الامانه
.................
كان تاجراً كبيراً مشهوراً بين الناس بأمانته ،
أوحسن خلقه ، وسلامة دينه ،
وكان من أمانته أن يترك الناس عنده أماناتهم ،
وأن يضع كل صاحب أمانة أمانته بنفسه ،
في مكان يهتدي إليه بسهولة ،
ثم يعود متى شاء لاستلامها كما هي ،
في يوم من الأيام أقبل عليه رجل ،
يريد أن يترك عنده خاتماً من ذهب أمانة إلى حين ،
قال له التاجر الأمين : ضعه في هذه الخزانة ،
وضعه الرجل وأغلق الخزانة بنفسه ثم انصرف عائداً .
بعد حوالي الستة شهور عاد الرجل يطلب أمانته ،
قال له التاجر الأمين : تجدها مكانها كما وضعتها يدك ، ذهب الرجل إلى الخزانة وفتحها فلم يجد الأمانة .
قال الرجل للتاجر الأمين : أمانتي ليست موجودة ،
قال التاجر الأمين للرجل : وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ،
أمهلني حتى غروب شمس يوم غد .
حزن التاجر حزناً شديداً ، وسأل زوجته وأبناءه عن الخاتم ، ولكن لا علم لهم به.
قام التاجر الأمين في الليل لصلاة القيام ،
ورفع يديه إلى رب السماوات والأرض يشكو له مصيبته ، ثم خرج إلى المسجد لصلاة الفجر،
ذهب التاجر ليفتح متجره ،
وفي وقت الضحى ،
أقبل عليه رجل صياد وبيده سمكة كباله يعرضها للبيع ، اشترى التاجر الأمين السمكة ،
وذهب بها إلى بيته ؛ لكي تعدها زوجته طعاماً للأسرة ، وبينما كانت الزوجة تنظف السمكة ، عثرت بداخلها على خاتم ،
أخذته وذهبت به إلى زوجها قائلة : أنت تضع الخاتم في بطن السمكة ثم تشكو إلينا فقدانه !!! ؟؟
فرح التاجر الأمين فرحاً كبيراً بعودة الخاتم ،
وقال لزوجته : أنا لا أفعل مثل ذلك ،
ولكنها إرادة الله سبحانه فهو يفعل ما يريد ،
جاء الرجل إلى التاجر الأمين بعد غروب الشمس ؛
ليأخذ خاتمه كما وعده بالأمس ،
سأله التاجر الأمين : هل هذا هو خاتمك ؟
قال نعم إنه خاتمي ، وهذه علامته ،
كان بجوار التاجر الأمين تاجر يهودي ،
يراقب الأحداث بدقة وذهول .
رأى اليهودي الرجل يأخذ خاتمه ،
فأقبل على التاجر الأمين ، والرجل بجانبه ، وبيده خاتمه ، قال لهما : انتظرا ، أنا الذي سرقت الخاتم من مكانه ، وذهبت إلى عرض البحر، حيث أعمق مكان فيه،
وألقيته في الماء ، فكيف عاد الخاتم إليكما ؟ ،
قال التاجر الأمين : إن الله أرسله إليَّ في قلب سمكة كبيرة ، اشتريتها من صياد ؛
ومن سترة الله فلا يكشف ستره مخلوق ، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ؛
فنطق اليهودي بالشهادتين معلنا إسلامه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق