بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 4 نوفمبر 2017

لا تكسر قلبا ينتظرك ..


. ••✦✿✦••••✦✿✦••. 🌹 رجع الملك إلى قصره في ليلة شديدة البرودة، ورأى حارسًا عجوزًا واقفًا بملابس رقيقة. فاقترب منه الملك وسأله: ألا تشعر بالبرد. فردّ الحارس: نعم أشعر بالبرد، ولكنّي لا أمتلك لباس دافئ، فلا مناص لي من التحمّل. فقال له الملك: سأدخل القصر الآن وأطلب من أحد خدمي أن يأتيك بلباس دافئ. فرح الحارس بوعد الملك، ولكن ما أن دخل الملك قصره حتى نسي وعده. وفي الصباح كان الحارس العجوز قد فارق الحياة وإلى جانبه ورقة كتب عليها بخط مرتجف: "أيّها الملك، كنت أتحمّل البرد كل ليلة صامدًا، ولكن وعدك لي بالملابس الدافئة سلب منّي قوّتي وقتلني". ✿ وعودك للآخرين قد تعني لهم أكثر مما تتصوّر. فلا تخلف وعدًا، فأنت لا تدري ما تهدم بذلك.

الثراء الضَخْم


كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كُلَما نظر إلي الثراء الضَخْم الذي رزقها الله به , اشْتدَ خوفُهُ منْ أنْ يكون الله تعالي قد عجًل له به زيْنة الْحياة الدُنْيا وحرمه نعيم الآخرة , فكان رضي الله عنه يعين الْمحتاج , ويعطيْ الْمسكين , والفقير , ويبرَ ذوى الْقربى , ويجهز الْجيوش الغازية في سبيل الله , حتى بلغ منْ كثْرة عطائه أنْ يقال : إنَ أهْل المدينة شركاءُ لعبْد الرحمن بْن عوْف في ماله , فقد كان يُعْيهم ثُلُثهُ قرْضًا , ويقْضى بالثُلث الثاني دُيُونهمْ , ويصلُهُمْ بالثُلُث الْباقي . ومن شدة ورعُهُ رضي الله عنه إنه صائمًا ذات يوْم , ولمَا أُحْضر لهُ طعامُ الإْفطار , ورأى كثرته وألْوانهُ الْمتعدًدة الْفاخرة , كفً يده عنْهُ , وجعل يصيحُ فيمنْ حوْله باكيًا , ويقولُ في خوْف شديد : ارْفعُوا هذا الطعام منْ أمامي , فإني أخْشى أنْ نكُون أعطينا ما في الدُنْيا , ولم يعدْ لنا في اْلآخرة منْ نصيب وجعل يردد قول رب العزة : { مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ } ( الشورى : 20 ) . ثُم زادتْ دُموُعُهُ انْهمارًا , وهُو يقولُ لهُمْ مُشدَدًا : أبْعدُوا هذا الطعام عنَي , فقدْ اسْتُشْهد مُصعبُ بنُ عُميْر , وهو خيْرٌ مني , فلم يُوجد له كفنٌ , فكفَنَاهُ في ثوْب إنْ ستر رجْليْه بدا رأْسهُ , وإنْ ستر رأْسه بدت رجْلاهُ !!. واسْتُهد حمْزة بنْ عبْد الْمطلب عمُ الرسُول صلي الله عليه وسلم يوم أحد , وهو خيرٌ منَي , فلمْ نجدْ له ما يُكفن فيه سوى ثوب إنْ ستر رجْليه بدا رأْسهُ , وإنْ ستر رأسه بدت رجْلاهُ !!. ولقدْ مات رسوُلُ الله صلي الله عليه وسلم وما شبع هُو وأهْلُهُ منْ خُبْز الشعير. من كتاب الجيل الرباني مواقف وعبر { فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }

حبّة خردل


تروي سيده انها عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضا حتّى جاء الموت واختطف روح الابن حزنت السيدة حزنا شديداً لموت ولدها ذهبت من فرط حزنها إلى حكيم القرية وطلبت منه أن يخبرها الوصفة الضرورية لاستعادة ابنها إلى الحياة مهما كانت أو صعبت تلك الوصفة. أخذ الشّيخ الحكيم نفساً عميقاً ـ وهو يعلم استحالة طلبهاـ ثمّ قال : أنت تطلبين وصفة؟ حسناً. أحضري لي حبّة خردل واحدة بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً. وبكل همة أخذت السيدة تدور على بيوت القرية كلها و تبحث عن هدفها. حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً. طرقت السيدة باباً ، ففتحت لها امرأة شابة، فسألتها السيدة: هل عرف هذا البيت حزناً من قبل؟ ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت: وهل عرف بيتي هذا إلأ كل حزن؟ وأخذت تحكي للسيدة أن زوجها توفي منذ سنة، وترك لها أربعة من البنات والبنين، ولإعالتهم قمت ببيع أثاث الدار الذي لم يتبق منه إلا القليل. تأثرت السيدة جداً وحاولت أن تخفف عنها قبل الغروب دخلت السيدة بيتاً آخر ولها نفس المطلب، وعلمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جداً، وليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة. ذهبت السيدة إلى السوق، واشترت بكل ما معها من نقود طعام وبقول ودقيق وزيت ورجعت إلى سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد واشتركت معها في إطعامهم ثم ودعتها وفي الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلى بيت تبحث عن حبة الخردل وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقاً، لكي تأخذ من أهله حبة الخردل. وبمرورالأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية، نسيت تماماً أنها كانت تبحث في الأصل على حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن. ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط إن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن..