بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 29 يونيو 2017

بيت لا يعرف الحزن !!


بيت لا يعرف الحزن !! هناك أسطورة صينية تحكي أن سـيدة عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضا حتى جاء الموت واختطف روح الابن, فحزنت السيدة حزناً عظيماً لموت ولدها ولكنها لم تيأس بل ذهبت إلى حكيم القرية وطلبت منه أن يخبرها بالوصفة الضرورية لاستعادة ابنها إلي الحياة مهما كلفتها تلك الوصفة من ثمن . أخذ الشيخ الحكيم نفساً عميقاً وشرد بذهنه ثم قال : أنتِ تطلبين وصفة لإعادة ابنك إلى الحياة ؟ حسناً لا بأس فقط احضري لي حبة خردل واحدة بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً . وبكل همة أخذت السيـدة تدور على بيوت القرية كلها و تبحث عن هدفـها (حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً) فطرقت باب أحد البيوت وفتحت لها امرأة شابة فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزناً من قبل؟ ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت وهل عرف بيتي هذا إلا كل حزن؟ و أخذت تحكي لها أن زوجها توفى منذ سنة وترك لها أربعة من البنات والبنين ولا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبقى منه إلا القليل . تأثرت السيدة جدا و حاولت أن تخفف عنها أحزانها و بنهاية الزيارة صارتا صديقتين ولم ترد أن تدعها تذهب إلا بعد أن وعدتها بزيارة أخرى، فقد فاتت مدة طويلة منذ أن فتحت قلبها أحد تشتكي له همومها . و قبل الغروب دخلت السيدة بيت آخر لنفس المطلب ولكن الإحباط سرعان ما أصابها عندما علمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جداً و ليس عندها طعام كافٍ لأطفالها منذ فترة وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة فذهبت إلي السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعام و بقول ودقيق وزيت ورجعت إلي سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد واشتركت معها في إطعامهم ثم ودعتها على أمل زيارتها في مساء اليوم التالي . و في الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلي آخر باحثة عن حبة الخردل وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقا لكي تأخذ من أهله حبة الخردل . و لأنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله في مشاكله وأفراحه وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية، نسيت تماما أنها كانت تبحث في الأصل على حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن فقد ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط إن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن حتى ولو لم تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها فالوصفة السحرية قد أخذتها بالفعل منذ أن دخلت أول بيت من بيوت القرية . ( فرحاً مع الفرحين وباكياً مع الباكين) ليست مجرد وصفة اجتماعية لخلق جو من الألفة والاندماج بين الناس إنما هي دعوة لكي يخرج كل واحد من أنانيته وعالمه الخاص ليحاول أن يهب من حوله بعض المشاركة التي تزيد من بهجته في وقت الفرح وتعزيه وتخفف عنه في وقت الحزن إلي جانب أن هذه المشاركة لها فائدة مباشرة عليك ليس لأنها ستخرجك خارج أنانيتك وستجعل منك شخصية محبوبة فقط إنما لأنها ستجعلك أيضاً إنسانا سعيدا أكثر مما أنت عليه

الاثنين، 19 يونيو 2017

البركة


يُروى أن سيدنا نوحا عليه السلام مر يوما على امرأة عجوز تبكي عند قبر، فقال: ما يبكيك؟ قالت: أبكي ولدي الذي قد مات. قال: كم كان عمره؟ قالت: ثلاثمائة عام. فابتسم عليه السلام، فقالت: ما يضحكك؟ -كأنها أنكرت عليه قلة تعاطفه مع مأساتها- فقال: يا امرأة، كيف بك إذا جائت أمة أعمارهم بين الستين والسبعين؟ فقالت: وما يفعلون فيها؟! لو أني من هذه الأمة لقضيت عمري كله في سجدة واحدة لله تعالى. هذه القصة السابقة مكذوبة ولا تصح نسبتها إلى سيدنا نوح عليه السلام، ولكن معناها صحيح تماما، ويشهد له ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الحاكم في المستدرك وقال إنه صحيح على شرط مسلم، ومفاده أن عمر آدم عليه السلام كان ألف عام، فالبشر في بداية الخلق كانت أعمارهم طويلة حتى إن نوحا عليه السلام قد لبث في دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الإيمان، ثم كان له عمر آخر بعد الطوفان. واستمر الزمان وتطاولت السنون ونُزعت البركة من الأرض شيئا فشيئا، وأصبحت أعمار الناس قصيرة ورحيلهم عن الدنيا قريب من دخولهم فيها، ولعل ذلك من رحمة الله تعالى بنا -أهل آخر الزمان- إذ جعل الامتحان قصيرا والجزاء كبيرا ولذلك أهدانا الله تعالى ليلة العمل فيها خير من ألف شهر، فمن أدرك منها في عمرة ليلتين أو ثلاث أتى يوم القيامة بخير كثير وأعمار طويلة نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإيادكم إدراك هذه الليلة الشريفة

دعاء المظلوم علـى الظالـــم


يروى أن صـيادا لديه زوجة وعيال، لم يرزقه الله بالصيد عدة أيام حتى بدأ الزاد ينفد من البيت وكان صابرا محتسبا وبدأ الجوع يسري في الأبناء، والصياد كل يوم يخرج للبحر إلا أنه لا يرجع بشيء. وظل على هذا الحال عدة أيام. وذات يوم، يأس من كثرة المحاولات، فقرر أن يرمي الشبكة لآخر مرة وإن لم يظهر بها شيء سيعود للمنزل ويكرر المحاولة في اليوم التالي فدعى الله ورمى الشبكة، وعندما بدأ بسحبها، أحس بثقلها فاستبشر وفرح وعندما أخرجها وجد بها سمكة كبيرة جدا لم ير مثلها في حياته. ضاقت ولما استحكمت حلقاتها * * * فرجت وكنت أضنها لا تفرج فأمسكها بيده، وظل يسبح في الخيال .... ماذا سيفعل بهذه السمكة الكبيرة ؟ فأخذ يحدث نفسه سأطعم أبنائي من هذه السمكة ... سأحتفظ بجزء منها للوجبات الأخر .... سأتصدق بجزء منها على الجيران سأبيع الجزء الباقي منها ... سأأأأأأأ ... وقطع عليه أحلامه صوت جنود الملك .... يطلبون منه إعطائهم السمكة لأن الملك أعجب بها. فلقد قدر الله أن يمر الملك مع موكبه في هذه اللحظة بجانب الصياد ويرى السمكة ويعجب بها .. فأمر جنوده بإحضارها. رفض الصياد إعطائهم السمكة، فهي رزقه وطعام أبنائه وطلب منهم دفع ثمنها أولا، إلا أنهم أخذوها منه بالقوة. وفي القصر … طلب الحاكم من الطباخ أن يجهز السمكة الكبيرة ليتناولها على العشاء. وبعد أيام … أصاب الملك (داء ) في إصبع قدمه فاستدعى الأطباء فكشفوا عليه وأخبروه بأن عليهم قطع إصبع رجله حتى لا ينتقل المرض لساقه فرفض الملك بشدة وأمر بالبحث عن دواء له. وبعد مدة، أمر بإحضار الأطباء من خارج مدينته وعندما كشف الأطباء عليه .. أخبروه بوجوب بتر قدمه .. لأن المرض انتقل إليها، ولكنه أيضا عارض بشدة بعد وقت ليس بالطويل، كشف الأطباء عليه مرة ثالثة فرأوا أن المرض قد وصل لركبته فألحوا على الملك ليوافق على قطع ساقه لكي لا ينتشر المرض أكثر… فوافق الملك …. وفعلا قطعت ساقه. في هذه الإثناء، حدثت اضطرابات في البلاد، وبدأ الناس يتذمرون. فاستغرب الملك من هذه الأحداث.. أولها المرض وثانيها الاضطرابات.. فاستدعى أحد حكماء المدينة، وسأله عن رأيه فيما يحدث معه فأجابه الحكيم: لابد أنك قد ظلمت أحدا؟ فأجاب الملك باستغراب: لكني لا أذكر أنني ظلمت أحدا من رعيتي. فقال الحكيم: تذكر جيدا، فلابد أن هذا نتيجة ظلمك لأحد. فتذكر الملك السمكة الكبيرة والصياد.. وأمر الجنود بالبحث عن هذا الصياد وإحضاره على الفور فتوجه الجنود للشاطئ، فوجدوا الصياد هناك، فأحضروه للملك فخاطب الملك الصياد قائلا: أصدقني القول، ماذا فعلت عندما أخذت منك السمكة الكبيرة؟ فتكلم الصيادة بخوف: لم أفعل شيئا. فقال الملك: تكلم ولك الأمان. فاطمأن قلب الصياد قليلا وقال: توجهت إلى الله بالدعاء قائلا: (( اللهم لقد أراني قوته علي، فأرني قوتك عليه )). لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا * * * فالظلم ترجع عقباه إلى الندم تنام عينك والمظلوم منتبه * * * يدعو عليك وعين الله لم تنم-

الأحد، 18 يونيو 2017

حديقة الاسماك


هل تعلم ان حديقة الاسماك وراءها قصة حب اسطوريه تستحق فيلم عالمي ========================= تحكي الاميره فاطمه ان والدها الخديوي اسماعيل حين كان شابا يدرس في باريس احب فتاه فرنسيه ارستقراطيه .. و تمر السنين و يصبح هو خديوي مصر و تصبح هي امبراطورة فرنسا كان الخديوي له امنيتان الاولي ان تكون بلده مصر واحده من اجمل بلاد العالم والثانيه ان تأتي اوجيني في ضيافته لتري انجازاته ... اما الامنيه الاولي فقد حققها بجداره ... والامنيه الثانيه وجد في نفسه سببا لتحقيقها "افتتاح قناة السويس" و تكون هي ضيف شرف الحفل .. و تبدأ الترتيبات .. يشتري الخديوي جزيرة علي النيل و يستدعي خبراء الجمال المعمارين من اوروبا لبناء قصر الجزيره ويظهر القصر اجمل مايكون و تأتي المفروشات من فرنسا و ايطاليا , وتبني نافوره في وسطه من اجمل نافورات المياه في مصر ويضع الخديوي تمثالين لاسدين من الرخام الابيض علي مدخله و عكف الخديوي علي التفكير في انشاء حديقه لا مثيل لها في العالم .. فكانت حديقة الاسماك طلب الخديوي إسماعيل من مدير متنزهات باريس إحضار أحد الخبراء لتصميم حديقة تكون على شكل جبلاية واستخدم الخبراء الطين الاسونلي والرمل الاحمرفي بناءها اصبح المنظر العام للجبلايه فى منتهى الروعة والجمال ولذلك اطلق علي هذه الحديقة اسم حديقة الجبلاية. وبمرور الهواء داخل هذه التكوينات يصدر منها صوت كموج البحر ! قضت "اوجيني" في مصر 21 يوما كانت كقصص الف ليله وليله ولكنها قصه حقيقيه حدثت بالفعل بطلها خديوي مصر اسماعيل باشا و الذي احبها و احب ان تري بلده مصر كباريس الشرق واجمل : ) و تضيف الاميره فاطمه .. وتمر السنين و يترك الخديوي الحكم و يقضي بقية حياته بعيدا عن بلده و تسقط الامبراطوريه في فرنسا ... الا ان "اوجينيي" تظل علي ذكراها القديمه و تزور مصر مرارا بعد وفاة الخديوي .. و في احد الزيارات تطلب اوجييني السفر من بورسعيد لزيارة القاهره .. ويشاهدها المصريين و هي تمشي حول قصر الجزيره و حديقة الجبلايه علي الرغم من كبر سنها .. كانت تبكي وهي تسير علي رجلها المتثاقلتان وكأئنها كانت تتذكر ان كل هذا الجمال كان من اجلها حين احبها خديوي مصر وعشق جمالها . وأنشد لها حافظ بك إبراهيم حين رأي شيبة شعرها؛ "ولقد زانك المشيبُ بتاجٍ … لا يُدانيهِ في الجلال مُدانٍ" وكانت اخر زياره لها في مصر وبعدها ماتت اوجييني وهي وحيده وفقيره في بلاد غريبه تماما كما مات من احبها وبني من اجلها اجمل واغرب حديقه في العالم انذاك ... وتظل الحديقه واقفه تحاول جاهده التماسك .. لتتذكر انها كانت اجمل حديقه لعشاق مصر دون ان يعرف احد قصتها

الثلاثاء، 13 يونيو 2017

اليقين


يحكى عن رجل مسن خرج في سفر مع ابنه إلى مدينة تبعد عنه قرابة اليومين، وكان معهما حمار وضعا عليه الأمتعة، وكان الرجل دائما ما يردد قول : ما حجبه الله عنا كان أعظم!! وبينما هما يسيران في طريقهما؛ كُسرت ساق الحمار في منتصف الطريق، فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! فأخذ كل منهما متاعه على ظهره، وتابعا الطريق، وبعد مدة كُسرت قدم الرجل، فما عاد يقدر على حمل شيء، وأصبح يجر رجله جرًّا، فقال: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! فقام الابن وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره وانطلقا يكملان مسيرهما، وفي الطريق لدغت أفعى الابن، فوقع على الأرض وهو يتألم، فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! وهنا غضب الابن وقال لأبيه: أهناك ما هو أعظم مما أصابنا؟؟ وعندما شفي الابن أكملا سيرهما ووصلا إلى المدينة، فإذا بها قد أزيلت عن بكرة أبيها، فقد جاءها زلزال أبادها بمن فيها. فنظر الرجل لابنه وقال له: انظر يا بني، لو لم يُصبنا ما أصابنا في رحلتنا لكنا وصلنا في ذلك اليوم ولأصابنا ما هو أعظم، وكنا مع من هلك.. ليكن هذا منهاج حياتنا اليومية لكي تستريح القلوب من الوجل والقلق والتوتر ولنحسن دائما الظن بالله العظيـم ولنتوكّل عليه في كل مسائلنا ونكون على يقين كامل بأن الله هو أحكم الحاكمين وهو أرحم الراحمين.. دوما دوما... حسن الظن بالله يا مسلمين...!!*

الثلاثاء، 6 يونيو 2017

الخبز المحروق ..


الخبز المحروق .. يقول احدهم °°° بعد يوم طويل وشاق من العمل وضعت أمي الطعام أمام أبي على الطاولة وكان معه خبز محمص،، لكن الخبز كان محروقاً تماماً.. فمد أبي يده إلى قطعة الخبز وابتسم لوالدتي وسألني كيف كان يومي في المدرسه؟ لا أتذكر بماذا أجبته لكنني أتذكر أني رأيته يدهن قطعة الخبز بالزبدة والمربى ويأكلها كلها.. عندما نهضت عن طاولة الطعام سمعت أمي تعتذر لأبي عن حرقها للخبز وهي تحمصه.. ولن أنسى رد أبي على اعتذار أمي.. حبيبتي: لا تكترثي بذلك، أنا أحب أحيانا أن آكل الخبز محمصا زيادة عن اللزوم، وأن يكون به طعم الاحتراق.. وفي وقت لاحق من تلك الليلة عندما ذهبت لأقبل والدي قبلة (تصبح على خير) سألته إن كان حقا يحب أن يتناول الخبز أحيانا محمصا إلى درجة الاحتراق؟ فضمني إلى صدره وقال لي هذه الكلمات التي تحتاج إلى تأمل: يا بني أمك اليوم كان لديها عمل شاق وقد أصابها التعب والإرهاق وشئ آخر، أن قطعة من الخبز المحمص زيادة عن اللزوم أو حتى محترقة لن تضر حتى الموت.. الحياة مليئة بالأشياء الناقصه، وليس هناك شخص كامل لا عيب فيه. علينا أن نتعلم كيف نقبل النقص في بعض الأمور، وأن نتقبل عيوب الآخرين.. وهذا من أهم الأمور في بناء العلاقات، وجعلها قوية مستديمه. خبز محمص محروق قليلا لا يجب أن يكسر قلبا جميلا.. فليعذر الناس بعضهم بعضا؛ وليتغافل كل منا ما استطاع عن الآخر؛ ولنترفع عن سفاسف الامور النقد المُستمر يُميت لذة الشيء ! لذا فإن الشجرة لو تعرضت لرياح دائمة لأصبحت عارية من أوراقها وثمارها ! كذلك الشخص .. إن تعرض للنقد الجارح بإستمرار يُصبح سلبي .. إمدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء فإن الكلام الجميل مثل المفاتيح تقفل به أفواهٍ وتفتح به قلوب........ *الزعل المستمر واللوم المستمر يُميت لذة كل شيء وإن كان من غير قصدً*إمدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء ، فإن الكلام الجميل مثل المفاتيح تفتح به قلوب من حولك تغافل مره وتغابى مرتان فليس كل شيء يستحق الأهتمام ‎، لا تعطي الأمور أكبر من حجمها ، إن رأيت أمامك حجر أرمي به خلفك - وتقدم إنها ثقافة ومهارة *‏التمسوا لنا الأعذار حينما لا نكون كما عهدتم أن نكون* فالنفوس آفاق ووديان .. ولعل نفوسنا في أودية غير وديانكم ، ولعل صدورنا تحوي مالا نستطيع البوح به *إبتسموا يا غالين* *وسامحوا يا أحبة* وأغسلوا قلوبكم من نغزات الشيطان وسوء الظن ، والتمسوا لأخوانكم الأعذار .. فنحن في أعوام تتساقط فيه الأرواح بلا سابق إنذار فاللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله، فهنيئا لزراع الخير وحاصدين الخير والقائمين على الخير ومحسني الظن والناطقين بالخير والخارجين من هذه الحياة بحسن المعشر وطيب المذكر *انشروا التسامح والمحبة* فهذه دنيا فانيــة

الاثنين، 5 يونيو 2017

انه يفرأ القرآن


شخص يسير بسيارته سيراً عادياً , وتعطلت سيارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة . ترجّل من سيارته لإصلاح العطل في أحد العجلات وعندما وقف خلف السيارة لكي ينزل العجلة السليمة . جاءت سيارةمسرعة وارتطمت به من الخلف .. سقط مصاباً إصابات بالغة . يقول أحدالعاملين في مراقبة الطرق : حضرت أنا وزميلي وحملناه معنا في السيارة وقمنابالاتصال بالمستشفى لاستقباله شاب في مقتبل العمر .. متديّن يبدو ذلك من مظهره . عندما حملناه سمعناه يهمهم .. ولعجلتنا لم نميز ما يقول , ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا .. سمعنا صوتاً مميزاً إنه يقرأ القرآن وبصوتٍ ندي .. سبحان الله لا تقول هذا مصاب .. الدم قد غطى ثيابه .. وتكسرت عظامه .. بل هوعلى ما يبدو على مشارف الموت . استمرّ يقرأ القرآن بصوتٍ جميل .. يرتل القرآن .. لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة . أحسست أن رعشة سرت في جسدي وبين أضلعي . فجأة سكت ذلك الصوت .. التفت إلى الخلف فإذا به رافعاً إصبع السبابة يتشهد ثم انحنى رأسه قفزت إلي الخلف .. لمست يده .. قلبه .. أنفاسه . لاشيء فارق الحياة . نظرت إليه طويلاً .. سقطت دمعة من عيني..أخفيتها عن زميلي.. التفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات.. انطلق زميلي في بكاء.. أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف.. أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثر. وصلنا المستشفى.. أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل.. الكثيرون تأثروا من الحادثة موته وذرفت دموعهم.. أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه.. الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يُصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه.اتصل أحدالموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى.. كان المتحدث أخوه.. قال عنه.. إنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة قي القرية.. كان يتفقد الأرامل والأيتام.. والمساكين.. كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية.. وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها على المحتاجين..وحتى حلوىالأطفال لا ينساها ليفرحهم بها..وكان يرد على من يثنيه عن السفر ويذكر له طول الطريق..إنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته.. وسماع الأشرطةوالمحاضرات الدينية.. وإنني أحتسب عند الله كل خطوة أخطوها.. من الغد غص المسجدبالمصلين .. صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة .. وبعد أن انتهينا من الصلاةحملناه إلى المقبرة .. أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة .. استقبل أول أيامالآخرة .. وكأنني استقبلت أول أيام الدنيا * 

السبت، 3 يونيو 2017

عبد الله بن المبارك


كان عبد الله بن المبارك رجلا صالحا وفي العام الذي أراد فيه الحج.. خرج ليلة ليودع أصحابه قبل سفره.. وفي الطريق وجد منظراً ارتعدت له أوصاله. واهتزت له أعصابه!!. وجد سيدة في الظلام تنحني على كومة أوساخ وتلتقط منها دجاجة ميتة.. تضعها تحت ذراعها.. وتنطلق في الخفاء.. فنادى عليها وقال لها: ماذا تفعلين يا أمة الله ؟ فقالت له : يا عبد الله – اترك الخلق للخالق فلله تعالى في خلقه شؤون ، فقال لها ابن المبارك : ناشدتك الله أن تخبريني بأمرك .. فقالت المرأة له : أما وقد أقسمت عليّ بالله .. فلأخبرنَّك . فأجابته دموعها قبل كلماتها : إن الله قد أحل لنا الميتة .. أنا أرملة فقيرة وأم لأربع بنات غيب راعيهم الموت واشتدت بنا الحال ونفد مني المال وطرقت أبواب الناس فلم أجد للناس قلوبا رحيمة فخرجت ألتمس عشاء لبناتي اللاتي أحرق لهيب الجوع أكبادهن فرزقني الله هذه الميتة .. أفمجادلني أنت فيها ؟ وهنا تفيض عينا ابن المبارك من الدمع وقال لها: خذي هذه الأمانة وأعطاها المال كله الذي كان ينوي به الحج .. وأخذتها أم اليتامى ، ورجعت شاكرة إلى بناتها وعاد ابن المبارك إلى بيته ، وخرج الحجاج من بلده فأدوا فريضة الحج ، ثم عادوا، وكلهم شكر لعبد الله ابن المبارك على الخدمات التي قدمها لهم في الحج . يقولون : رحمك الله يا ابن المبارك ما جلسنا مجلسا إلا أعطيتنا مما أعطاك الله من العلم ولا رأينا خيرا منك في تعبدك لربك في الحج هذا العام . فعجب ابن المبارك من قولهم ،، واحتار في أمره وأمرهم، فهو لم يفارق البلد ، ولكنه لم يكن يريد أن يفصح عن سره . وفي المنام يرى رجلا يشرق النور من وجهه يقول له : السلام عليك يا عبدالله ألست تدري من أنا ؟ أنا محمد رسول الله أنا حبيبك في الدنيا وشفيعك في الآخرة جزاك الله عن أمتي خيرا . يا عبد الله بن المبارك ، لقد أكرمك الله كما أكرمت أم اليتامى .. وسترك كما سترت اليتامى أن الله – سبحانه وتعالى – خلق ملكاً على صورتك .. كان ينتقل مع أهل بلدتك في مناسك الحج .. وإن الله تعالى كتب لكل حاج ثواب حجة وكتب لك أنت ثواب سبعين حجة .