بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 8 مارس 2017

الدنيــــــــــــــــــــــا


يحكى أن فتى قال لأبيه : أريد الزواج من فتاة رأيتها وأعجبني جمالها وسحر عيونها رد عليه وهو فرح مسرور وقال: أين هذه الفتاة حتى أخطبها لك يأبني ؟ فلما ذهبا ..ورأى الأب هذه البنت أعجب بها, وقال لابنه اسمع : يأبني إن هذه الفتاة ليست من مستواك وأنت لاتصلح لها, هذه يستأهلها رجل له خبرة في الحياة وتعتمد عليه مثلي. اندهش الولد من كلام أبيه وقال له : كلا بل أنا ياأبي وليس أنت . تخاصما وذهبا لمركز الشرطة ليحلوا لهم المشكلة وعندما قصا للضابط قصتهما, قال لهم: أحضروا الفتاة لكي نسألها من تريد الأب أم الولد ولما رآها الضابط انبهر من حسنها وفتنته, وقال لهم:هذه لا تصلح لكما بل تصلح لشخص مرموق في البلد مثلي وتخاصما الثلاثة وذهبوا إلى الوزير وعندما رآها الوزير قال: هذه لا يتزوجها إلا الوزراء مثلي وأيضا تخاصموا عليها حتى وصل الأمر إلى أمير البلدة وعندما حضروا قال أنا سأحل لكم المشكلة, أحضروا الفتاة ,فلما رآها الأمير قال بل هذه لا يتزوجها إلا أمير مثلي , وتجادلوا جميعا ثم ... قالت الفتاة : أنــا عندي الحل !! سوف أركض وأنتم تركضون خلفي والذي يمسكني أولا ً أنا من نصيبه , وفعلا ً ركضت الفتاة وركض الخمسة خلفها الشاب و الأب والضابط والوزير والأمير وفجأة...... وهم يركضون خلفها سقط الخمسة في حفرة عميقة ثم نظرت إليهم الفتاة من أعلى وقالت: هل عرفتم من أنا ؟ أنـــــا الدنيــــــــــــــــــــــا !!! أنا التي يجري خلفي جميع الناس ..... ويتسابقون للحصول علي..... ويلهون عن دينهم في اللحاق بي... حتى يقعوا في القبر ولم يفز بي أحد...!!! اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا يا أرحم الراحمين

المرأه التي روضت الاسد...


جاءت امرأة في إحدى القرى لأحد العلماء وهي تظنه ساحراً، وطلبت منه أن يعمل لها عملاً سحرياً بحيث يحبها زوجها حباً لا يرى معه أحد من نساء العالم.. ولأنه عالم ومربي قال لها : إنك تطلبين شيئاً ليس بسهل لقد طلبت شيئاً عظيماً، فهل أنت مستعدة لتحمل التكاليف؟.. قالت : نعم. قال لها : إن الأمر لا يتم إلا إذا أحضرت شعرة من رقبة الأسد. قالت : الأسد؟!.. قال : نعم. قالت : كيف أستطيع ذلك والأسد حيوان مفترس ولا أضمن أن يقتلني، أليس هناك طريقة أسهل وأكثر أمنا؟!.. قال لها : لا يمكن أن يتم لك ما تريدين من محبة الزوج إلا بهذا، وإذا فكرت ستجدين الطريقة المناسبة لتحقيق الهدف!.. ذهبت المرأة وهي تضرب أخماس بأسداس تفكر في كيفية الحصول على الشعرة المطلوبة، فاستشارت من تثق بحكمته، فقيل لها : أن الأسد لا يفترس إلا إذا جاع وعليها أن تشبعه حتى تأمن شره.. أخذت بالنصيحة وذهبت إلى الغابة القريبة منهم، وبدأت ترمي للأسد قطع اللحم وتبتعد.. واستمرت في إلقاء اللحم إلى أن ألفت الأسد وألفها مع الزمن، وفي كل مرة كانت تقترب منه قليلاً، إلى أن جاء اليوم الذي تمدد الأسد بجانبها وهو لا يشك في محبتها له، فوضعت يدها على رأسه وأخذت تمسح بها على شعره ورقبته بكل حنان، وبينما الأسد في هذا الاستمتاع والاسترخاء لم يكن من الصعب أن تأخذ المرأة الشعرة بكل هدوء، وما إن أحست بتمكلها للشعرة حتى أسرعت للعالم الذي تظنه ساحراً لتعطيه إياها والفرحة تملأ نفسها بأنها الملاك الذي سيتربع على قلب زوجها وإلى الأبد!.. فلما رأى العالم الشعرة سألها : ماذا فعلت حتى استطعت أن تحصلي على هذه الشعرة؟.. فشرحت له خطة ترويض الأسد، والتي تلخصت في معرفة المدخل لقلب الأسد أولاً وهو البطن، ثم الاستمرار والصبر على ذلك إلى أن يحين وقت قطف الثمرة.. حينها قال لها العالم : ياسيدتي.. زوجك ليس أكثر شراسة من الأسد، افعلي مع زوجك مثل ما فعلت مع الأسد تملكيه!.. تعرفي على المدخل إلى قلبه.. وضعي الخطة لذلك واصبري

~~~~~~~ الجنه تحت اقدام الامهات~~~~~~


ﺭﺟﻞ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ .. ﺫﻫﺐ ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺎﺀ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﻨﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺤﻨﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻭﺃﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﺎ ﺃﺧﺬ .. ﺃﺧﺬﺍ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎﻥ ﻃﻮﻳﻼ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ .. ﻭﺍﺷﺘﺪ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻓﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﺖ ﻟﻴﻠﺘﻪ ﻫﻨﺎﻙ .. ﻧﺎﻡ ﻣﻞﺀ ﺟﻔﻨﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﻗﺖ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﺮﻗﺪﻩ ﻓﺘﻮﺿﺄ ﻭﻟﺒﺲ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ .. ﺑﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﻪ ﻓﻴﻪ .. ﺑﺤﺚ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﺍﺧﻴﺮﺍ ﻭﺟﺪﻩ .. ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﺃﻳﻦ ﻭﺟﺪﻩ .. ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﻩ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﻓﺄﺓ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﺤﻨﻮﻥ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺪﻩ ﺩﺍﻓﺌﺎ ﻋﻨﺪ ﻟﺒﺴﻪ .. ﻭﻗﻒ ﻳﻨﻈﺮ ﻃﻮﻳﻼ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺘﺒﺮﺗﻪ ﻃﻔﻼ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ .. ﻃﺎﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺭﻱ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺇﻻ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ .. ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻡ ﻭﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﺣﻨﺎﻧﺎ ﻭﻋﻄﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﻴﺪﻫﺎ .. ﺃﻣﺴﻚ ﺟﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﺗﻐﺮﻳﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﺃﻣﻪ ﻭﺃﺭﻓﻖ ﻣﻌﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﻓﺄﺓ .. ﻓﻮﺟﺊ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺄﻥ ﺗﻐﺮﻳﺪﺗﻪ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻭ ﺑﺸﻜﻞ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ . ﻟﻘﺪ ﺃﻛﺘﺸﻒ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﺣﺪﻩ .. ﺑﻞ ﻭﺟﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺪﺓ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ .. ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻗﺎﻝ ‏( ﺃﺑﻜﺘﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ .. ﺭﺏ ﺇﺭﺣﻤﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﺭﺑﻴﺎﻧﻲ ﺻﻐﻴﺮﺍ ‏) .. ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ ‏( ﺃﺑﻜﻴﺘﻨﺎ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ‏) .. ﻭﺃﻟﻤﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺘﺐ ‏( ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻣﻲ .. ﺇﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻔﻘﺪﻫﺎ ‏) .. ﺣﺘﻰ ﻟﻮﻗﺴﻰ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﺬﺭﻫﻤﺎ ﻭﺍﺭﺿﺎﺋﻬﻤﺎ ﻻﻥ ﻓﻲ ﺫﺍﻟﻚ ﺟﻨﺔ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺑﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻛﻠﻪ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻟﻢ ﺍﻓﻘﺪﻫﺎ ﻋﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻲ .. ﺇﺣﺘﻀﻨﺘﻬﺎ ﻭ ﺑﻜﻴﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻬﺎ ﻭﺷﺮﺣﺖ ﻟﻬﺎ ﺃﺛﺮ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺗﻤﻸ ﻭﺟﻬﻬﺎ .. ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ .. ﻣﻬﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺑﺮ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎ ﻓﻠﻦ ﻧﺼﻞ ﻭﻻ ﻟﺠﺰﺀ ﺑﺴﻴﻂ ﻣﻤﺎ ﻗﺪﻣﻮﻩ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ .. ﺃﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ﺟﻨﺔ ﻭﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﻭﺟﻮﺩﻫﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﻟﻴﻘﺪﻡ ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﺭﺿﺎﺋﻬﻦ ﻭﺇﺳﻌﺎﺩﻫﻦ .. ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺭﺿﻴﺖ ﻭﺍﻟﺪﻳﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻚ .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻭﻗﻀﻰ ﺭﺑﻚ ﺃﻻ ﺗﻌﺒﺪﻭﺍ ﺇﻻ ﺇﻳﺎﻩ ﻭﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﺣﺴﺎﻧﺎ .. ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻌﻈﻢ ﺷﺄﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ

قمر الزمان


يُحْكَى أنَّ الملك الذي كان يحب الأذكياء ويقرِّبهم إليه دائماً، ويسعد بمجالستهم واختبارهم بأسئلته الذكيَّة، كان في أحد الصباحات يتنزَّه مع وزيره في حديقة القصر الواسعة. فمر ببحرة رائعة تزيِّنها تماثيل أسود يخرج الماء العذبُ من أفواهها بطريقةٍ مُعْجِبَةٍ وساحرة، شعر الملكُ بالعطش وطلب من الوزير أن يسقيه شربة ماء. فتناول الوزير طاسة فضية كانت على الحافة وملأها، ثم سقى الملك وأعاد الطاسة إلى مكانها، نظر الملك إلى الطاسة بعد أن استقرَّت في مكانها، ثم التفت إلى الوزير وقال: أيّها الوزير! لقد تكلَّمتِ الطاسةُ، فماذا قالت؟ وجمَ الوزيرُ وكسا التعجُّبُ ملامِحَهُ، ولم يدرِ بماذا يجيب فالطَّاسة جماد، ولايمكن لها أن تتكلم، ولكن هل يجرؤ على قول هذا للملك؟ ولمَّا طال صمتُ الوزير ووجومُهُ، صاح به الملك: أُمْهِلُكَ ثلاثة أيام لتأتيني بما تفوَّهت بهِ الطاسة، وإلاَّ نالكَ منِّي عقابٌ قاسٍ! عاد الوزير إلى بيته مهموماً حزيناً ثم دخل غرفته وأغلق على نفسه بابها وراح يفكِّر ويفكِّر، ولكنه لم يهتدِ إلى حلٍّ أو جوابٍ مقنعٍ، وراح يتساءل: ترى ماذا يقصد الملك بسؤاله؟ هناك جوابٌ ولاشك يدور في خلده ولكن ماهو؟ طالت خلوةُ الوزير في غرفته فقلقت عليهِ ابنته الوحيدة قمر الزمان، فاقتربت من باب الغرفة ونقرت عليه بلطف ثم استأذنت بالدخول، فأذن لها قالت قمر الزمان لأبيها: مضى عليكَ يومان وأنتَ معتكفٌ في غرفتكَ، وأرى الهمَّ واضحاً على وجهكَ، فماذا جرى ياأبي؟ قال الوزير: حدثَ أمرٌ جَلَلٌ يا ابنتي! لقد طرح عليَّ الملكُ سؤالاً صعباً ومستحيلاً، وامهلني ثلاثة أيام لأجيبه عليه، وإلاَّ عاقبني عقاباً قاسياً! قالت قمر الزمان: وماهو السؤال يا ابي؟ قال الوزير: سَقَيْتُهُ الماء في طاسة، ولمَّا أعدتُ الطَّاسةَ إلى مكانها، قال لي: لقد تكلَّمتِ الطَّاسةُ، فماذا قالت؟ ضحكتْ قمر الزمان وقالت: إنَّه سؤالٌ ذكيٌّ، وجوابُهُ يجب أن يكون ذكيَّاً أيضاً! صاح الوزير بلهفة: وهل تعرفينَ الجوابَ يا ابنتي؟ قالت قمر الزمان: طبعاً فالطاَّسةُ قالتْ صبرتُ على النَّار، وطَرْقِ المطارِقِ، وبعدها وصلتُ إلى المباسِمِ، وما مِنْ ظالمٍ إلاَّ سَيُبْلَى بِأظْلَم! وعلى الفور لبس الوزير ثيابه وقصد مجلس الملك ثم نقل إليه الجواب كما قالته له ابنته. أُعجِبَ الملك بالجواب الذي كان أذكى من السؤال، ولكنَّه شكَّ في أن يكون الوزير هو الذي اهتدى إليه وفي صباح اليوم التالي، فاجأ الملكُ الوزيرَ قائلاً: أيُّها الوزير! أريدك أن تأتي إلى مجلسي غداً لاراكِباً ولا ماشياً وإن فشلتَ، فإن عقابكَ سيكون قاسياً، وقاسياً جدَّاً! صعق الوزير للطلب المُعْجِزِ، وانصرف من مجلس الملكِ مهموماً، وعندما وصل إلى بيته، استنجدَ بابنته قمر الزمان، وحدَّثها عن طلب الملكِ، وطلبَ منها الحل. ابتسمت قمر الزمان، وقالت لأبيها: وهذا أيضاً حَلُّهُ هَيِّنٌ يا أبي! وفي صباح اليوم التالي، أَحْضَرَتْ قمرُ الزمان لأبيها دابَّةً صغيرةً، فركب عليها، وذهب إلى قصر الملكِ، وهو راكب على الدَّابةِ، وقدماه على الأرض. ذهلَ الملكُ لِحُسْنِ تصرُّفِ الوزيرِ ودَهاءِ حَلِّهِ، فأدناهُ منهُ، وهمسَ له: قُلْ لِي مَنْ يقولُ لكَ ذلكَ ولكَ الأمان! قال الوزير: إنَّها ابنتي قمر الزمان يامولاي! قال الملك: أحضِرها لي في الحال! ولما مثلت قمر الزمان بين يديِّ الملك، أعجبه جمالها ولكنَّ ذلكَ لم يثنهِ عن اختبارها في سؤالٍ مُعْجِزٍ، تكون الإجابةُ عليهِ مستحيلة قال الملك: سأتزوَّجكِ الليلةَ ياقمر الزمان، وأريدكِ أن تحملي منِّي في الفورِ، وأن تَلِدِي الليلةَ ولداً يكبرُ في ساعات، ويغدو في الصباحِ ملِكاً يجلس على عرشي! ابتسمت قمر الزمان، وقالت: أمركَ يامولاي! واقتربت من النافذة المطلَّة على جزء كبير من الحديقة لازرع فيه، ثمَّ التفتتْ إلى الملكِ، وقالت: أريدُكَ يامولايَ أن تحرثَ هذه الأرض الليلة، وتزرعها الليلة، وتقطف الزرع الليلة، وآكل من ثمارها في الصَّبح! ذهل الملكُ، ونهض صائحاً: هذا غير معقول! قالت قمر الزمان: كيف تريدني إذن أن أُنْجِبَ لكَ ولداً الليلة، ويكبر في ساعات، ويغدو في الصباح ملكاً؟! سُرَّ الملكُ من جواب قمر الزمان، ثمَّ عقد قِرانه عليها، وأصبحت ملكة إلى جواره، وعاشا معاً حياةً هانئةً سعيدة.

الثلاثاء، 7 مارس 2017

سالم


لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك اليلة .. بقيت إلى آخر اليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون. أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني. أذكر أني تلك اليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق... عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى لها... قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟ قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع .... كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً ..... الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا .. سقطت دمعة صامته على خدها.. أحست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي... خاصة أنّها في شهرها التاسع . حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة... جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها. فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني. بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي. صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم. قالوا، أولاً راجع الطبيبة .. دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب ..... والرضى بالأقدار . ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !! خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس. سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي ولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي .. لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس .. مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت. دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كالعبة في أيديهم .. لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي باقي إخوته. كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء . عمل ونوم وطعام وسهر. في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة. لبست وتعطّرت وهمت بالخروج. مرت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة! إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت .... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟! حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه يقول: الآن أحست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض. أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. ونادى والدته.. ولكن لا مجيب.. فبكى. أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!.. قال: نعم .. نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟ قال: أكيد عمر ..... لكنه يتأخر دائماً .. قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك .. دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك. لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه .. بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها. أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة .... وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!! خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت... دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ...... فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ... لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !! ضمته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء فساق يجروني إلى النار. عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم .. من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه. ذات يوم .... قر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض... لكن حدث العكس ! فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً. توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً... تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ..... آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم. كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها .. قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكت... أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب. تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا ... بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت. استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح. تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟ قالت: لا شيء . فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟ خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها... صرخت بها ... سالم! أين سالم .؟ لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... ثالم لاح الجنّة ... عند الله... لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة. عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه .... حين فارقت روحه جسده .. إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله لقد اراد الله سبحانه وتعالى ان يهدي والد سالم على يد سالم قبل موت سالم فيا الله ما ارحمك لا اله الا الله رب السموات ورب العرش العظيم

الاثنين، 6 مارس 2017

(ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻨﻤﺮﻭﺩ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ)


ﺍﻟﻨﻤﺮﻭﺩ ﺑﻦ ﻛﻨﻌﺎﻥ "ﺭﺟﻞ ﻋﺬﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺒﻌﻮﺿﻪ" ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ: ﺃﻧﻪ ﻣﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﺷﺮﻗﻬﺎ ﻭﻏﺮﺑﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﺆﻣﻨﺎﻥ ﻭﻛﺎﻓﺮﺍﻥ .. ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻨﺎﻥ ﻫﻤﺎ "ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ، ﻭﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ" ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮﺍﻥ "ﺑﺨﺘﻨﺼﺮ، ﻭﻧﻤﺮﻭﺩ ﺑﻦ ﻛﻨﻌﺎﻥ" ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﻏﻴﺮﻫﻢ. ﻧﻤﺮﻭﺩ ﺑﻦ ﻛﻨﻌﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮ ﺇﺩﻋﻰ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ.. ﻗﺎﻝ "ﺃﻧﺎ ﺃﺣﻲ ﻭﺃﻣﻴﺖ" ﺃﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺷﺌﺖ ﻭﺃﺳﺘﺤﻴﻲ ﻣﻦ ﺷﺌﺖ ﻓﺄﺩﻋﻪ ﺣﻴﺎ ﻻ ﺃﻗﺘﻠه ﻗﺎﻝ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ: ﺍﻭﻝ ﺟﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺽ ﻛﺎﻥ ﻧﻤﺮﻭﺩ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻭﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻴﺄﻛﻠﻮﺍ.. ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺮﺓ ﺳﻴﺪﻧﺎ "ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ" ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻴﺨﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻳﻤﺮ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ..ﻓﻴﺴﺄﻟﻬﻢ: ﻣﻦ ﺭﺑﻜم ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﺍ: ﺃﻧﺖ ﺣﺘﻰ ﻣﺮ ﺏ "ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ" ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﻦﺭﺑﻚ؟ ﻗﺎﻝ" :ﺭﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﻲ ﻭﻳﻤﻴﺖ" ﻗﺎﻝ "ﺃﻧﺎ ﺃﺣﻴﻲﻭﺃﻣﻴﺖ" ﻗﺎﻝ "ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ" :"ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻓﺈﺕ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ.ﻓﺒﻬﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻔﺮ" ﻓﺮﺩﻩ ﻫﺬا ﺍﻟﻨﻤﺮﻭﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺷﻲﺀ. ﻓﺮﺟﻊ "ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ" ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ.. ﻓﻘﺎﻝ" :ﺃﻻ ﺁﺧﺬ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻓﺄﺗﻲ ﺑﻪ ﺃﻫﻠﻲ، ﻓﺘﻄﻴﺐ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﻴﻦ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ"، ﻓﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﺗﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻭﺿﻊ ﻣﺘﺎﻋﻪ ﺛﻢ ﻧﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻟﺘﺠﺪ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻋﺔ ﺃﻃﻴﺐ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺃﺟﻮﺩﻩ ﻭﺻﻨﻌﺖ ﻟﻪ ﻣﻨﻪ،ﻭﻗﺪﻣﺘﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺌﺖ ﺑﻪ! ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺯﻗﻪ ﻓﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻤﺮﻭﺩ ﻓﺒﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﻴﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻳﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻜﻪ.. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﻞ ﺭﺏُُ ﻏﻴﺮﻱ؟ ﻓﺠﺎﺀﻩ ﻣﻠﻚ ﺛﺎﻥ..ﻓﺮﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻦ، ﺛﻢ ﺟﺎﺀ ﺛﺎﻟﺚ،ﻓﺮﻓﺾ ﺃﻳﻀﺎ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ..ﺇﺟﻤﻊ ﺟﻤﻮﻋﻚ ف ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ..ﻓﺠﻤﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ﺟﻴﻮﺷﻪ ﻭﺟﻤﻮﻋﻪ . ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﻮﺽ...ﻓﻤﻦ ﻛﺜﺮﺗﻬﺎ ..ﺃﻛﻠﺖ ﻣﻦ ﻟﺤﻮﻣﻬﻢ ﻭﺷﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ، ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻧﻤﺮﻭﺩ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ،ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺒﻪ ﺷﻲﺀ ﻭﻟﻜﻦ.. ! بعث ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﻮﺿﺔ، ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﻪ..ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺩماغه ﻓﻤﻜﺚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ 400 ﺳﻨﺔ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﺭﻕ ﻭﺍﻟﻨﻌﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺗﻬﺪﺃ ﺍﻟﺒﻌﻮﺿﺔ .. ﻭﻟﻠﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﺮﻭﺩ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻣﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﻝ400 ﺳﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻌﺎﻗﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺏ400 ﺳﻨﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﺨﺰﻱ ﻭﺍﻟﺬﻝ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻌﻮﺿﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ .. ﻭﻫﺬﺍ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺇﺩﻋﻰ ﺍﻻﻟﻮﻫﻴﺔ ..ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺃﻥ ﻋﺬﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺤﺸﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻫﻠﻚ ﻭﻣﺎﺕ ..

ﺍﺭﺣﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﺮﺣﻤﻜﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ


ﺗﺰﻭﺝ ﺷﺎﺏ ﻣﻦ ﺇﻣﺮﺃﻩ ﻭﺑﻌﺪ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺑﺂ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ . ﻓﻘﺮﺭ ﻫﻮ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻜﻔﻠﻮﺍ ﻃﻔﻶ ﻭﻳﻌﺘﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﻳﺘﺮﻋﺮﻉ ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻬﻢ ﻭﻓﻌﻶ ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﻃﻔﻶ ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ ﻭﻫﻤﻮﺍ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻪ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﻪ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻘﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﺮﻭﻧﻪ ﺍﺑﻨﺂ ﺣﻘﻴﻘﻴﺂ . ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﻪ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﺭﺍﺭﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺮﺯﻗﺎ ﺑﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﻼﺑﻬﻢ ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺍﻟﻔﺮﺣﻪ ﻻ ﺗﺴﻌﻬﻢ ﻭﺗﺸﺎﻭﺭﻭﺍ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ،ﻋﺎﺵ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻳﻬﺘﻤﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﺑﻄﻔﻠﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺯﻗﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ . ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﻠﻐﺎ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺃﺻﺒﺤﺎ ﺷﺒﺎﺑﺂ ﻳﺸﺪ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﺮﻗﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﺘﺤﺎﺑﻴﻦ ﻭﻣﺘﻔﺎﻫﻤﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ . ﻓﻔﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺇﺑﻨﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺻﻠﺒﻬﻢ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻣﻠﻄﺦ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ . ﻓﻐﻀﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﺈﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ . ﻓﻘﺮﺭﻭﺍ ﻃﺮﺩ ﺍﺑﻨﻬﻢ الذي تكفلو بتربيته ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﻩ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﺠﺮﻳﺤﻪ ﻭﺇﻫﺎﻧﺘﻪ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﺍﺧﺮﺝ ﻭﻻ ﺗﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﻪ . ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﻤﻸ ﻋﻴﻨﻪ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻗﺪ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺎﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺯﻗﺔ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﻟﻴﻠﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﺭﺷﺂ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺘﻠﺤﻔﺂ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻌﻞ ﺃﺑﺎﻩ ﺃﻭ ﺍﻣﻪ ﻳﺸﻔﻘﺎ ﺃﻭ ﻳﺤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ﻭﺑﻘﻲ ﺃﻳﺎﻣﺂ ﻭﺃﻳﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻹﻋﺘﺬﺍﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﻩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﺻﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﺩﻩ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ . ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺳﻤﻊ ﺍﻷﺏ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺤﻀﻨﻪ ... ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺒﻜﻲ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺮﻳﺾ ﻫﻞ ﺃﻏﻀﺒﻚ ﺷﻲﺀ . ﻓﻘﺎﻝ له ﺍﻟﻮﻟﺪ لا وﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ﻣﺎ ﻳﺒﻜﻴﻨﻲ ﺇﻻ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﺧﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺭﻯ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﺄﺑﻪ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻷﺏ ﻭﺑﻐﻀﺐ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ،ﺃﺧﻮﻙ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﺑﻨﻲ ﺩﻋﻪ ﻭﺷﺄﻧﻪ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ﻣﺎ ﻳﺒﻜﻴﻨﻲ ﻫﻮ ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺧﻔﻴﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺳﺒﺐ ﺿﺮﺑﻪ ﻟﻲ ﻭﺑﺸﺮﺍﺳﻪ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻷﺏ ﻣﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ... ﻓﺼﻤﺖ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻗﻠﻴﻶ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻣﻌﻪ ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻣﻌﻪ ﺗﻤﻨﻴﺖ ﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻭ ﻣﻜﺮﻭﻫﺂ ﻳﺼﻴﺒﻚ ﻛﻲ ﺃﺗﻨﻌﻢ ﺑﺜﺮﻭﺗﻚ ﻓﻐﻀﺐ ﻣﻨﻲ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻀﺮﺑﻨﻲ ﺩﻭﻥ ﺭﺣﻤﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﻣﺖ ﺃﻧﺖ ﻭﺍﺗﺮﻙ ﻟﻲ ﺃﺑﻲ ﻭﻛﺮﺭﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮﺁ ﺛﻢ ﺑﻜﻰ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺇﻥ ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻲ ﺳﺄﻣﻮﺕ ﻣﻌﻪ ﻓﺄﻧﺎ ﺍﺣﺒﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ . ﻓﺎﻧﺪﻫﺶ ﺍﻷﺏ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﺇﺑﻨﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﻣﻬﺮﻭﻵ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ... ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﻤﺪﺁ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﻩ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﺒﺮﺩ.. ﺍﻟﻌﺒﺮﻩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﻵ ﻭﺣﻠﻴﻤﺂ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺗﻪ ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻪ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺏ ﺃﺥ ﻟﻚ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻚ ﻭﺭﺏ ﺷﺨﺺ ﻟﻚ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺋﻚ ﻭﺃﻗﺎﺭﺑﻚ ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻘﺖ ﺃﺑﺎﺋﻬﺎ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﺥ ﻇﻠﻢ ﺃﺧﺎﻩ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﺃﺳﺎﺀﻭ ﻟﻚ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺟﺎﺭﺣﻪ ﻣﻨﻚ ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺤﺒﻚ ﻭﻳﺘﻤﻨﻰ ﻟﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﺭﺣﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﺮﺣﻤﻜﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ . ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺂ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺐ ﻹﺧﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ.. ﺃﻱ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ . ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﻨﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﺣﻘﺂ ﻭﻳﺮﺯﻗﻨﺎ ﺇﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭﻳﺮﻳﻨﺎ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﺎﻃﻶ ﻭﻳﺮﺯﻗﻨﺎ ﺇﺟﺘﻨﺎﺑﻪ.. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻣﻴﻴﻦ