بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 30 مارس 2017

ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ


ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻭ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻭ ﺇﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻠﻴﻪ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﺍ ﻟﻪ ﻭ ﻗﺪﻭﺓ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ! ﻓﺨﺴﺮ ﺗﺠﺎﺭﺗﻪ ﻭ ﻣﺎﺕ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭ ﺍﺑﺘﻼﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺮﺽ ﺷﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻗﻌﺪ ﻭ ﻧﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺭﻣﻮﻩ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻪ ﺇﻻ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﺨﺪﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺘﺠﺪ ﻣﺎﺗﺴﺪ ﺑﻪ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﻭ ﺣﺎﺟﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ! ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻳﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻡ ﻭ ﻫﻮ ﺻﺎﺑﺮ ﻭ ﻻ ﻳﺸﺘﻜﻲ ﻷﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ .. ﻭ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﻣﺎﻭﺻﻞ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻮ ﺩﻋﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻔﺮﺝ ﻋﻨﻚ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻢ ﻟﺒﺜﻨﺎ ﺑﺎﻟﺮﺧﺎﺀ ﻗﺎﻟﺖ80 : ﺳﻨﺔ ﻗﺎﻝ : ﺍﻧﻲ ﺍﺳﺘﺤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻧﻲ ﻣﺎﻣﻜﺜﺖ ﻓﻲ ﺑﻼﺋﻲ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺒﺜﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﺧﺎﺋﻲ ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ .. ﺧﺎﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻞ ﻟﻬﻢ ﻋﺪﻭﻯ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﺪﻳﻪ ﻗﺼﺖ ﺑﻌﺾ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻓﺒﺎﻋﺖ ﻇﻔﻴﺮﺗﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺂﻛﻞ ﻫﻲ ﻭ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻜﻲ ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻢ ﺗﺠﺒﻪ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﺎﻋﺖ ﻇﻔﻴﺮﺗﻬﺎ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭ ﺗﻌﺠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭ ﺃﻟﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻜﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺭﺑﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﺗﺄﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ .. ﺍﺳﺘﺤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻓﻘﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : " ﺭﺑﻲ ﺍﻧﻲ ﻣﺴﻨﻲ ﺍﻟﻀﺮ ﻭ ﺍﻧﺖ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ " ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻷﻣﺮ : " ﺃﺭﻛﺾ ﺑﺮﺟﻠﻚ ﻫﺬﺍ ﻣﻐﺘﺴﻞ ﺑﺎﺭﺩ ﻭ ﺷﺮﺍﺏ " ﻓﻘﺎﻡ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻭ ﺭﺟﻌﺖ ﻟﻪ ﺻﺤﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎ ؟ ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﺭﺍﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻪ ﺇﻻ ﺍﻧﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎ ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻨﻲ ! ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻣﻦ ﺍﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﺍﻳﻮﺏ ♡ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : ﻟﻢ ﻳﻜﺮﻣﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺃﻛﺮﻡ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺒﺮﺕ ﻣﻌﻪ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ! ﻓﺮﺟﻌﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺎﺑﺔ ﻭ ﻭﻟﺪﺕ ﻹﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺳﺘﺔ ﻭ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻭﻟﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : " ﻭﺍﺗﻴﻨﺎﻩ ﺃﻫﻠﻪ ﻭ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻌﻬﻢ" - ﻛﻠﻤﺎ ﻓﺎﺽ ﺣﻤﻠﻚ ﺗﺬﻛﺮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ﻭ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺻﺒﺮﻙ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ﺃﻳﻮﺏ . ﺷﻲ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺳُﺒﺤﺂﻧﻚ. ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻋﻄﻴﻨﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺻﺒﺮ ﺍﻳﻮﺏ. ﻛُﻞِّ ﻳﻮﻡ ﺗﻘﻮﻝ ﺁﻵﺭﺽ : " ﺩﻋﻨﻲ ﻳﺂ ﺭﺏ ﺃﺑﺘﻠﻊ ﺃﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﻧﻪ ﺃﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﺯﻗﻚ ﯙﻟﻢ ﻳﺸﻜﺮﻙ " ﯙﺗﻘﻮﻝ ﺁﻟﺒﺤﺂﺭ : " ﻳﺂﺭﺏ ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻏﺮﻕ ﺃﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﻧﻪ ﺃﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﺯﻗﻚ ﯙﻟﻢ ﻳﺸﻜﺮﻙ " ﻭ ﯙﺗﻘﻮﻝ ﺁﻟﺠﺒﺂﻝ: " ﻳﺂ ﺭﺏ ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻃﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﻧﻪ ﺃﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﺯﻗﻚ ﯙﻟﻢ ﻳﺸﻜﺮﻙ " ﯙﺗﻘﻮﻝ ﺁﻟﺴﻤﺂﺀ: " ﻳﺂ ﺭﺏ ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻧﺰﻝ ﻛﺴﻔﺂً ﻹﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﻧﻪ ﺃﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﺯﻗﻚ ﯙﻟﻢ ﻳﺸﻜﺮﻙ " ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺁﻟﻠـّﻪ ﻋﺰ ﯙﺟﻞ ﻟﻬﻢَ : " ﻳﺂ ﻣﺨﻠﻮﻗﺂﺗﻲ ﺀﺃﻧﺘﻢ ﺧﻠﻘﺘﻤﻮﻫﻢ ..؟ " ﻳﻘﻮﻟﻮﺁ " :ﻵ ﻳﺂ ﺭﺑﻨﺂ " ﻗﺂﻝ ﺁﻟﻠـّﻪ " : ﻟﯚﺧﻠﻘﺘﻤﻮﻫﻢ ﻟﺮﺣﻤﺘﻤﻮﻫﻢ " ﺩﻋﻮﻧﻲ ﻭﻋﺒﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺗﺂﺏ ﺇﻟﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺄﻧﺂ ﺣﺒﻴﺒﻬﻢ .. ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺐ ﻓﺄﻧﺂ ﻃﺒﻴﺒﻬﻢ .. ﻭﺃﻧﺂ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﺭﺣﻢ ﻣﻦ ﺁﻷﻡ ﺑﺄﻭﻵﺩﻫﺂ

الثلاثاء، 28 مارس 2017

عدالة رب السماء والارض


رجل يعمل جزاراً يبيع اللحم.. وكان يذهب قبل الفجر إلى دكانه.. فيذبح الغنم.. ثم يرجع إلى بيته.. وبعد طلوع الشمس يفتح المحل ليبيع اللحم.. وفي أحد الليالي بعدما ذبح الغنم.. رجع في ظلمة الليل إلى بيته.. وثيابه ملطخة بالدم.. وفي أثناء الطريق سمع صيحة في أحد الأزقة المظلمة.. فتوجه إليها بسرعة.. وفجأة سقط على جثة رجل قد طعن عدة طعنات.. ودماؤه تسيل.. والسكين مغروسة في جسده.. فانتزع السكين.. وأخذ يحاول حمل الرجل ومساعدته.. والدماء تنزف على ثيابه.. لكن الرجل مات بين يديه.. فاجتمع الناس.. فلما رأوا السكين في يده.. والدماء على ثيابه.. والرجل فزع خائف.. اتهموه بقتل الرجل.. ثم حكم عليه بالقتل.. فلما أحضِر إلى ساحة القصاص.. وأيقن بالموت.. صاح بالناس.. وقال : أيها الناس أنا والله ما قتلت هذا الرجل.. لكني قتلت نفساً أخرى.. منذ عشرين سنة.. والآن يقام عليَّ القصاص.. ثم قال : قبل عشرين سنة كنت شاباً فتياً.. أعمل على قارب أنقل الناس بين ضفتي النهر.. وفي أحد الأيام جاءتني فتاة غنية مع أمها.. ونقلتهما.. ثم جاءتا في اليوم التالي.. وركبتا في قاربي.. ومع الأيام.. بدأ قلبي يتعلق بتلك الفتاة.. وهي كذلك تعي.. خطبتها من أبيها لكنه أبى أن يزوجني لفقري.. ثم انقطعت عني بعدها.. فلم أعد أراها ولا أمها.. وبقي قلبي معلقاً بتلك الفتاة.. وبعد سنتين أو ثلاث.. كنت في قاربي.. أنتظر الركاب.. فجاءتني امرأة مع طفلها.. وطلبت نقلها إلى الضفة الأخرى.. فلما ركبت.. وتوسطنا النهر.. نظرت إليها.. فإذا هي. ففرحت بلقياها.. وبدأت أذكرها بسابق عهدنا.... لكنها تكلمت بأدب.. وأخبرتني أنها قد تزوجت وهذا ولدها.. فزين لي الشيطان الوقوع بها.. فاقتربت منها.. فصاحت بي.. وذكرتني بالله.. لكني لم ألتفت إليها.. فبدأت المسكينة تدافعني بما تستطيع.. وطفلها يصرخ بين يديها.. فلما رأيت ذلك أخذت الطفل.. وقربته من الماء وقلت إن لم تمكنيني من نفسك.. غرقته.. فبكت وتوسلت.. لكني لم التفت إليها.. وأخذت أغمس رأس الطفل فإذا أشفى على الهلاك أخرجته.. وهي تنظر إليّ وتبكي.. وتتوسل.. لكنها لا تستجيب لي.. فغمست رأس الطفل في الماء.. وشددت عليه الخناق.. وهي تنظر.. وتغطي عينيها.. والطفل تضطرب يداه ورجلاه.. حتى خارت قواه.. وسكنت حركته.. فأخرجته فإذا هو ميت.. فألقيت جثته في الماء.. ثم أقبلت عليها.. فدفعتني بكل قوتها.. وتقطعت من شدة البكاء.. فسحبتها بشعرها.. وقربتها من الماء.. وجعلت أغمس رأسها في الماء.. وأخرجه.. وهي تأبى عليَّ الفاحشة.. فلما تعبت يداي.. غمست رأسها في الماء.. فأخذت تنتفض حتى سكنت حركتها.. وماتت.. فألقيتها في الماء.. ثم رجعت.. ولم يكتشف أحد جريمتي.. وسبحان من يمهل ولا يهمل.. فبكى الناس لما سمعوا قصته.. ثم قطع رأسه.. ] ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ].. فتأملوا في حال هذه الفتاة العفيفة.. التي يقتل ولدها بين يديها.. وتموت هي.. ولا ترضى بهتك عرضها..

سارعوا بالتوبة


فتاة في العشرين من عمرها ، تألمت فترة طويلة بداخلها ، دون أن تخبر أحد من عائلتها، فعانت هذه الفتاة ما عانت في صمت واشترت فرحة أهلها بمعاناتها لا أطيل اقرؤوها معي : تقول الفتاة : يكاد المرض ينهش بجسدي .. يحاول القضاء على بسمتي .. يحاول القضاء على طفولتي .. لم أكمل عامي العشرين .. إلا وهذا المرض قد افترس جسدي بأكلمه .. بدأ الألم بوخزة سريعة بقلبي ..وتوالت الوخزات .. وبدأت نوبات الألم .. تألمت بصمت .. لم يشعر أحد بمرضي الخطير .. كنتُ أصبر على المرض .. أخفيه عن أعينهم .. لا أريد أن يصيبهم الحزن .. مرت ليالي وأنا أبكي وأتأوه بصمت .. ومع مرور الأيام .. بدأتُ أشعر بأن المرض قد بدأ ينتقل من قلبي لبقية أعضاء جسدي النحيل .. إلى أن وصل لأخمص قدميّ .. بدأت الهالات السوداء تتمركز تحت عينايّ البريئتان .. بدأت الشحوب تغزو محيايّ الطفوليّ .. كنتُ مترددة للذهاب للطبيب .. ولكني وصلتُ لحالة .. لا أستطيع فيها تحمل الألم.. ذهبت وكنتُ متوقعة ما سأسمعه ... أجريتُ الفحوصات المتالمعينمملة.. تقدم اليّ الطبيب والارتباك واضحٌ على محياه .. سألني كم عمركِ يا صغيرتي اجبته .. سأكمل عامي العشرين بعد خمسة اشهر فطأطأ رأسه وسكت لبرهة .. ثم قلت : ألن أكمل عامي العشرين يا دكتور؟ قال لي الأعمار بيد الله .. قلت له : ولكن أشعر بأني لن أكمله .. فالمرض قد سيطر على جسدي .. قال لي : صغيرتي .. منذ متى وتعرفين عن معاناتك ومرضك أجبته : منذ سنه .. ثم سألني :من يعلم من اهلك؟ أجبته : لا أحد .. سوى دفاتري وكتبي .. فاستغرب وقال : فقط ؟؟ قلت له نعم .. لم أخبر أحدا .. حتى لا يعيشوا بحزن أبدي.. فأنا أعلم .. أن والدتي .. ستحزن كثيرا لفراقي .. فأنا ابنتها الوحيدة .. ولطالما حلمت أن تراني بفستاني الأبيض ..وتحمل أطفالي على كتفها .. وينادونها جدتي.. ولكن هيهات ..فأنا أشعر .. بألمي .. فلم يبقى إلا القليل ..ولكني ما زلت أقبلها صباحا .. بوجه مشرق ..وأقرصها ..وأداعبها .. لأنني لا أريد أن أشعرها بأي تغيير .. حاولت أن أخبر أخي .. ولكني وجدته مشغولا بتجهيزاته لزفافه .. يأتي ليلا لغرفتي منهك .. يجلس بجانبي على السرير .. يخبرني عن حبه الكبير لزوجة المستقبل .. يخبرني ماذا اشترى لها من هدايا .. وعن مفاجأته لها برحله لمدة شهر لأستراليا .. يخبرني عن شوقه لهذا اليوم.. الذي لم يبقى عليه إلا خمسة أشهر .. فكيف أخبره بمرضي .. وهو بغاية السعادة أتود مني أن أقتل فرحته.. أما والدي .. فأنا ظللت طوال عمري خجولة منه.. رغم أنني دائما أختلس النظرات اليه.. فأنا أحبه كثيرا .. وأراه قدوتي.. كنتُ أحلم بفتى أحلامي يشبه والدي .. هل علمت الآن يا دكتور لماذا لم أخبرهم.. حتى لا يعيشوا الحزن.. فلو أخبرتهم .. لما جهز أخي لزفافه.. ولما رأيتُ السعادة تشع من عينا والدتي ووالدي.. رغم مرور 30 عاما على زفافهم.. إلا أن الحب ما زال يحيط بينهما.. دكتور.. ها أنت الوحيد الذي يعلم بمرضي بعد الله .. لذا سأترك معك هذا الصندوق ... به وصية صغيرة .. أتمنى أن تسلمها لوالدتي يوم وفاتي.. قال لي الدكتور : صغيرتي .. ماهذا الكلام .. فالله قادر على كل شيء.. قلت له : اطمأن إيماني بالله كبير .. ولولا هذا الإيمان .. لما استطعت.. أن أصبر هكذا على المرض.. ولكن .. العمر ينتهي وأود أن أكتب كلمات لوالدتي تقرأها بعد وفاتي.. هل تعدني بذلك ؟ أجابني : حسنا .. أعطني الصندوق.. ولا تنسي أخذ الأدوية.. سألته : متى امرّ عليك.. أجاب : تعالي بعد أسبوعين .. وإن شعرتِ بتعب فاتصلي بي فورا قلت له : إلى اللقاء .. شكرا لك يا دكتور .. ذهبت لمنزلي .. انفردتُ في غرفتي.. أخذت أدويتي .. واستلقيت على السرير لآخذ قسطا من الراحه.. ومرت الساعات .. تلو الساعات .. وكانت آخر اللحظات.. وفُتحت الوصيه .. وقرأها الدكتور .. قرأها والكل بكى معه.. قرأ كلمات تلك الطفلة الشابة.. كتبتها بخط جميل .. كتبت .. لوالدتها .. أحبكِ .. والدتي .. كنتِ صديقتي .. أختي .. والدتي .. أعذريني لأن مرضي كان السر الوحيد بيننا .. ولكن لم أقوى أن أخبركِ أني مصابة بالسرطان .. لم أقوى أن تسهري معي وتري نوبات ألمي .. لم أقوى أن أقتل الابتسامة من على محياك الجميل.. والدتي .. أتعلمين كنتُ احسدك على أمر ما .. سأخبرك إياه الآن.. حسدتك مرارا على عشق والدي لكِ .. فلم أرى بحياتي قصة حب تضاهي حبكما .. وكنت أحلم بشاب.. يأخذني بين ذراعيه .. ويحيطني بالحب 30 عام وأكثر.. ولكن شاء الله أن لا أكمل عامي العشرين .. والدتي .. لا تبكي على وفاتي .. أخي الحبيب .. كم أحببتك .. وأحببت مغامراتنا معا .. وكم كنتُ سعيدة عندما أكون معك وصديقاتي يطلن النظر اليك معجبات بك.. لا أريدك أن تؤجل زواجك .. ولكن لي طلب بسيط .. إن رزقك الله بطفلة .. فاطلق عليها اسمي (شوق).. والدي .. فخري وعزتي .. فرحي وسروري .. لو تعلم مقدار احترامي لك .. مقدار الحب الكبير الذي يكنه قلبي لك.. والدي أنت مثال الأب الرائع .. لن أوصيك على والدتي.. لأنني أعلم ما بينكما من حب صادق.. دكتوري .. أشكرك من أعماق قلبي .. لكتمانك سري لا تنسوني من الدعاء.. أحبكم.. كنت أريد أن تروني أبتسم في اللحظة الأخيرة.. ولكن ها أنا أموت.. لوحدي.. العبرة من هذه القصة الحزينة هو أن الموت لا يعرف كبيرا ولا صغيرا والمقابر ليس مكتوب عليها للكبار فقط فسارعوا بالتوبة

الأحد، 26 مارس 2017

بر الوالدين


كان لأمية الكناني ولد اسمه كلاب، وكان شابا صالحا، وحين سمع. أن الجهاد أفضل الأعمال في الإسلام وذروة سنامه، ذهب إلى عمر بن الخطاب، وقال له: أرسلني إلى الجهاد، قال عمر: أحي والداك؟ قال: نعم، قال: فاستأذنهما، فاستأذنهما وبعد إلحاح شديد، وافقا على مضض، فقد كان وحيدهما وكان شديد البر بهما، يؤنسهما ويساعدهما في كل شؤونهما، ذهب كلاب إلى الجهاد، ومرت الأيام على الأبوين بطيئة ثقيلة، وما لبِث أن اشتد الشوق بالوالد. فصار البكاء رفيقه في ليله ونهاره، وذات يوم جلس أمية تحت شجرة، فرأى حمامه تُطعم فراخها فجعل ينظر، وينشد: لمن شيخان قد نشدا كلابا كتاب الله لو عقلا الكتابا تركت أباك مرعشة يداه وأمك لا تسيغ لها شرابا طويلا شوقه يبكيك فردا على حزن ولا يرجوا الإياب إذا هتفت حمامة بطن وج على بيضاتها ذكرا كلابا ثم اشتد حزن أمية على ولده كلاب، وطال بكاؤه حتى أصابه ما أصاب يعقوب عليه السلام، فابيضت عيناه من الحزن، وفقد بصره، وصار لا يفتر عن ذكر ولده، ومن شدة ما في قلبه أخذ يدعو على عمر بن الخطاب، ويقول شعراً: أعاذل قد عذلت بغير علم وما تدرى أعاذل ما ألاقي إن الفاروق لم يردد كلابا على شيخين سامهما فراق سأستعدى على الفاروق رباً له دفع الحجيج إلى بساق وادعوا الله مجتهداً عليه ببطن الأخشبين إلى زقاق فما كان من أحد أصحابه إلا أخذ بيده حتى أقبل به على حلقة عمر بن الخطاب وأجلسه فيها، وهو لا يدرى، ثم قال له صاحبه: يا أبا كلاب، قال: نعم، قال: أنشدنا من أشعارك، ولشدة تعلقه بولده، فإن أول ما تبادر إلى ذهنه: إن الفاروق لم يردد كلابا على شيخين سامهما فراق سأستعدى على الفاروق ربا له دفع الحجيج إلى بساق وادعوا الله مجتهدا عليه ببطن الأخشبين إلى زقاق فقال عمر: من هذا؟ قالوا: هذا أميه الكناني قال عمر: فما خبره؟ قالوا: أرسلت ولده إلى الثغور، قال: ألم يأذن؟ قالوا: أذن على مضض. فوجه عمر من فوره أن ابعثوا إلى كلاب ابن أمية الكناني على وجه السرعة، فلما مثل كلاب بين يدي عمر، قال له: اجلس يا كلاب، فلما جلس قال له عمر : ما بلغ من برك بأبيك يا كلاب؟ قال: والله يا أمير المؤمنين، ما أعلم شيئا يحبه أبي إلا فعلته قبل أن يطلبه منى، ولا أعلم شيئا يبغضه أبي إلا تركته قبل أن ينهاني عنه، قال عمر: زدني .. قال: يا أمير المؤمنين والله إني لا آلوه جهدي براً وإحساناً، قال عمر: زدني، قال كلاب: كنت إذا أردت أن أحلب له آتى من الليل إلى أغزر ناقة في الإبل ثم أنيخها وأعقلها حتى لا تتحرك طوال الليل، ثم استيقظ قبيل الفجر فاستخرج من البئر ماء بارداً، فاغسل ضرع الناقة حتى يبرد اللبن، ثم احلبه وأعطيه أبى ليشرب، قال عمر: عجباً لك، كل هذا لأجل شربة لبن، فقال عمر فافعل لي كما كنت تفعل لأبيك، قال كلاب: ولكني أود الذهاب إلى أهلي يا أمير المؤمنين، قال عمر: عزمت عليك يا كلاب، فمضى كلاب إلى الناقة فحلب وفعل كما كان يفعل لأبيه، ثم أعطى الإناء لعمر بن الخطاب، قال عمر لمن حوله: خذوا كلاب فادخلوه في هذه الغرفة وأغلقوا عليه الباب. ثم أرسل عمر إلى الشيخ ليحضر، فاقبل يقاد لا يعلم ما يُراد به، فإذا شيخ واهن، قد عظم همه واشتد بكاؤه وطال شوقه، يجر خطاه جراً، حتى وقف على رأس أمير المؤمنين، فسأله الفاروق يا أمية: ماذا بقى من لذاتك في الدنيا؟ قال: ما بقى لي من لذة يا أمير المؤمنين، قال عمر: فما تشتهى؟ قال أمية: اشتهي الموت، قال عمر: أقسمت عليك يا أمية إلا أخبرتني بأعظم لذة تتمناها الآن قال أمية: أما وقد أقسمت علي، فإني أتمنى لو أن ولدى كلابا بين يدي الآن أضمه واشمه وأقبله قبل أن أموت، قال عمر: فخذ هذا اللبن لتتقوى به، قال أمية: لا حاجة لي به يا أمير المؤمنين، قال عمر: أقسمت عليك يا أمية إلا شربت من هذا اللبن، فلما أخذ الإناء وقربه من فمه، بكى بكاءً شديداً، وقال: والله إني لأشم رائحة يدي ولدى كلاب في هذا اللبن، فبكى عمر حتى جعل ينتفض من بكائه، ثم قال: افتحوا الباب، فاقبل الولد إلى أبيه فضمه أبوه ضمة شديدة طويلة، وجعل يقبله تارة، ويشمه تارة، وجعل عمر رضي الله عنه يبكي، ثم قال: إن كنت يا كلاب تريد الجنة، فتحت قدمي هذا. اسأل الله أن يرزقنا وإياكم بر الوالدين في حياتهما وبعد مماتهما

السبت، 25 مارس 2017

احذر ان تكون قاسي علي زوجتك


احد الازواج يحكى ...........تشاجرت كالعادة مع زوجتى لأحد الأسباب التافهة وتطور الخلاف إلى أن قلت لها أن وجودك فى حياتى لامعني له أبدًا ، فوجودك وعدمه واحد ، وكل ما تفعلينه تستطيع أى خادمة أن تفعل أفضل منه . , فما كان منها إلا أن نظرت لى بعين دامعة وتركتنى وذهبت إلى الغرفة الأخرى , وتركت أنا الأمر وراء ظهرى بدون أى إهتمام وخلدت إلى نوم عميق. مر هذا الموقف على ذهنى وأنا أشيع جثمان زوجتى إلى قبرها والحضور يعزينى على مصابى فيها الشيء الذي راودني هو أني لم أشعر بفرق كبير , ربما شعرت ببعض الحزن ولكنى كنت أبرر ذلك بأن العشرة لها وقعٌ على النفس ، وكلها يومين وسأنسى كل ذلك . عدت إلى البيت بعد إنتهاء مراسم العزاء ولكن ما أن دخلت البيت حتى شعرت بوحشة شديدة تعتصر قلبى وبغصة فى حلقى لا تفارقه . أحسست بفراغ فى المنزل لم أعتده وكأن جدران البيت غادرت معها . - استلقيت على السرير متحاشيا النظر إلى موضع نومها . بعد ثلاثة أيام انتهت مجالس التعزية . أستيقظت فى الصباح متأخرًا عن ميعاد العمل ، فنظرت إلى موضع نومها لأوبخها على عدم إيقاظى باكرا كما إعتدت منها ولكنى تذكرت أنها قد تركتنى إلى الأبد , ولا سبيل إلا أن أعتمد على نفسى لأول مرة منذ أن تزوجتها ذهبت إلى عملى ومر اليوم على ببطء شديد ولكن أكثر ما إفتقدت هو مكالمتها اليومية لكى تخبرنى بمتطلبات البيت يتبعها شجار معتاد على ماهية الطلبات وإخبارى ألا أتأخر عليها كثيرا وفكرت أنه بالرغم من أن هذه المكالمة اليومية كانت تزعجنى ولكنى لم أفكر قط أن طلبها منى ألا أتأخر قد يكون بسبب حبها لى , أتذكر كلماتها الحنونة ، لكني لم اترجمها واقعًا ، كنت أتعمد التأخير عنها بزيارة أصدقائي ثم أعود إلى البيت وقلبى يتمنى أن أن يرى إبتسامتها الصافية تستقبلنى على الباب وأن أسمع جملتها المعتادة - جبت كل إللى قلت لك عليه ؟ - قلبى فى الأكياس , ما تقولي حاجة ناقصة كنت أرى جملتها هذه كأنها سوء إستقبال ولكنى الأن أشتاق إلى سماعها ولو لمرة واحدة فالبيت أصبح خاويا لا روح فيه الدقائق تمر على وأنا وحيدا كأنها ساعات يـــالله , كم تركتها تقضى الساعات وحيدة يوميا بدون أن أفكر فى إحساسها كم أهملتها وكنت أنظر إلى نفسى فقط دون أن أنظر إلى راحتها وسعادتها كم فكرت فيما أريد أنا ... لا ما تريده هى وزاد الأمر على حين مرضت ... كم إفتقدت يديها الحانيتين ورعايتها لى وسهرها على إلى أن يتم الله شفائى كأنها أمى وليست زوجتى. وبكيت كما لم أبك من قبل ولم أفتأ أردد ... يارب إرحمها بقدر ما ظلمتها أنا , وظللت هكذا حتى صرعنى النوم ولم أفق إلا على رنين جرس المنبه فإعتدلت فى فراشى ... ولكن مهلاً .. تمتمت بكلمات الشكر لله تعالى . ياآلله ( انه مجرد حلم ، أضغاث أحلام ) لم يحدث شىء من هذا فى الواقع هرعت إلى الغرفة التى بها زوجتى ... إقتربت منها وقلبى يكاد يتوقف من الفرح وجدتها نائمة ووسادتها مغرقة بالدموع . أيقظتها ... فنظرت إليها بإستغراب لا يخلو من العتاب لم أتمالك نفسى وأمسكت بيديها وقبلتها ثم نظرت لها بعين دامعة وقلت لها من كل قلبي - أنا أحبك ، اكتشفت أني لا استطيع الحياة بدونك . ولكن مما تبكين يا عزيزتي ؟ قالت : خفت عليك كثيرًا لما وجدتك تتنفس بصعوبة وأنت مغمور في أحلامك المزعجة احذر ان تكون قاسي علي زوجتك واهلك واتقي الله

الجمعة، 24 مارس 2017

النّفس الطيبة تحمل كل خير فيها


كان لأحد التجار الكبار خادم طيب يسعى جاهدًا أن يحصل على رضا سيده الذي طالما يوبخه لسوء تصرفه.. ذات يوم فكر هذا التاجر أن يتخلص من خادمه الذي أعتبره ساذجًا لشّدة طيبته.. ولكن عليه أن يفكر في أمر يخرج نفسه من دائرة الحرج أمام الأخرين عند طرده لخادمهِ.. ولكن كيف ؟ فكل ما يطلبه منه مجاب.. في ليلة شتاء دخل الخادم الغرفة التي تخص سيده.. واضعًا ثياب التاجر على مقربه من النّار للتدفئة.. حينها سمع صوت صراخ من الجار المجاور فذهب مسرعًا ليرى مالخبر ؟ فعاد بعد فترة ليست طويلة وإذا به يرى تلك الثّياب الخاصه لذاك التّاجر قد أكلتها النّار.. فاحس بالحرج.. وعندما علِم التاجر بخبر حرق ثيابه شعر بأنها فرصة للتخلص من هذا الخادم المسكين.. وبالفعل أمربطردهِ وهو مستبشر النفس.. بعد مدة أحضر خادم آخر.. كان خادمه الجديد ذكي جدًا ولكن لاحظ أن إحتجاجته كثيرة.. تأخيره.. إهماله.. فقرر أن يتخلص منه هو أيضًا ويحضر خادم أخر. الشيئ الذي لاحظه أن كل خادم ياتي به لا يكترث بأمور سيده التاجر.. ولا بالسعي جاهدًا لرضاه.. فتذكر طيبة ذاك الخادم الذي طالما تحمل شدته وحدة كلامه معه ليس إلا أن يكون صاحب نفس تغمرها الوفاء والطيبة.. فقرر أن يبحث عنه.. فعلم أن خادمه السابق يعمل لدى إحدى الأثرياء.. فذهب له طالبًا منه أن يعود لخدمته ووصف مدى حاجته له.. فردعليه قائلاً له : لقد جئت متأخرًا.. أنا سعيد بعملي الآن ياسيدي وأرى من الغير اللائق أن اترك من أعتبرني أخًا له وقدرني كإنسان.. تستطيع أن تبحث عن غيري فهناك أّناس طيبين.. نظرالتاجرلذاك الخادم الطيب وهو محرج.. فتركه وهو نادم على تصرفه معه الشيئ الجميل أن نقدر الاشخاص الاوفياء ونحترمهم ولن نطالبهم بالكمال حتى نرضى عنهم.. وإن كانوا بسطاء.. فالنّفس الطيبة تحمل كل خير فيها.. فلا نبعدهم عنا لأن من الصّعب إستردادهم

الخميس، 23 مارس 2017

كل بيت لا يدخل فيه الضيف لا تدخله الملائكة


ذهبت إمرأة تشتكي عند رسول الله صل الله عليه وآله وسلم من زوجها . .. كان زوجها يدعوا الناس في بيتها ويكرمهم وكثرة الضيوف سبب لها المشقة والتعب . فخرجت من عند رسول الله ولم تجد الجواب منه ، وبعد فترة ذهب رسول الله إلى زوجها وقال له إني ضيف في بيتك اليوم ، سعد الزوج بالخبر وذهب إلى زوجته وأخبرها إن ضيفا عندنا اليوم وهو رسول الله . سعدت الزوجة بالخبر وطبخت كل ما لذ وطاب وهي راضية ومن طيب خاطرها . وعندما ذهب رسول الله إليهم ونال كرمهم وطيبة ورضى الزوجة قال للزوج عندما أخرج من بيتك دع زوجتك تنظر إلى الباب الذي أخرج منه . فنظرت الزوجة إلى رسول الله وهو يخرج من بيتها والدواب والعقارب وكل ضرر يخرج وراء رسول الله . فصعقت الزوجة من شدة الموقف وتعجبت مما رآت فقال لها رسول الله هكذا دائما عندما يخرج الضيوف من بيتكِ يخرج كل البلاء والضرر والدواب من منزلكِ فهنا الحكمة من إكرام الضيف وعدم الضجر. البيت الذي يكثر فيه الضيوف .. بيت يحبه الله. . . ما أجمل البيت المفتوح للصغير والكبير. بيت تتنزل فيه رحمات وبركات السماء .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله بقوم خيراً أهدى لهم هدية. قالوا: وما تلك الهدية؟ قال: الضيف ينزل برزقه، ويرتحل بذنوب أهل البيت ". وقال صلى الله عليه وسلم: كل بيت لا يدخل فيه الضيف لا تدخله الملائكة ". وقال صلى الله عليه وسلم: " الضيف دليل الجنة ". وقال أمير المؤمنين : " ما من مؤمن يحب الضيف إلا ويقوم من قبره ووجهه كالقمر ليلة البدر فينظر أهل الجمع، فيقولون: ما هذا إلا نبي مرسل! فيقول ملك: هذا مؤمن يحب الضيف ويكرم الضيف، ولا سبيل له إلا أن يدخل الجنة .. جعل الله بيوتنا منهم وكتبنا جميعا من اهل الجنه برحمتك يا ارحم الراحمين ..