ﻳُﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺗﻘﺪّﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﺷﺎﺏٌّ ﻓﺄﻭﺻﺎﻩ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺔ ﺭﺟﻞ ﺷﻬﻢ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺇﻥ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺸﻬﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻃﻴﺒﺔ ، ﻷﻥ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﺃﺏ ﺗﻈﻞ ﻋﻴﻨﻪ ﺗﺮﻋﺎﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺰﻭﺟﺔ ﻭﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ، ﺃﻣﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻼ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ، ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﻳﻮﻗﻔﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﺣﺪﺙ ﺳﻮﺀ ﺗﻔﺎﻫﻢ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ .ﻭﻋﺎﺵ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ثﻢ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺤﺚ ﺍﻻﺑﻦ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﺑﻨﺔ ﻟﺮﺟﻞ ﺷﻬﻢ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺻﺎﻩ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﻬﺎ ، ﻭﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ
ﻓﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻃﻠﺐ ﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺑﻘﺼﺘﻪ ﻭﻭﺻﻴﺔ ﺃﺑﻴﻪ ﻟﻪ ،
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ : ﺃﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ﺇﺫﺍ ﻭﺍﻓﻘـﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻲ ﻟـﻚ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻓﺎﺑﺤﺚ ﻟﻚ ﻋﻦ ﻓﺘﺎﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻟﻦ ﺃﺯﻭّﺟﻬﺎ ﻟك
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﺏ: ﺇﺫﺍ ﺃﻏﻀﺒﺖ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻭﺟﺎﺀﺗﻨﻲ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﻭﺣﺮﺩﺍﻧﺔ ﻓﻼ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﺘﺮﺍﺿﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺣَﻮْﻝ ، ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ، ﻷﻧﻲ ﻟﻦ ﺃﻋﻴﺪﻫﺎ ﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻭﻭﺍﻓﻖ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ، ﻭﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺸﻬﻢ ، ﻭﻋﺎﺵ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻫﺎﻧﺌﺔ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻌﺠﻦ ﻭﺗﺨﺒﺰ ﻭﺗﻌﺪّ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﻭﺗﻐﺴﻞ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﻜﻞ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺟﻪ ، ﻭﻻ ﺗﺰﻭﺭ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺟﻴﺮﺍﻧﻬﺎ ﻭﻻﺗﺨﺘﻠﻂ ﺑﺄﻱ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺟﺎﺭﺍﺗﻬﺎ .ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﻼﺯﻣﺔ ﻟﺒﻴﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﻟﻠﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ
ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﺮﺱ ﻟﻮﺍﺣﺪٍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ : ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﺃﻥﺗﺄﺧﺬﻧﻲ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ . ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻗﺎﺭﺑﻚ ﻭﻫﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﻋﻨﺎ ، ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﺎﺭﻛﻬﻢ ﻓﺮﺣﺘﻬﻢ ﻭﻧﻘﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﻢ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﻀﺮﻧﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ، ﻓﺎﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻦَّ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻨﻪ ﺧﻴﺮ
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻻ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻓﺄﻧﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﻘﻞ ﺃﻣﻴّﺰ ﺑﻪ ، ﻭﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻌﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﻋﻠﻲّ
ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﺻﻄﺤﺐ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻣﻌﻪ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺼﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻭﺟﻠﺴﻦ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺳﺄﻟﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ
ﻭﻗﻠﻦ ﻟﻬﺎ : ﻣﺎ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺃﺧﺖ ﻻ ﺗﺨﺮﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻚ ﻭﻻ ﺗﺰﻭﺭﻳﻦ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺟﺎﺭﺍﺗﻚ ، ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗﻌﻤﻠﻴﻦ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻘﻀﻴﻦ ﺃﻭﻗﺎﺗﻚ
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﻬﻲ ﻭﻏﺴﻞ ﻭﻏﻴﺮﻩ ، ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺯﻭﺟﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻮﺩ ،ﻓﻨﺄﻛﻞ ﺳﻮﻳا ﻭﻧﺤﻦ ﺑﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﻓﻘﻠﻦ ﻟﻬﺎ : ﻣﺎ ﺃﻗﻞ ﻋﻘﻠﻚ ﺇﻧﻚ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻴﺌﺎً ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺗﻈﻠﻲ ﺗﺨﺪﻣﻴﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻛﺄﻧﻚ ﺧﺪّﺍﻣﺔ ﻟﺪﻳﻪ
ﻭﻗﻠﻦ ﻟﻬﺎ : ﺇﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﻤﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻤﺎ ﺫﻛﺮﺗِﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻳﻐﺴﻞ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻭﻳﻨﻈﻒ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻌﻤﻞ ﺷﻴﺌﺎً . ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻈﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻬﻤﺖ ﺳﺮﺍً ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺻﻤﻤﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻭﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ هي
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻮﺟﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪّ ﻟﻪ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻭﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﺄﻱ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ،
ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﻀﺔ ، ﻓﻘﺎﻡ ﻭﺃﻋﺪّ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﺩﻋﺎﻫﺎ ﻭﺃﻛﻼ ﻣﻌﺎً
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺎﺩ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻭﺟﺪﻫﺎ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺑﺎﻷﻣﺲ ، ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻟﻪ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻋﻤﻞ ﺑﺎﻷﻣﺲ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺳﺄﻟﻬﺎ : ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﻯ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ؟ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺮﻳﻀﺔ، ﺃﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪﻱ ﻟﻲ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻭﻟﻢ ﺗﻌﻤﻠﻲ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻻ ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﺮﻳﻀﺔ ، ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﻧﺎ ،ﺃﻭﺗﺤﺴﺒﻨﻲ ﻣﻐﻔﻠﺔ ، ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻦ ﺷﻴﺌﺎً ﻷﺯﻭﺍﺟﻬﻦ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻡ ﻟﻚ ﺑﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺑﺬﻟﻚ ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺃﺧﺒﺮﻧﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺎﻷﻣﺲ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺳﺄﻛﻮﻥ ﻣﺜﻠﻬﻦ ، ﻭﻟﻦ ﺃﻋﻤﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ، ﻓﻬﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﻳﺨﺺ اﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻘﻂ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻳﺎ ﺯﻭﺟﺘﻲ ، ﻟﻘﺪ ﺧﺪﻋﺘﻚ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺑﻔﺴﺎﺩ ﺭﺃﻳﻬﻦ ،ﻓﻌﻮﺩﻱ ﻟﺮﺷـﺪﻙ ، ﻭﺃﺭﺟﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻬﻦ ﻟﺴﻦ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻨﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻬﻴﺎ ﺍﻟﺤﻘﻲ ﺑﺄﻫﻠﻚ
ﻓﻘﺎﻣﺖ ﻭﻭﺿﻌﺖ ﺑﻌﺾ أﻏﺮﺍﺿﻬﺎ ﻭﻣﺘﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺻُﺮَّﺓ ﻭﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺃﺑﻴﻬﺎ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺁﻫﺎ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻣﻘﺒﻠﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺻُﺮَّﺓ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻋﺮﻑ ﺃﻧﻬﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻏﺎﺿﺒﺔً ﻭﺣﺮﺩﺍﻧﺔ ،
ﻓﻘﺎﻝ ﻷﻣﻬﺎ :ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻴﻬﺎ ﺑﻔﺘﻮﺭ ﻭﻻ ﺗﺒﺸﻲ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺮﻳﻬﺎ ﻭﺟﻬـﺎً ﻃﻴﺒﺎً
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺮﺍﺣﺖ ﻗﻠﻴﻼً
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻮﻫﺎ : ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺍﺳﻘﻲ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ ﻳﺎﺍﺑﻨﺘﻲ ، ﻭﻧﻈﻔـﻲ ﺍﻟﺤﻈﻴﺮﺓ ﻭﺍﻋﻤﻠﻲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﺃﺭﻫﻘﻬﺎ ، ﻭﺻﺎﺭﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﺸﻐﻠﻬﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ،ﻓﻨﺪﻣﺖ ﻭﻻﻣﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺧﺪﻋﻨﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ، ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻠﻪ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻴﺮﺍﺿﻴﻬﺎ ﻭﻳﻌﻴﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﻭﺭ ﻋﺎﻡ، ﻓﺮﺃﺕ ﻋﻨﺪ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺃﻟﻮﺍﻧﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺗﻌﺐ ﻭﺇﺭﻫﺎﻕ ﻭﻣﺬﻟﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺪﺓ ﻣﻄﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ، ﻓﻼﻣﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺑﻜﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﻈﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪِﻫﺎ ﻧﻔﻌﺎً ﻷﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺟﺎﺀ ﺯﻭﺟـﻬﺎ ﻟﻴﺮﺍﺿﻴﻬﺎ ،
ﻓﻘـﺎﻝ ﺃﺑﻮﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻻﻣﺮﺃﺗﻪ : ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻴﻪ ﺑﻔﺘﻮﺭ ﻭﺍﻓﺮﺷﻲ ﻟﻪ ﻛﻴﺴﺎً ﻟﻴﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺍﻃﺒﺨﻲ ﻟﻪ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺱ ، ﻭﺍﻟﻌﺪﺱ ﻃﻌﺎﻡ ﻳﻤﻠّﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺤﻘﻴﺮ ﻭﺗﻘﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻭﺷﺄﻧﻪ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﻠﺲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺡ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻟﻪ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺱ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﺮﻯ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺗﺄﻛﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺗﺼﺮّ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻨﺎﻧﻬﺎ ،
ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺃﻳﻘﺪّﻡ ﻟﻪ ﻋﺪﺳﺎً ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﻫﻮ ﻛﺮﻳﻢ ﻭﻋﺰﻳﺰ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ، ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﻟﻪ ﻭﺍﺯﺩﺭﺍﺀ ﻭﺇﻫﺎﻧﺔ ﺑﻪ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻞَّ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ : ﺍﻓﺮﺷﻲ ﻟﺼﻬﺮﻙ ﻛﻴﺴﺎً ﻭﺿﻌﻲ ﺑﺮﺩﻋﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﺳﺎﺩﺓ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺟﺎﺀ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺻﻬﺮﻩ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻗﻢ ﻭﻧﻢ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻋﺪ ﻟﻪ ﻓﺮﺍﺷﺎً ﻧﻈﻴﻔﺎً ﻭﻏﻄﺎﺀً ﺳﻤﻴﻜﺎً ، ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻧﺎﻡ ﻣﻜﺎﻥ ﺻﻬﺮﻩ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺏ ﻓﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻭﺗﻮﺳﺪ ﺑﺮﺫﻋﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﻏﻄّﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺎﻟﻠﺤﺎﻑ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺟﺎﺀﺕ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺗﺨﺘﻠﺲ ﺍﻟﺨﻄﻰ ﻭﻫﻤﺰﺕ ﺃﺑﺎﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻈﻨﻪ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻨﻮﻡ ،
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﻗﻢ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺪﺩﺕُ ﻟﻚ ﺣﻤﺎﻣﺎً ﻣﻄﺒﻮﺧﺎً ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﺤﺲ ﻋﺸّﺎﻙ ﻋﺪﺳﺎً ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻗﻴﻤﺘﻚ ﻭﻣﻘﺪﺍﺭﻙ ، ﺁﻩ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺃﻇﻠﻤﻪ ، ﻓﻘﺪ ﺃﺭﺍﻧﻲ ﺃﻟﻮﺍﻧﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﻚ .
ﻭﺗﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻫﻲ ﺗﻈﻨّﻪ ﺗَﻌِﺒﺎً ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻀﺤﻚ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻﺑﻨﺘﻪ : ﺍﺭﺟﻌﻲ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻚ ﺍﻵﻥ ، ﻭﺣﺎﻭﻟﻲ ﺃﻻّ ﺗﻐﻀﺒﻴﻪ ، ﺃﻭ ﺗﺨﺮﺟﻲ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺘﻪ ، ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻜﻮ ﻟﻪ ﻇﻠﻢ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﺭﻫﻘﻬﺎ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻟﻴﻬﻨﺌﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﻓﻼﻗﺘﻬﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻦ ﺗﺪﺧﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻜﻦ ﺑﻴﺘﻲ ، ﺍﺫﻫﺒﻦ ﻓﻘﺪ ﺃﻓﺴﺪﺗﻦ ﻋﻠﻲَّ ﺣﻴﺎﺗﻲ ، ﻫﻴﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻋﺎﺷﺖ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺭﻏﺪﺓ ﻫﺎﻧﺌﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺗﺠﻨﺒﺘﻪ ﺑﻄﺮﺩﻫﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺪﻥ ﻳﺨﺮﺑﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ، ﻭﻳﻔﺴﺪﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق