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة، فقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك جملا اخر. فقال له: «نم على النَّدَم ولا تنم على الدم». لم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها، فترك الرجل ذلك الشيخ واعطاه الجمال الثلاثة، وساق ما بقي معه من ابل وماشية وسار في طريقه عائدا الى اهله عدة ايام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدة الحر. وفي احد الايام ادركه المساء فوصل الى قوم نصبوا خيامهم في قاع واد كبير، فتعشى عند احدهم وبات عنده، وبينما كان يتأمل النجوم شاهد نجم سهيل، فتذكر النصيحة التي قالها له الشيخ فقام سريعا وايقظ صاحب البيت واخبره بقصة النصيحة، وطلب منه ان يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي، ولكن المضيف لم يكترث له، فقال الرجل: والله لقد اشتريت النصيحة بجمل ولن أنام في قاع هذا الوادي، فقرر ان يبيت على مكان مرتفع، فاخذ ابله وماشيته وصعد الى مكان مرتفع بجانب الوادي، وفي آخر الليل هطل المطر بشدة وجاء السيل يهدر كالرعد، فهدم البيوت وشرد القوم. وفي الصباح سار عائدا نحو اهله، وبعد يومين وصل الى بيت في الصحراء، فرحب به صاحب البيت وكان رجلا نحيفا خفيف الحركة، واخذ يزيد في الترحيب به والتودد اليه حتى اوجس منه خيفة، فنظر اليه واذا به «ذو عيون زرْق وأسنان فُرْق» فقال: آه هذا الذي اوصاني عنه الشيخ، ان به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء. وفي الليل تظاهر الرجل بانه يريد ان يبيت خارج البيت قريبا من ابله واغنامه واخذ فراشه وجره في ناحية، ووضع حجارة تحت اللحاف، وانتحى مكانا غير بعيد يراقب منه حركات مضيفه، وبعد ان ايقن المضيف ان ضيفه قد نام، اخذ يقترب منه على رؤوس اصابعه حتى وصله ثم هوى عليه بسيفه بضربة شديدة، ولكن الضيف كان يقف وراءه، فقال له: لقد اشتريت النصيحة بجمل ، ثم ضربه بسيفه فقتله، وساق ابله وماشيته وقفل عائدا نحو اهله. وبعد مسيرة عدة ايام وصل ليلا الى منطقة اهله، وسار ناحية بيته ودخله فوجد زوجته نائمة وبجانبها رجل، فاغتاظ لذلك ووضع يده على حسامه واراد ان يهوي به على رأسي الاثنين، وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول «نم على الندم ولا تنم على الدم»، فهدأ وتركهما على حالهما، وخرج من البيت وعاد الى اغنامه ونام عندها حتى الصباح. وبعد شروق الشمس ساق ابله واغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به، واستقبله اقاربه وقالوا له: لقد تركتنا فترة طويلة، انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى اصبح رجلا. ونظر الرجل الى ابنه واذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالامس بجانب زوجته، فحمد الله على ان هداه الى عدم قتلهم، وقال في نفسه: حقا.. كل نصيحة احسن من جمل . هذه من قصص التراث التي تحث لتقبل النصيحة وفهمها بأبعادها.وهي قصة المثل القائل(النصيحة بجمل)

السبت، 20 يناير 2018

أحلامـ الشجرات الثلاث ..


أ ***************** على تله في الغابة كان هناك ثلاث شجرات يناقشن آمالهن وأحلامهن .. قالت الشجرة الأولى : " يوما ما سأكون صندوق كنـز ، مليئ بالذهب والفضة والأحجار الكريمة ، سأكون صندوقا ملفتا بجماله وتألقه " . قالت الشجرة الثانية : " يوما ما سأكون أعظمـ سفينة ، سأبحر بالملوك عبر أرجاء العالمـ ، سيشعر الجميع بالأمان بي بسبب قوتي وصلابتي " . قالت الثالثة : " أريد أن أبقى عالية على التلة حتى يراني الناس ، أريد أن أكون طويلة قريبة من السماء ، عندها سأكون رمزا لأطول شجرة وموضع رمز لدى الناس " . بعد بضع سنوات من الدعوات لأن تتحق أحلامهن .. مر بهن مجموعة من الحطــابين .. اقترب أحدهمـ الى الشجرة الأولى وقال : " يبدو أنها شجرة قوية .. سأكتسب من بيعها على نجار " فبدأ بقطع الشجرة .. بينما كانت هي سعيدة لأنها تعتقد بأن النجار سيجعل منها صنوقا للكنز .. وقال حطاب آخر عن الشجرة الثانية : " تبدو قوية .. سأبيعها على بنّاء السفن " ففرحت الشجرة وعلمت بأنها في طريقها لأن تصبح سفينة الملوك . ولما اقترب حطابٌ من الشجرة الثالثة ، شعرت بالخوف لأنها أدركت بأن حلمها لن يتحقق طالما قطعت … عندما أفاقت الشجرة الأولى وجدت أجزائها في مربع تأكل من مافيه الحيوانات .. فابتأست لأن ذلك لمـ يكن هو حلمها الذي طالما تمنته .. أما الثانية جُعلت قطع صغيرة داخل قارب صيد صغيـــر .. فحزنت على ضياع حلمها بأن تكون سفينة الملوك والعُظماء … الشجرة الثالثة قُطعت الى أجزاء كبيرة وتركت وحيدة على مدى سنوات .. حتى نســــيت الشجرات الثلاث أحلامهن السابقة … في يومـ ما رٌزق صاحب الحضيرة مولودا .. فأخذ صندوق الأعلاف ونضفه جيدا وزينه ليكون سرير لأهمـ ضيف أقبل عليهمـ .. عندها شعرت الشجرة الأولى بأهميتها.. وفازت بحمل من هو أهمـ وأغلى من كنـــــوز الدنيا لدى صاحبها ….. ويومـ آخر ركب الصياد كعادته في القارب المصنوع من الشجرة الثانية .. فطالت رحلة صيده حتى حلّ المساء على غير ماعهدته طوال سنوات .. فأحيا ذلك الصياد لياليه في ذكر ودعـــاء وصلاة بخشوع .. بلا كلل ولا ملل .. فأدركت أنها تحمل من هو أعظمـ من الملوك وأقواها على نفسه .. وأخيرا .. جاء رجل الى أجزاء الشجرة الثالثة فنصبها على تلة وجعل على كلٌ منها فانوسا لينير الطرقات عند المساء .. فسرها ماتقومـ به وحاجة الناس إليها وعلوها وقربها من السماء .. فهذا أفضل مماكانت تتمناه .. الخلاصة : قد يتغير مسار خطة رسمتها لنفسك .. فلا تيأس .. لأن الله قد رسمـ لك خطـــة أو مسارا أفضل .. فتوكل على الله وثق به وارضى بقدره ..

الاثنين، 15 يناير 2018

🌹الرفق زينة🌹


اسمي محمود....سني 30 عاما. كنت طفلا في السابعة عندما سمعت عن طلاق عمتي سناء ومجيئها للإقامة في بلدتنا توقعت أن أري إنسانة حزينةمن ردود أفعال أمي وزوجات عمي لكن المفاجأة أن عمتي كانت مبتسمة عندما كبرت عرفت أن زوجها طلقها لعدم إنجابها...و أنها مصابة بضمور في الرحم ...رحمها رحم طفلة لكن عمتي لم تكن ناقمة✋ حتى عليه كانت تقول في ثقة غصبا عنه....هو محتاج للخلفة. أمي كانت تصاب بارتفاع الضغط لأن عمتي ليست ناقمة على زوجها الذي طلقها و أعادها إلى مصر لكن عمتي كانت تقول جملة غريبة (الرفق أحلي زينة)🌹 لم أكن أفهمها لكني مع الوقت فهمت عمتي إنسانة رفيقة تربت أن التماس الأعذار والرفق بالآخرين هو أهم شيء كانت تعاون أمي و زوجات عمي في تربيتنا تحكي القصص وتساعد في الرعاية بلا أي عصبية وعندما كانت أمي تجري ورائي لتضربني كانت عمتي تقول ده سندك حد يضرب سنده ؟ تتراجع أمي طالما أحببت عمتي رغم أنها من ناحية الشكل كانت غير جميلة المدهش أن زوجها تواصل يريد إعادتها إلى عصمته وكان قد أنجب لكنها اعتذرت سمعته يقول لها أريدك أن تربي أبنائي لكنها ردت عليه ربنا يوفقك أمي الغالية كانت عصبية جدا وعمتي كانت هادئة جدا و أصاب أمي مرض احتاجت معه إلى ملازمة المستشفى لكن عمتي قامت برعايتنا عمتي كانت تقول 🌹الرفق زينة🌹 وفهمت إنها تعني الهدوء لا تضرب ولا تنفعل وكانت تقول أن الإنسان أحوج مخلوق إلى الرفق و لا أنسى عندما كادت شجرة 🌳تموت بحديقة المنزل فعطفت عمتي على الشجرة و اهتمت بها حتي عادت إلى النمو عمتي هي التي علمتني الصلاة قلت لها مش ربنا عظيم طيب ليه عاوز مننا الصلاة هتفيده بإيه؟ ؟ قالت بهدوء هو اللي يتصل بملك الملوك هو اللي يستفيد ولا الملك يا محمود؟ إحنا بنصلي لينا إحنا لمصلحتنا إحنا إحنا محتاجين ده أخي أحمد كان عالي الصوت كانت تقول: دوما أحب صوت أحمد الرائع..المنخفض. أحمد كان يندهش ثم فجأة بدأ يخفضه !!! عادت أمي لتجدني أصلي و أحمد قد كف عن ارتفاع الصوت رأيت مرة عمتي تتأمل صورة زفافها سألتها إنتي زعلانة إنك ما خلفتيش؟ ؟ قالت: هو الخلفة بيد مين يا محمود ؟ قلت ربنا قالت في يقين: ربنا مش هيعمل لي إلا الخير أنا مش زعلانة بصراحة كنت بأحس ساعات إنها مفتقدة جوزها بس مش راضية ترجع له رغم آلحاحه عشان حياته الجديدة لكن لا أنسي يوم عاد إلى بلدنا رايته وسلم علي جلس معها ومع أعمامي.. أقنعها بالعودة كان نادما علي الطلاق قلت أنا: ارجعي يا عمتو له كانت تبكي في حجرتها طبطبت عليها قالت لي: زوجته الجديدة رافضة رجوعنا مش عاوزة أضيعه هو وولاده منها قلت بغيظ: ليه يعني هي مش عارفاك ولا إيه؟ ابتسمت في حزن زوجها كان مصرا على إعادتها. سألته لماذا ؟ قال لي مفيش زيها ..كانت أهم من كل شئ لكن أنا كنت غبي عمتي أصرت على عدم العودة كنت بجوارها عندما تلقت اتصالا من زوجته الثانية صارخة متوعدة ابعدي عنه وردت عمتي برفق حاضر و أغلقت الخط كنتُ منفجرا(ما زعقتيش ليه)؟ قالت بدموع (زوجة خايفة علي زوجها ) لكن تدهورت الحالة النفسية لزوج عمتي. حتى اضطرت زوجته إلى الاتصال بعمتي ترجوها العودة إليه كنت مندهشا أعلم أن عمتي تحبه وعندما عادت إليه ردت الحياة إلى روحه لكن المدهش هو أن كراهية زوجته لعمتي بدأت في الازدياد. مع تحريض أولادها ضد عمتي لكن .........عمتي كانت تصبر وتحتضنهم. تعلقوا بها أكثر من أمهم ثم تعلقت بها زوجة زوجها عمتي كانت توصيه خيرا بها وكانت تقول لها: إنت الودود الولود و أنا عاقر عمتي قصة بجد اليوم بعد أن توفاها الله فجأة أقف على دفنها و إلي جواري زوجها الباكي و أبناؤه الثلاثة و أحمد أخويا واتذكر كلماتها 🌹الرفق زينة🌹 يا محمود لقد حُرِمَت عمتي الإنجاب ولكنها لم تحرم الرفق لكل إنسان اتحرم.. ممكن ترضى وتسعد باللي متاح لك✋ ربنا عادل بس النفس النقية هي اللي بتشوف تعويضه 🌹 فعلاً الرفق زينه🌹 سبحان مقسم الأرزاق

الجمعة، 12 يناير 2018

قل الصدق في جميع الاحوال سينجيك من المهالك


في احد القبائل كان يسكن شاب مع والدته وكان يعمل مع احد التجار في هذه القبيله وذات يوم امر التاجر هذا الشاب أن يجهز غدا لانهم سوف يذهبون بقافله الى قبيله اخرى ذهب الشاب لبيته واخبر امه انه سيسافر غدا وطلب منها بعض الدنانير فاعطته ٤٠ دينارا واخبرته أن يخبئها تحت الملابس حتى لا يسرقها قطاع الطرق وفي اليوم الثاني استعد الشاب للسفر نادته امه وطلبت منه والدته على أن يعاهدها بان لا يكذب وعاهدها الشاب وذهب في رحلته واثناء رحله القافله في الصحراء وسط الجبال انقض قطاع الطرق على القافله ونهبوا ما بها من بضائع وذهب قائد اللصوص الى الشاب وسئله هل معك نقود فقال له الشاب معي ٤٠ دينارا فتعجب اللص وقال له اتستهزئ بي تقول لي ان معك نقود وانت تعلم اني ساسرقها قال الشاب حاشا لله فساله اللص اين النقود قال الشاب تحت ملابسي قال له اللص اذا لم اجد النقود ساعلم انك تستهزئ بي وحينها ساقتلك فوجد اللص النقود معه فاخبره لما اخبرتني أن معك هذه النقود وانت تعلم اني ساخذها منك فقال له الشاب لقد عاهدت امي ان لا اكذب فخر اللص باكياً وقال للشاب انت لا تريد ان تكذب لعهد قطعته مع امك وانا اقطع عهد ربي واعصيه ولا انفذ ما امرني به وتاب اللص الى الله وتاب معه جميع اتباعه واعادو القافله بضائعها قل الصدق في جميع الاحوال سينجيك من المهالك

الخميس، 11 يناير 2018

لاثة رجال وإمرأة عجوز


"مرَّ ثلاثة رجال بإمرأة عجوز تسكن خيمة في البادية ،وطلبوا منها شيئ يؤكل .. فقد أنهكهُم الجوع وطول السفر . فقالت : والله ماعندي شيء لأقدمه لكم . فنظر أحدهم فوجد شاة عجفاء من شدة الجوع .. فطلب من العجوز أن تحلبها .. فقالت له إنها شاة عازب (لا لبن فيها) .. فنادى الرجل الشاة فأتت على الفور .. فطلب إناء ليحلب الشاة ، وما أن قال بسم الله حتى امتلأ الضرع بالحليب .. فحلبها .. ودعا العجوز فشربت ، وشرب صحبه ، ثم شرب هو آخرهم ، وذهب هو وصحبه وتابعوا سفرهم .. عند المساء جاء زوج العجوز .. وتفاجأ بوجود الحليب في بيته فسأل زوجته عن مصدر الحليب فقصت له ماحدث .. فقال لها صفيه لي : من هنا نبداء، وأقرأوا وصف إمرأة عجوز تسكن الباديه .. قالت لزوجها : رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة ، أبلج الوجه (مشرق الوجه) لم تعبه نحله (نحول في الجسم) ولم تعبه سجله (ضخامة في البطن) ولم تزر به صقله (لا بناحل ولا سمين) ولم تزر به صعله (صغر في الرأس) وسيم قسيم (حسن وضيئ) في عينيه دعج (شدة سوادالبؤبؤ وشدة بياض البياض) وفي أشفاره وطف (طول رمش العينين) وفي صوته صحل (بحه وحسن) في عنقه سطع (طول) وفي لحيته كثافة ، أزجّ أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان) إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق .. لا نزر ولا هذر (كلامه وسط لا بالقليل ولا بالكثير) كأن منطقه خرزات نظم ينحدر ربعه (ليس بالطويل ولا بالقصير) لا يأس من طول ولا تقتحمه عين من قصر . غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثة منظرا ، وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفّون به ، إذا قال أنصتوا لقوله .. وإن أمر تبادروا لأمره .. محشود محفود (عنده أصحابٌ يُطيعونه) لا عابس ولا مفند( غير عابس الوجه، وخالي من الخرافه) هكذا كان وصف المرأة العجوز التي تربت في الباديه ....... هذه أم معبد الخزاعية أفضل من وصف النبي محمد صلَّى الله عليه وسلم .. وهذا أشرف الخلق وأطهرهم وأجملهم ..

الخميس، 4 يناير 2018

فضل الصلاة على سيدنا محمد


قصة اكثر من رائعة اتمنى قراءتها روي عن رجل انه وقع في كرب شديد وثقل عليه الدين حتى بلغ دينه خمسمائة دينار وعجز عن أدائها وكثر المطالبون بديونهم فذهب إلى تاجر واستدان منه هذا المبلغ واشترط عليه سدادها في موعد محدد اتفقا عليه وذهب و أرجع الديون لأصحابها ومرت الأيام والليالي والحال يزداد سوء فوق سوء حتى بلغ الأجل محله وجاء موعد سداد الدين والرجل لا يملك درهماً ولا دينار بل ازداد دينه فوق ذاك الدين وجاء التاجر صاحب المال يطلب ماله فلم يجد عنده ما يسدد به دينه فذهب وشكاه للقاضي فحكم القاضي على الرجل بالسجن حتى يسدد الدين فقال الرجل للقاضي : يا سيدي أمهلني إلى الغد حتى اخبر زوجتي وأؤمن عيالي حتى لا ينشغلوا علي فقال القاضي للرجل : وما الضمان انك سترجع غداً ؟ قال الرجل : ضماني هو رسول الله (ص) فإن لم أرجع فاشهد علي في الدنيا والآخرة أني لست من أمة محمد صلى الله عليه واله وسلم وكان القاضي صالحاً فقدر هذا الضمان وقبل وترك الرجل يذهب إلى أهله. فلما رجع الرجل إلى بيته وأخبر زوجته بالخبر ما كان من هذه الزوجة الصالحة إلا أن قالت لزوجها بما أن رسول الله (ص) هو ضمانك عند القاضي فتعال لنصلي على رسول الله (ص) لعل الله يفرج عنا ببركته وجلس الرجل وزوجته يصلون على رسول الله(ص) حتى غلبهم النوم وإذا بالرجل يرى النبي(ص) في منامه ويقول له : إذا كان الصباح فاذهب إلى الوالي وأقرئه مني السلام وقل له رسول الله (ص) يطلب منك أن تسدد عني الدين فإن سألك عن علامة صدقك .. فقل له : هناك علامتان ؟ الأولى : أن الوالي يصلي علي في كل ليلة ألف مرة لا يقطعها أبداًً والعلامة الثانية : هي أنه أخطأ في عدها ليلة البارحة فبشره بأنها قد وصلت كاملة فلما استيقظ الرجل أسرع إلى والي المدينة فدخل عليه وسلم عليه ثم قال له : الرسول (ص) يقرئك السلام ويطلب منك أن تسدد ديني فقال : وكم دينك ؟ قال : خمسمائة دينار ثم قال الوالي : وما علامة صدقك على ما تقول ؟ فقال الرجل : هناك علامتان الأولى : انك تصلي على رسول الله (ص) كل ليلة ألف مرة ، فقال الوالي : صدقت ، ثم بكى الوالي فقال الرجل : وأما العلامة الثانية أنك أخطأت بعدها ليلة البارحة ويبشرك رسول الله (ص) بأنها قد وصلت كاملة فقال الوالي : صدقت ، وازداد بكاؤه فأمر له بخمسمائة دينار من بيت المال ، ثم أمر له بألفين وخمسمائة دينار من ماله الخاص وقال : هذه إكراما لك ولسلام رسول الله (ص). فخرج الرجل مسرعا ليدرك القاضي ليسدد دينه ويبر بوعده للقاضي فلما دخل إلى القاضي .. وجد القاضي ينتظره وبيده كيس فيه مال فإذا بالقاضي يقول له : أنا سأسدد الدين عنك وهذه خمسمائة دينار مني إليك ؛ لأنني رأيت رسول الله (ص) ببركتك وبسببك وقال لي : إن أديت عن هذا الرجل أدينا عنك يوم القيامة وإذا بالتاجر صاحب المال يدخل ويقول للقاضي : يا سيدي لقد عفوت عنه وسامحته بالدين وهذه خمسمائة دينار هدية مني إليه ؛ لأني رأيت رسول الله (ص) ببركته وبسببه وقال لي إن عفوت عنه عفونا عنك يوم القيامة فخرج الرجل من عند القاضي الفرحة لا تسعه وأسرع إلى زوجته وأخبرها بما كان من أمره كان يطلب من يسدد عنه خمسمائة دينار وها هو يعود إلى بيته ويحمل أربعة آلاف دينار وكل هذا إنما حدث ببركة وفضل الصلاة على سيدنا محمد (ص) .