بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 17 فبراير 2018

<(الجارية الذكية والسُلطان)>


سمع أحد السلاطين بأن في السوق جارية سعرها يتجاوز سعر 100 جارية ،فأرسل السلطان يستقدمها ليرى ما يميزها عن سواها....؟ فوقفت أمامه وشموخها لم يعهده من الجواري الاخريات فسألها لماذا سعرك غالي يا فتاة أجابت لأني أتميز بالذكاء : أثار كلامها فضوله وقال سأسألك لو أجبتي أعتقتك ولو لم تجيبي قتلتك. ما هو أجمل ثوب وأطيب ريح وأشهى طعام وأنعم فراش وأجمل بلد ؟؟ التفتت الجارية إلى الموجودين وقالت حضروا لي متاع وفرس فإني مغادرةٌ هذا القصر وأنا حرة ● أما أجمل ثوب فهو قميص الفقير الوحيد الذي لايملك غيره فأنه يراه مناسباً للشتاء والصيف. ●أما أطيب ريح فهي رائحة الام حتى لو كانت نافخة النار في حمام السوق. ● أما أشهى طعام ما كان على جوع فالجائع يرى الخُبز اليابس لذيذ. ● أما أنعم فراش ما نمت عليه و بالك مرتاح فلو كنت ظالم لرأيت فراش الذهب شوك من تحتك. سارت نحو الباب فناداها السُلطان لم تُجيبي على سؤالي الأخير؟ إلتفتت وقالت : ● أجمل بلد هو الوطن الحُر الذي لا يحكمهُ الجهلة أجادت الجواب فنالت حُريتها. نعم صدقتِ أجمل بلد هو الوطن الذي لا يحكمهُ الجهلة

الاثنين، 12 فبراير 2018

كن صادقا مع نفسك دائما، وستبهرك النتائج.


قديما و في أحدى مدن الصين القديمه كان أمير منطقة تينغ زدا على وشك أن يتوج ملكا ولكن كان عليه أن يتزوج أولا بحسب القانون. وبما أن الأمر يتعلق باختيار إمبراطورة مقبلة كان على الأمير أن يجد فتاة يستطيع أن يمنحها ثقته العمياء. وتبعا لنصيحة أحد الحكماء قرر أن يدعو بنات المنطقة جميعا لكي يجد الأجدر بينهن. عندما سمعت امرأة عجوز وهي خادمة في القصر لعدة سنوات بهذه الاستعدادات للجلسة شعرت بحزن جامح لأن ابنتها تكن حبا دفينا للأمير. وعندما عادت إلى بيتها حكت الأمر لابنتها تفاجئت بأن ابنتها تنوي أن تتقدم للمسابقة هي أيضا. لف اليأس المرأة وقالت : ((وماذا ستفعلين هناك يا ابنتي؟ وحدهن سيتقدمن أجمل الفتيات وأغناهن. اطردي هذه الفكرة السخيفة من رأسك! أعرف تماما أنك تتألمين ، ولكن لا تحولي الألم إلى جنون!)) أجابتها الفتاة : ((يا أمي العزيزة ، أنا لا أتألم ، وما أزال أقل جنونا ، أنا أعرف تماما أني لن أختار ، ولكنها فرصتي في أن أجد نفسي لبضع لحظات إلى جانب الأمير ، فهذا يسعدني -- حتى لو أني أعرف أن هذا ليس قدري --)) في المساءعندما وصلت الفتاة كانت أجمل الفتيات قد وصلن إلى القصر وهن يرتدين أجمل الملابس وأروع الحلي وهن مستعدات للتنافس بشتى الوسائل من أجل الفرصة التي سنحت لهن. محاطا بحاشيته أعلن الأمير بدء المنافسة وقال : ((سوف أعطي كل واحدة منكن بذرة ، ومن تأتيني بعد ستة أشهر حاملة أجمل زهرة ، ستكون إمبراطورة الصين المقبلة)). حملت الفتاة بذرتها وزرعتها في أصيص من الفخار وبما أنها لم تكن ماهرة جدا في فن الزراعة اعتنت بالتربة بكثير من الأناة والنعومة لأنها كانت تعتقد أن الأزهار إذا كبرت بقدر حبها للأمير فلا يجب أن تقلق من النتيجة. مرت ثلاثة أشهر ولم ينم شيء.. جربت الفتاة شتى الوسائل وسألت المزارعين والفلاحين فعلموها طرقا مختلفة جدا ولكن لم تحصل على أية نتيجة. يوما بعد يوم أخذ حلمها يتلاشى رغم أن حبها ظل متأججا. مضت الأشهر الستة ولم يظهر شيء في أصيصها. ورغم أنها كانت تعلم أنها لا تملك شيئا تقدمه للأمير فقد كانت واعية تماما لجهودها المبذولة ولإخلاصها طوال هذه المدة وأعلنت لأمها أنها ستتقدم إلى البلاط في الموعد والساعة المحددين. كانت تعلم في قرارة نفسها أن هذه فرصتها الأخيرة لرؤية حبيبها وهي لا تنوي أن تفوتها من أجل أي شيء في العالم. حل يوم الجلسة الجديدة وتقدمت الفتاة مع أصيصها الخالي من أي نبتة ورأ ت أن الأخريات جميعا حصلن على نتائج جيدة وكانت أزهار كل واحدة منهن أجمل من الأخرى وهي من جميع الأشكال والألوان. أخيرا أتت اللحظة المنتظرة. دخل الأمير ونظر إلى كل من المتنافسات بكثير من الاهتمام والانتباه. وبعد أن مر أمام الجميع أشار إلى ابنة خادمته على أنها الإمبراطورة الجديدة. احتجت الفتيات جميعا قائلات إنه اختار تلك التي لم تزرع شيئا.. عند ذلك فسر الأمير سبب هذا التحدي قائلا : ((هي وحدها التي زرعت الزهرة تلك التي تجعلها جديرة بأن تصبح إمبراطورة ؛ زهرة الشرف. فكل البذور التي أعطيتكن إياها كانت عقيمة ، ولا يمكنها أن تنمو بأية طريقة)). الصدق من أجمل وأرقى الحلي التي تزين المرأة الفاضلة وتــجعلها ملــكة متوجه على عرش الاحترام والتقدير كن صادقا مع نفسك دائما، وستبهرك النتائج.

السبت، 3 فبراير 2018

((((مالك ابن عوف ونزول القرأن فيه))))))


قصة ((((مالك ابن عوف ونزول القرأن فيه)))))) استمعوا ـ لهذه القصة، وقولوا : لا حول ولا قوة إلا بالله ذهب عوف بن مالك الأشجعي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال له: يا رسول الله، إن ابني مالكًا ذهب معك غازيًا في سبيل الله ولم يعد، فماذا أصنع؟ لقد عاد الجيش ولم يعد مالك رضي الله عنه، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ((يا عوف، أكثر أنت وزوجك من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)). وذهب الرجل إلى زوجته التي ذهب وحيدها ولم يعد، فقالت له: ماذا أعطاك رسول الله يا عوف؟ قال لها: أوصاني أنا وأنتِ بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. ماذا قالت المرأة المؤمنة الصابرة؟ قالت: لقد صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وجلسا يذكران الله بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وأقبل الليل بظلامه، وطُرِق الباب، وقام عوف ليفتح فإذا بابنه مالك قد عاد، ووراءه رؤوس الأغنام ساقها غنيمة، فسأله أبوه: ما هذا؟ قال: إن القوم قد أخذوني وقيّدوني بالحديد وشدّوا أوثاقي، فلما جاء الليل حاولت الهروب فلم أستطع لضيق الحديد وثقله في يدي وقدمي، وفجأة شعرت بحلقات الحديد تتّسع شيئًا فشيئًا حتى أخرجت منها يديّ وقدميّ، وجئت إليكم بغنائم المشركين هذه، فقال له عوف: يا بني، إن المسافة بيننا وبين العدو طويلة، فكيف قطعتها في ليلة واحدة؟! فقال له ابنه مالك: يا أبت، والله عندما خرجت من السلاسل شعرت وكأن الملائكة تحملني على جناحيها. سبحان الله العظيم! وذهب عوف إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ليخبره، وقبل أن يخبره قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: ((أبشر يا عوف، فقد أنزل الله في شأنك قرآنًا:( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)

الخميس، 1 فبراير 2018

معيكل


كان هناك شخص يهودي يدعى “معيكل" وكان فقيرا معدماً ، لم يرض احد بتشغيله عنده . لدناءة خلقه وسوء معاملته. وفي يوم من الايام طرأت له فكره ، فقام بالبحث عن علب فارغه في القمامة . وأتى بعلبتين وملأهما بالرمل . ثم ذهب بهما الى السوق وعرضهما للبيع . وكانت الناس تمر بجانبه وتضحك منه لجنونه . فمن يشتري هذه الاشياء ، وهي متوفرة في الارض مجاناً. فمر شيخ مسلم ورآه في قارعة الطريق يعرض ما لايشترى . فقال في نفسه سأشتريها منه ، لعل قلبه يحن للاسلام فيسلم . سأله الشيخ: ماهذا يامعيكل ، أتبيع علباً مليئة بالرمل؟! فأجاب: نعم أتشتري ، وإلا فأذهب عني. ردالشيخ: بلا سأشتري، ولكن ماسعرها؟ فأجاب: ديناراً للواحده. فاشتراها الشيخ . ذهب الشيخ الى بيته وقد ملأته الحيره! لماذا يفعل هذا اليهودي هكذا؟! سألت زوجة الشيخ لما اشتريتها؟ فأجاب:إنها لمعيكل اليهودي واردت بها ان احنن قلبه للاسلام فيسلم. رمى الشيخ بالعلبتين عند باب بيته متمنينا ان خطته تنجح. وفي الغد الباكر اتى معيكل الى الشيخ ، وطرق بابه بعنف وهو يصيح :افتح ايها الشيخ ، بسرعه اني اريدك بموضوع هام. هب الشيخ الى الباب وقال: لما انت هكذا ؟! فأجاب:اين العلبتين التي اعطيتك؟ ردالشيخ باستغراب: وماتتريد بها؟ فأجاب :اريدها منك .وباي سعر تريد؟ رد الشيخ:اي سعر ، خذها انها مرمية هنا بجانب الباب! فأجاب : أريد شرائها منك بضعف السعر ، ولن اخذها بالمجان سوف اشتريها. ردالشيخ:لك ماتريد.! اشترى معيكل العلبتين باربعة دينارات، ورجع بهما الى السوق.

الأربعاء، 31 يناير 2018

قصه وعبره


غرقت السفينة، ونجا أربعة اشخاص فقط، قادتهم الأمواج إلى جزيرة ..... فقام الأول بصنع قارب صغير يستطيع من خلاله تحدي الأمواج بفكرة بسيطة أت. ..ته بعدما أجهد عقله في البحث عن حل ، فأعجب الثاني الإقتراح، فبادر بمساعدته بصنع القارب، والثالث اكتفى بالصمت خائفاً من عواقب دخول هذا القارب بين الأمواج ثانية، ففضل الإنتظار إلى أن تأتي طائرات الإنقاذ لانتشاله من هذه الجزيرة ... أما رابعهم ، فقد سخر من هذا الطموح العالي، وذهب بعيدا عنهم؛ حتى لا تؤثر هذه "التخبطات" على تفكيره... بعد يومين... وصل الأول والثاني إلى الميناء، والذي كان لا يبعد عنهم كثيراً، وبعد يومين إضافيين وصلت طائرات الإنقاذ وانتشلت الثالث، وقبل أن يمر شهر تبنت إحدى الشركات العالمية فكرة الأول، وأصبح من العظماء، ولم ينس رفيقه الثاني الذي ساعده، فأشركه معه وأصبح من الناجحين، والثالث أكمل حياته بشكل عادي كأي إنسان على هذه البسيطة... انتشر الخبر في الصحف، وقرأه شخص كان جالساً في أحد المقاهى وكان تعليقه لم يزد عن أربع جمل على الحدث لصديقه الجالس بجانبه، قائلاً :- العظماء... يصنعون الفرص ... والناجحون... يستغلونها ... والعاديون يخشونها... اما الفاشلون...فيسخرون منهــا !!!!!! مرت الأيام... فدخل الأول التاريخ، والثاني عاش حياته ناجحاً، والثالث مرت أيامه كشروق الشمس وطلوع القمر... أما الرابع... فلا زال البحث جارياً عنه......!!!

الجمعة، 26 يناير 2018

الهدايا الثلاث


======= كان في مدينة أمير عطوف , محبوب ومقدر من جميع رعاياه . غير أنه كان ثمة رجل فقير الحال , معدم جعل دأبه وديدنه ذمّ الأمير , والتشهير به . وتحريك لسانه أبداً ودائماً في التشنيع عليه . وكان الأمير يعرف ذلك , ولكنه ظلّ صابراً لا يحرّك في شأنه ساكناً . وأخيراً خطر بباله أن يضع له حدّاً , وأرسل إليه في ليلة من ليالي الشتاء خادمه , وحمّله كيس طحين وعلبة صابون , وقالب سكر . قرع الخادم باب الرجل وقال : "أرسل إليك الأمير هذه الهدايا , علامة تذكار . ودليل رعاية." وشعر الرجل بالزهو , وأخذه العجب , إذ حسب أن الهدايا تكريم من الأمير له , وذهب في نشوة الكبرياء إلى أحد أصدقائه وأخبره بما فعل الأمير قائلاً : "ألا ترى كيف أن الأمير يطلب رضاي ؟" ولكن صديقه قال : "إيه ! ما أحكم الأمير وما أقلّ فطنتك ! إنه يتكلم بالرموز . الطّحين لمعدتك الفارغة والصابون لقذارة سريرتك والسكر ليحلو لسانك المر وأصبح الرجل خجلاً منذ ذلك اليوم , حتى من نفسه وسكت بعد ذلك , ولم يتعرض للأمير بكلمة . تعقيب على القصة في كثير من الاحيان ننسي فهم الناس فنعتبر الادب والاخلاق والطيبة ضعفا واستكانة يجب ان نحترم الجميع ونعاملهم بما يستحقون

الأربعاء، 24 يناير 2018

من استودع ربه شيئا حتما انه سيحفظه له


عزم قوم من أهل الثراء في بلاد الشام على الحج فأرادوا أن يصحبهم من يقوم على خدمتهم فأشاروا عليهم برجل خدوووم طباخ خفيف الظل لم يحجّ، فعرضوا عليه أن يصحبهم ويخدمهم فيصنع طعامهم ويقضي حوائجهم وتكون أجرته الحجّ معهم، فوافق فرحاً بهذا العرض السخيّ، وكان الحج من أمانيه التي حال بينه وبينها الفقر، وكم في المسلمين من نظرائه !! عندما وصلوا مكة استأجروا بيتاً وخصصوا فيه حجرة تكون مطبخاً وبدأ الخادم بالعمل جاداً فرحاً، وفوجئ ذات يوم وهو يدق بالهاون (وهي آلة تدق بها الحبوب القاسية ) أن الأرض تُطَبْطِبُ وتهتز وتوحي بأنّ شيئاً مدفوناً في قعرها، ودعته نفسه أن يبحث عن المُخبَّأ فلعل رزقاً ينتظره في جوف الأرض، وكانت المفاجأة السعيدة: كيسٌ من الذهب الأحمر في صندوق صغير من الحديد، التفت يمنة ويسرة لئلا يكون أحد قد اطلع على الرزق المستور، وبعد تفكير رأى أن يعيده مكانه حتى يأذن القوم بالرحيل فيأخذه معه، ويخفيه عنهم ، وبدأ مع تلك الساعة سيل الأفكار والأماني، ماذا يصنع بهذا المال وكيف سيودّع أيام الفقر والحاجة،ولكن الإنسان كما وصفه الله (وإنه لحب الخير لشديد)العاديات: ٨ لما آذنوا بالرحيل جعل الصرّة بين متاعه وحملها على جمله وأحكم إخفاءها وخبرها، وسار القوم وصاحبنا لا يشعر بمشقة السفر ولا بالضيق من بعد الطريق ، والأماني تحوم حول رأسه والخوف الشديد يحاصره شفقة على المال من الزوال. عندما وصلوا منطقة قرب تبوك نزلوا ليرتاحوا، ونزل صاحبنا وبدأ عمله المعتاد في الخدمة والطبخ، شرَدَ جمل الخادم بما حمل، فتسارع القوم لردّه وكان أشدّهم في ذلك صاحبه ، ولكنّ الجمل فات على الجميع ولم يدركه أحد فعاد الناس بالخيبة، وتأثر الخادم حتى بلغ الأمر حدّ البكاء الذي لا يليق بثبات الرجال. لما رأى أصحابه منه هذا الجزع طمأنوه ووعدوا أن يضمنوا جمله ويعوضوه خيراً منه وخيراً مما عليه، لكنه أبدى لهم بأنّ عليه أشياء لا يمكنه الاستغناء عنها وهدايا وتحفاً اشتراُها من مكة والمدينة لأهله، وهذا سبب حزنه، لكن القوم لم يلتفتوا لما أصابه وطلبوا الرحيل لمواصلة المسير والتعجّل إلى الأهل، ورَضخ مُكرهاً لطلبهم وسار معهم حتى وصل بلده مغموما من ذهاب الذهب وفقدان الأمل. في العام الذي يليه رغب آخرون من الأثرياء الحجّ وسألوا عمّن يرافقهم ويقوم بخدمتهم فأوصاهم الأوّلون بصاحبنا ومدحوه لهم، وأثنوا على عمله خيراً، وفي طريقهم للحج نزلوا منزلاً قريباً من المنزل الذي فقد فيه صاحبنا جمله. ولما ذهب لقضاء حاجته مرّ ببئر مهجورة فأطلّ فيها فوجد في قاعها أثر جمل ميت فنزل والأمل يحدوه أن يكون الجملُ جملَه، فوجده بالفعل ميتا قد بليت عظامه وأما المتاع وكيس الذهب بحاله لم ينقص منهما شيء، أخذ الذهب وأخفاه وعادت إليه أفراحه وأمانيه، وسكن مع أصحابه في البيت نفسه واتخذ من الحجرة التي خصصت له مطبخاً ورأى أن يعيد المال إلى مكانه ريثما ينتهي الحج فيأخذه مرة أخرى. في تلك الأيام جاء رجل هِنْدي لعله صاحب البيت وطلب أن يأخذ شيئاً من البيت فأذنوا له، فدخل حجرة صاحبنا وقصد إلى موضع الصندوق فحفر ثم أخرج الصندوق، كان الخادم ينظر إليه وهو في غاية الذهول، فلمّا رآه قد عثر عليه وأخذه استوقفه قائلاً له، ما هذا الذي أخذت؟ قال الهندي: ذهب كنت خبّأته في هذا الموضع من سنين وقد احتجته اليوم وجئت لآخذه. لم يتمالك صاحبنا نفسه أن قال للهندي: وهل تعلم أن مَالَكَ هذا قد وصل إلى أطراف بلاد الشام ثم عاد إلى هذه البقعة لم ينقص منه شيء. قال الهندي: والله لو طاف الأرض كلها لعاد إلى مكانه وما ضاع منه شيء لأني أزكيه كل عام لا أترك من زكاته شيئا ، واستودعته ربي فمن استودع ربه شيئا حتما انه سيحفظه له والله يحفظه لي.. قلت : إن كان المال وهو جزء منفصل عن صاحبه قد حفظه الله بتزكيته !! فكيف بتزكية النفس !! وتزكية اللسان !! وتزكية العلم !!(( اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليّها ومولاها )) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( احفظ الله يحفظك )) استودعو الله دينكم واماناتكم وخواتيم اعمالكم استودعوه اول ليلة تكونو فيها بقبوركم استودعوه شهادة ان ﻻاله اﻻ الله بان ينطقكم هي اذا حانت منيتكم